كشفت شركة "جنرال إلكتريك"، المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز (GE)، اليوم الخميس (19 مايو/ أيار 2016) عن خططها لتأسيس "مركز التميز للإنترنت الصناعية" في "المعهد الهندي للتكنولوجيا" بمدينة مدراس الذي يعد واحداً من المعاهد الرائدة بمجال التعليم التقني العالي؛ ويهدف المركز الجديد إلى تطوير حل رقمي هو الأول من نوعه لخدمة قطاع صهر الألمنيوم على مستوى العالم.وسيتعاون الجانبان لتطوير التطبيقات كثيفة الطاقة مع التركيز على إطلاق مفهوم "التوأم الرقمي" لأول مرة في قطاع صهر الألمنيوم.
وتعد مصاهر الألومنيوم بمثابة مصافٍ لاستخراج هذا المعدن من أكسيد الألمنيوم وفصله عن الأوكسجين عن طريق تفاعل كيميائي محدد. ومن خلال تأسيس المركز الجديد، ستتعاون "جنرال إلكتريك" مع "المعهد الهندي للتكنولوجيا" لتطوير مفهوم "التوأم الرقمي" الخاص بقطاع المصاهر، والذي يعتبر نموذجاً رقمياً من شأنه توفير بيانات ورؤى متجددة بشكل مستمر حول المصاهر، بما يتيح لمشغليها العمل بكفاءة أكبر. ومن المتوقع أن يسهم هذا الأسلوب في تحقيق مكاسب صافية لقطاع صهر الألمنيوم تتراوح بين 50- 150 مليون دولار أمريكي سنوياً بفضل تعزيز الإنتاجية.
ويشكل "مركز التميز للإنترنت الصناعية" محطّة مهمةفي إطار التعاون الذي تقوده "جنرال إلكتريك" لتعزيز التحوّل الصناعي الرقمي بهدف تحقيق قفزات نوعية في الإنتاجية والكفاءة والموثوقية على مستوى القطاع الصناعي. وتعمل "جنرال إلكتريك" على دمج الآلات الثقيلة مع البرامج والتحليلات المتقدمة لإنشاء مفهوم "التوأم الرقمي"استناداً إلى منصة Predix، نظام التشغيل الأول والوحيد عالمياً القائم على الحلول السحابية والمصمم خصيصاً لمواكبة متطلبات القطاع. ويسهم تعزيز الإنتاجيّة بنسبة 1% عبر تطبيق حلول الإنترنت الصناعية والبرمجيات من "جنرال إلكتريك" في تعزيز أداء عملائها بنسبة 20%.
وبهذه المناسبة، قال الرئيس والرئيس التنفيذي لخدمات توليد الطاقة في "جنرال إلكتريك للطاقة" بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا عزيز محمد: "تبرهن الاتفاقية الجديدة مع ’المعهد الهندي للتكنولوجيا‘ في مدينة مدراس على التزامنا بترسيخ الروابط بين الجوانب الأكاديمية والقطاع بهدف دعم مسيرة التحول الصناعي الرقمي. وتمثل الرقمنة طريقاً نحو بناء مستقبل القطاع، وتهدف حلول الإنترنت الصناعية التي تقدمها ’جنرال إلكتريك‘ إلى تعزيز الكفاءة والموثوقية والإنتاجية من خلال الرصد الاستباقي وتشخيص العمليات التشغيلية".
وأضاف محمد: "إنمشاركة ’مركز التميز للإنترنت الصناعية‘ في تطوير مفهوم ’التوأم الرقمي‘ ضمن مصاهر الألمنيوم‘، إلى جانب توفير حلول مبتكرة بالتعاون مع الهيئة التدريسية والباحثين في ’المعهد الهندي للتكنولوجيا،سيمّكن القطاع إلى حد كبير من تحقيق وفورات في التكاليف وتحسين الإنتاجية، فضلاً عن إمكانية تطبيق هذه الحلول في المصاهر حول العالم".
