شارك وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، على رأس وفد من الوزارة، في جلسات الدورة الثالثة والعشرين للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، المنعقد بالعاصمة التونسية، بحضور ومشاركة ممثلي الدول العربية الأعضاء.
وناقش المؤتمر العام العديد من الموضوعات المدرجة في جدول الأعمال، وعلى رأسها أهمية توفير التعليم للأطفال وخصوصاً الطلاب العرب الذين يعيشون في المخيمات في ظروف صعبة تهدد حياتهم وحقهم في التعليم لعدم توافر الظروف التي تتيح لهم الحصول عليه، بما يؤثر على مستقبلهم.
وأكد الوزير، في كلمته أمام المؤتمر، بذل المزيد من الجهود من أجل تقديم الدعم لهؤلاء الأطفال وللدول التي تستضيفهم، بإعادة النظر في البرامج التي ستنفذها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عبر خطتها القادمة، بحيث يتم تحويل تمويل عدد من هذه البرامج لصالح دعم الجهود لتوفير الخدمة التعليمية للأطفال العرب في المخيمات.
كما دعا إلى الاستفادة من الأبحاث والمبادرات والتجارب التي ستتقدم للتنافس على الفوز بجائزة اليونسكو الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم، وخصوصاً أن موضوعها هذا العام يتعلق بتوفير التعليم في المناطق المحرومة ضمن جهود المنظمة لتوفير التعليم لكل من يحتاجه في أي مكان في العالم.
وسلط الوزير، في الكلمة التي توجه بها إلى المؤتمر، الضوء على عدة محاور من الخطة الاستراتيجية المقترحة للمنظمة للأعوام 2017 - 2022، حيث تطرق بدايةً إلى محور "التعليم الأساسي ومحو أمية الكبار"، مؤكداً الحاجة إلى تشخيص واقع جميع الدول العربية في هذا المجال، لمعرفة حاجات كل دولة على حده، إذ هنالك العديد من الدول التي حققت تقدماً في مجال نشر التعليم، ولكن لاتزال هناك نسبة غير قليلة من الأطفال بحاجه إلى التعليم.
وتطرق إلى محور "التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في التعليم"، مؤكداً ضرورة العمل على تحويل المناهج الدراسية إلى مناهج رقمية، مشيراً إلى أن الفترة الزمنية للخطة الاستراتيجية الجديدة قد تكون كافية لنقل جزء من أنظمة التعليم العربية من النهج التقليدي إلى الإلكتروني.
وأكد في محور "التعليم التقني والمهني" أهمية الرقي بهذا القطاع الحيوي في الدول العربية، وتشجيع الطلبة على الالتحاق بمساراته الأكاديمية المتنوعة، لتنامي علاقته بالمتطلبات الملحة والمتجددة لسوق العمل، مما يسهم في تقليص نسبة بطالة الشباب، منوهاً بما يواجهه التعليم العالي من تحديات عديدة، منها التمويل، وتوفير المستويات الرفيعة من الكوادر الأكاديمية المتخصصة، وتعزيز الربط بين الجوانب النظرية والعملية، وتعزيز القدرة على الإفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصال في إنتاج المعرفة وإدارتها ونشرها.
وأشاد الوزير بالدور المهم الذي تضطلع به "الألكسو" في دعم وتعزيز ونشر التعليم والعلم والثقافة بما يعزز روابط الأخوة والتضامن ويرسخ الهوية العربية المشتركة، مؤكداً دعم مملكة البحرين للجهود التي تبذلها المنظمة لدعم اللغة العربية بحثاً وتدريساً ونشراً لها في الدول غير الناطقة بها.
يذكر أن وفد مملكة البحرين قدم عرضاً حول استمرار الاعتداءات الإرهابية على مدارس المملكة من قبل الإرهابيين، والتي تستهدف عرقلة العملية التعليمية وتعطيل اليوم الدراسي.
وأصدر المؤتمر العام لمنظمة "الألكسو" في ختام أعمال دورته الثالثة والعشرين العديد من التوصيات والقرارات بشأن العمل العربي المشترك في مجالات التربية والعلوم والثقافة، من بينها التوصية بالأخذ بمقترح مملكة البحرين الداعي إلى استفادة المؤتمر العام للمنظمة من التجارب العالمية في مجال استخدام تكنولوجيا التعليم، لإيصال التعليم إلى المناطق المحرومة، إضافة إلى استضافة مملكة البحرين لعدد من البرامج والدورات التدريبية المتصلة بهذا الجانب.