سيشل، المالديف، سريلانكا... جميعها جزر جميلة ذات شواطئ ساحرة وخلابة تتميز بنقاء ونظافة مياهها، ورغم ضعف الموارد في هذه الدول وتأثر اقتصادها بالعوامل الطبيعية (تسونامي 2004)، إلا إنها أصبحت تستقطب الملايين من السياح سنوياً، وفتحت المجال للمستثمرين الأجانب لتطوير تلك الجزر وإقامة المنتجعات التي ما كانت لتنشئ في هذه الجزر لولا وجود تسهيلات وقوانين تجذب الاستثمارات والشركات العالمية.

ما دفعني للحديث عن هذه الجزر هو أوجه الشبه مع مملكتنا الغالية، فنحن نمتلك العديد من المقومات المادية والسياحية (التي تفوق هذه الدول بمراحل) والجزر التي لو تم استثمارها بشكل أفضل، وحصل المستثمرون على التسهيلات المحفزة لهم، لوجدنا زيادة في النشاط السياحي على مدار العام وليس خلال مواسم معينة، سواء السياحة الداخلية أو الخارجية.

لا ننكر الجهود التي تبذلها وزارة الصناعة والتجارة السياحة في تطوير القطاع السياحي وتنشيطه، كما أن الخطط والبرامج التطويرية وجهود مسئولي الوزارة والعقليات الشبابية الخلاقة فيها، التي تدعو للتفاؤل والاطمئنان بمستقبل سياحي أفضل يعود بمردوده على اقتصاد البحرين وبالتالي المواطنين، ولكن تلك الجهود في حد ذاتها لا تكفي خصوصاً في ظل غياب خطة استراتيجية متكاملة للاستفادة من الإمكانات السياحية لدينا، ووجود تشريعات وقوانين من شأنها جذب الاستثمارات في هذا القطاع، من خلال تكاتف جميع الجهات المعنية فهذا الشأن لا يقع على عاتق هذه الوزارة فحسب.

عزيزي القارئ الكريم... لست من المعنيين بالشأن الاقتصادي، ولكن خبرتي في المجال النفسي تجعلني متيقنة بأن الترويح والترفيه من أهم العوامل التي تساعد الفرد على زيادة عطائه وإبداعه، فإذا ما أردنا زيادة إنتاجية الفرد لابد من أن نهيئ له بيئة هادئة ومريحة نفسياً ودخل مادي يلبي احتياجاته واحتياجات أسرته الأساسية.

لذلك لابد من تظافر الجهود سواء على المستوى التشريعي أو التنفيذي بما يحقق الرفاهية للفرد والمجتمع.