وتلعب فرق العمل المتخصصة لدى "جنرال إلكتريك" في الشرق الأوسط دوراً محورياً في حفز هذا التعاون من خلال توظيف خبراتهم الواسعة ضمن عدد من أضخم مصاهر الألمنيوم في العالم وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
وسيوظف "المعهد الهندي للتكنولوجيا" خبراته العميقة في مجال نمذجة العمليات القائمة على مفاهيم الفيزياء، وكذلك الترابط بين التعليم الآلي والنماذج القائمة على العلوم الفيزيائية؛ في حين ستستعين "جنرال إلكتريك" بإمكاناتها العالمية المشهودة في مجال البحث وتطوير التطبيقات الصناعية الرقمية. ويضطلع أساتذة وخريجو المعهد الهندي بدور محوري في بلورة الأفكار ضمنوادي السيليكون، كما يعتبر العديد من قادة الفكر ورواد الأعمال في المجال التقني حول العالم من خريجي هذه المؤسسة التعليمية المرموقة.
وستعمل "جنرال إلكتريك" على جمع البيانات من مختلف أجهزة الاستشعار لبلورة فهم واضح حول مختلف العمليات بالاستناد إلى مفاهيم العلوم الفيزيائية. وسيقوم المركز بابتكار نموذج مطابق لمصهر الألمنيوم عن طريق استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي؛ وسوف يشكل هذا التوأم الرقمي أساساً قوياً لمختلف التطبيقات التي تساعد على تعزيز مستويات الكفاءة والإنتاجية والموثوقية لعمليات الصهر ومحطات توليد الطاقة الكهربائية.
وسيتم تطوير هذه الحلول باستخدام منصة الإنترنت الصناعية Predix من "جنرال إلكتريك"، وبرنامج "إدارة أداء الأصول" APMعبر منصة Predix، والذي يساعد على تحسين العمليات ورفع أداء الأعمال عبر 3 إمكانات أساسية هي سلامة الآلات والمعدات، وإدارة الموثوقية، والصيانة المثلى.
وعلى الصعيد العالمي، يشكل استهلاك الكهرباء حوالي 38% من تكلفة إنتاج الألمنيوم. ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن "المعهد الدولي للألومنيوم"، فقد استهلك قطاع الصهر أكثر من 690,170 جيجاواط ساعي من الطاقة للإنتاج الأولي للألومنيوم خلال عام 2014. وخلال نفس الفترة، استهلكت دول الخليج العربي 57,668 جيجاواط ساعي من الكهرباء لإنتاج ما يزيد على 4,832 مليون طن من الألومنيوم معظمها باستخدام الغاز الطبيعي، في حين استهلكت الدول المنتجة للألومنيوم في آسيا باستثناء الصين أكثر من 16,343 جيجاواط ساعي من الكهرباء لإنتاج 2,429 مليون طن من الألومنيوممعظمها باستخدام الفحم.
وتشير التقديرات إلى أن استهلاك الألمنيوم سيبلغ نحو 67 مليون طن بحلول عام 2020؛ وستتركز القدرة الإنتاجية الإضافية في منطقة الخليج العربي والهند والصين. وقد أكد موقع (AT Kearney) في تقريره "كيف تواصل المصاهر في دول الخليج العربي زيادة أرباحها" أن تكامل عمليات المراقبة، والاختبارات غير الاتلافية، والصيانة الوقائية والتنبؤية، وتعليمات العمل يمكن أن يساهم في خفض تكاليف الصيانة بنسبة تصل إلى 30%.
وسيسهم مفهوم "التوأم الرقمي" الخاص بمصاهر الألمنيوم في تمكين القطاع من تحسين التكاليف ليس من خلال إجراء الصيانة الوقائية المتطورة والدقيقة فحسب، وإنّما أيضاً عبر تنظيم كفاءة استهلاك الطاقة أيضاً، مما يساعد على تحقيق وفورات في تكاليف الطاقة اللازمة للإنتاج الأولي للألمنيوم.