خلص مشاركون في منتدى «مستقبل التكنلولوجيا والتعليم في الخليج2016» الذي اختتم أعماله أمس الخميس (19 مايو/ أيار 2016)إلى أن تجربة البحرين في مجال التمكين الرقمي في التعليم باتت مؤهلة للتعميم على الدول الخليجية كتجربة ناجحة بدأت تجني ثمارها بعد أن جرى اختبارها خلال العام الدراسي الحالي في خمس مدارس في مختلف محافظات المملكة.
وأعربت الوكيل المساعد للتخطيط والمعلومات في وزارة التربية نوال الخاطر عن الاستعداد للتعاون مع الجميع للاستفادة من هذه التجربة، وقالت إن «عقد اليوم الأخير من المنتدى في المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال المعتمد من قبل منظمة اليونسكو دليل على حرص البحرين على وضع خبراتها في مجال التمكين الرقمي أمام جميع الدول الراغبة في الاستفادة من هذه التجربة، التي عكست الخبرات المتراكمة في مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل».
وأكدت الخاطر أن مملكة البحرين تملك استراتيجية واضحة في تطبيق التمكين الرقمي في التعليم، وهي استراتيجية تركز على بناء المهارات الأساسية لدى الطالب مثل مهارات التواصل والتعاون والإيجابية والقدرة على حل المشكلات، وتمكين الطالب والمدرس من تسخير التقنية لخدمته، وليس مجرد الاكتفاء بإدخال وسائل وتجهيزات التقنية إلى المدارس.
وشهد اليوم الأخير من منتدى «مستقبل التكنلوجيا والتعليم في الخليج2016» مناقشات مستفيضة بين خبراء ومعنيين في مجال التمكين الرقمي والاتصال من وزارة التربية، وجامعات ومدارس حكومية وخاصة، إضافة إلى ممثلين عن كبرى شركات التقنية العالمية التي تقدم حلول وأنظمة وبرمجيات التعليم مثل انتل ومايكروسوفت واتش بي والمجموعة المتحدة للتعليم.
وتطرقت المناقشات إلى أهمية التكامل بين مجمل أركان العملية التعليمة عند التوسع في تطبيق التمكين الرقمي، لناحية البنية التحتية، والمنهاج، والطالب والمدرس، والاستمرار في تقويم الأداء بغية تصويب مساره.
وجرت الإشارة إلى أن البحرين تقدم بيئة نموذجية لتوطين وتطبيق التمكين الرقمي في التعليم، واستنساخ نجاحها في أماكن أخرى حول العالم، حيث يوجد قرابة 150 ألف طالب في المدارس الحكومية و15 ألف مدرس، يضاف إليهم قرابة 50 ألفا في المدارس الخاصة والجامعات، وجميع هذه المؤسسات التعليمة تعمل في مستويات متقاربة نسبيا، وعلى مساحة جغرافية ليست كبيرة، ويحكمها نظام إداري واضح يسهل معه الوصول إلى نتائج دقيقة وتقويم وتصويب الأداء.
هذا، وسعى منتدى «مستقبل التكنلوجيا والتعليم في الخليج2016» في دورته الأولى إلى لتطوير نموذج وطني للتمكين الرقمي في التعليم، ورسم ملامح واضحة للخطة الوطنية لتفعيل هذا النموذج، مع ربط التمكين الرقمي في مختلف جوانب الحياة ككل، وبناء قدرات المواطن البحريني بصفته عنصراً أساسياً للتمكين الرقمي، وأضاف العبيدلي أنه رغم أهمية الاستعانة بالتقنية المتطورة، وتشييد بنية إلكترونية متينة، لكن يبقى الإنسان، والذي هو الطالب والمدرس في مشروع التمكين الرقمي، حجر الزاوية في نجاح البرنامج أو تعثره، مشيرا إلى أن وزارة التربية في البحرين مدركة تماما هذه المسألة، وتأخذها بعين الاعتبار في أية خطوة تخطوها على طريق التمكين الرقمي.
وجمع المنتدى بين المؤسسات التعليمية وشركات التقنية في مملكة البحرين بهدف بناء فهم أعمق حول احتياجات التعليم الإلكتروني، وتحفيز الابتكار والإبداع لدى المعلمين وقادة المدارس من خلال الاستعمال الفعال للتمكين الرقمي في التعليم، ومواكبة المستجدات والتجارب الناجحة في مجال التمكين الرقمي في التعليم حول العالم، إضافة إلى الاطلاع على التجارب العربية والعالمية في مجال التمكين الرقمي في التعليم، والاستفادة من نتائجها التي انعكست إيجاباً على ارتفاع التحصيل العلمي للطلبة والطالبات واكتسابهم المهارات التكنولوجية وتعزيز التعاون بين المدرسة والمجتمع.
العدد 5004 - الخميس 19 مايو 2016م الموافق 12 شعبان 1437هـ