سيطر الجيش السوري ومقاتلون من حزب الله اللبناني أمس الخميس (19 مايو/ أيار 2016) على بلدة دير العصافير الاستراتيجية وتسع قرى في محيطها في جنوب الغوطة الشرقية قرب دمشق، مستغلين الاقتتال القائم بين الفصائل الإسلامية التي كانت تتقاسم السيطرة عليها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «سيطرت قوات النظام وحزب الله اللبناني على بلدة دير العصافير الاستراتيجية، كبرى بلدات القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية، بعد هجمات مستمرة منذ شهر فبراير/ شباط الماضي».
وأفاد المرصد، في وقت لاحق، عن سيطرة قوات النظام ومقاتلي حزب الله «بإسناد مدفعي وجوي على كامل القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية» والذي يضم إلى جانب دير العصافير تسع قرى وبلدات في محيطها، متحدثاً عن نزوح مئات العائلات من هذه المنطقة.
وبعد سيطرتها على دير العصافير صباحاً، تمكنت قوات النظام وحلفاؤها «من التقدم السريع في جنوب الغوطة جراء انسحاب مقاتلي الفصائل بعد خسارتهم لدير العصافير خشية من الوقوع في الحصار».
وأشار عبد الرحمن إلى أن منطقة دير العصافير تعد الأقرب جغرافيا إلى مطار دمشق بين المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
هذا، وأعلن المرصد السوري أمس أن 16 مدنياً على الأقل قتلوا بينهم ستة أطفال خلال قصف جوي لقوات النظام السوري على عدد من البلدات في وسط البلاد.
وقال المرصد إن احد عشر مدنياً بينهم ثلاثة أطفال قتلوا عندما انهمرت براميل متفجرة على بلدة الحولة وعدة قرى مجاورة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن خمسة مدنيين آخرين بينهم ثلاثة أطفال قتلوا في وقت سابق من النهار في غارات للنظام على مدينة الرستن المحاصرة.
إلى ذلك، تعهد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستافان دي ميستورا أمس (الخميس) باللجوء لخيار «الملاذ الأخير» بإسقاط المساعدات من الجو ونقل المساعدات بالطائرات إذا لم يتحسن الوضع على صعيد الوصول للمناطق المحاصرة هناك بحلول الأول من يونيو/ حزيران.
وأضاف أنه إذا لم يتحسن الوضع فيما يتعلق بدخول المساعدات وإعادة تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية فإن مصداقية الجولة المقبلة من محادثات السلام ستكون محل شك.
وقال دي ميستورا للصحافيين في جنيف «نريد أن نوصل المساعدات للجميع. إذا لم نتمكن من توصيل الغذاء من خلال القوافل... فالبديل هو الإسقاط من الجو».
وأضاف أن إسقاط المساعدات جواً هو «الخيار الأكثر تكلفة وتعقيدا وخطورة... ولذلك فإن الإسقاط الجوي هو الملاذ الأخير لكننا نقترب منه».
وعبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وثيقة بشأن موقفها - تم تقديمها للجهات المانحة أمس الأول (الأربعاء) وحصلت عليها رويترز- عن قلقها البالغ من إسقاط المساعدات جواً وحثت الدول على التفكير في المخاطر والعواقب.
وقالت اللجنة «عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات في ظروف معينة... وخاصة في المناطق السكنية والمناطق الحضرية مثل كثير من المناطق الواقعة تحت الحصار في سورية... يمكن أن تشكل خطرا مادياً حقيقياً على الأشخاص الذين يفترض توصيل المساعدات لهم».
وقال دي ميستورا إنه لن يتخلى عن المحادثات لكنه بانتظار الموعد المناسب.
وأضاف «من الواضح أننا في عجلة من أمرنا لبدء طرح الجولة القادمة من المحادثات بين الأطراف السورية» لكن إذا لم يتحسن وصول المساعدات للمناطق المحاصرة «فسوف تكون مصداقية الجولة القادمة من المحادثات محل شك».
من جانبه، طالب الرئيس السوري بشار الأسد بـ «الاستفادة من تجربة جنوب إفريقيا على مختلف المستويات لأن ما حدث هناك منذ سنوات يحدث الآن في سورية ولو بطريقة مختلفة» .
جاء ذلك خلال استقباله في دمشق أمس (الخميس) نائب وزيرة العلاقات والتعاون الدولي في جنوب إفريقيا نومانديا مفيكيتو.
وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) الرسمية أنه جرى خلال اللقاء الحديث حول أهمية الاستفادة المتبادلة من التجارب التي مر بها البلدان» .
وقال الأسد إن «الغرب لا يريد شركاء وإنما دول تابعة له ولا تملك استقلالية قرارها»، مؤكدا «أهمية الدور الذي تلعبه الدول الأعضاء في مجموعة بريكس ومن ضمنها جنوب إفريقيا في خلق نوع من التوازن في العلاقات الدولية وفي الحد من الهيمنة الغربية ومحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول.
وأعربت مفيكيتو عن «دعم بلادها لحل الأزمة في سورية دون أي تدخل خارجي وأهمية وقف الدعم الذي تقدمه بعض الدول للمجموعات الإرهابية»، مؤكدة وقوف جمهورية جنوب إفريقيا إلى جانب الشعب السوري في وجه ما يتعرض له على يد هذه المجموعات.
العدد 5004 - الخميس 19 مايو 2016م الموافق 12 شعبان 1437هـ