أظهرت دراسة حديثة أن متوسط عمر مرتادي عيادات الإقلاع عن التدخين في مملكة البحرين كان 37 عاماً ونسبة البحرينيين بينهم (80 في المئة)، وغالبيتهم (92 في المئة) من حاملي شهادة الثانوية أو أقل كما كانت نسبة الطلبة بينهم (18 في المئة).
جاء ذلك لدى عرض نتائج دراسة أعدها فريق مشترك من جامعة الخليج العربي ووزارة الصحة حول "مدى فاعلية عيادات الإقلاع عن التبغ في تحسين نسبة الإقلاع عن التدخين في مملكة البحرين" عرضت هذا الأسبوع في مقر جامعة الخليج العربي بالمنامة.
وتكون الفريق البحثي المشرف على تنفيذ الدراسة من رندة حمادة، وجميل أحمد من قسم طب الاسرة والمجتمع في كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي، إلى جانب مها الكواري، وشريفة بوجيري من عيادات الإقلاع عن التدخين في وزارة الصحة.
وقالت نائب عميد كلية الطب والعلوم الطبية لشئون البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة الخليج العربي والباحث الرئيس في هذه الدراسة رندة حمادة، إن عيادات الإقلاع عن التدخين هي إحدى الخدمات الصحية التي توفرها وزارة الصحة للمواطنين والمقيمين لمكافحة استخدام التبغ في مملكة البحرين، وهناك ثلاثة عيادات للإقلاع عن التدخين في مملكة البحرين متواجدة في المراكز الصحية التالية: الحورة، حمد كانو، وبنك البحرين الوطني. وهدفت هذه الدراسة لتحديد مدى فاعلية عيادات الحورة، وحمد كانو في إقلاع مرتادي العيادات من الذكور عن التدخين.
وتم تمويل الدراسة من قبل المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية عن طريق منحة بحثية.
وأكدت حمادة أن هذه الدارسة تأتي تعزيزاً لرسالة الجامعة الساعية لوضع الدراسات والبحوث الساعية لخدمة مجتمع الخليج العربي، وأن الشراكة المتميزة بين جامعة الخليج العربي ووزارة الصحة في مملكة البحرين هي علاقة تكاملية فاعلة مبنية على قناعة راسخة بأهمية التعاون الوثيق والعمل المشترك الساعي لتطوير مستوى الخدمات الصحية في مملكة البحرين.
إلى ذلك، أظهرت النتائج، أن (72.2 في المئة) من المرتادين على عيادات الإقلاع عن التدخين من مدخني السجائر فقط، فيما كان (2.6 في المئة) منهم من مدخني الشيشة فقط، و (19.1 في المئة) منهم يدخنون السجائر والشيشة معاً. وقد كان متوسط السنوات التي مرت على مرتادي العيادات منذ أن بدءوا التدخين 20 سنة للسجائر مقابل 8 سنوات للشيشة. وأظهرت الدراسة أن أكثر من ثلاثة أرباع مدخني السجائر يعانون من الاعتماد على النيكوتين حيث دخن الثلث منهم أول سيجارة بعد خمس دقائق من الاستيقاظ، فيما دخن أكثر من ثلاثة أرباعهم في الساعة الأولى من الاستيقاظ.
وحول المصدر الذي تعرف من خلاله المدخنون على عيادات الإقلاع عن التدخين، شكل الأصدقاء أهم مصدر للمعلومات (36 في المئة)، مقارنة بـ 7 في المئة (للأطباء، و (18 في المئة) من خلال الملصقات الموجودة في المراكز الصحية.
أما عن الأسباب التي دفعت مرتادي عيادات الإقلاع عن التدخين لزيارة العيادة، تتصدر الأسباب الصحية قائمة الأسباب التي دفعتهم على الإقلاع حتى وصلت النسبة إلى (75 في المئة).
وبلغ معدل المحاولات السابقة لمرتادي العيادات للإقلاع عن التدخين خمس مرات، وقد نجح (57 في المئة) منهم في الإقلاع عن جميع أنواع التبغ، وتبين أن نسبة الإقلاع كانت أعلى لدى مدخني الشيشة (64 في المئة) مقارنة بالسجائر (55 في المئة).
هذا وأظهرت نتائج الدراسة نسبة عالية من مستوى الرضا العام عن الخدمات المقدمة في عيادات الإقلاع عن التدخين، ولكن النتائج أظهرت نسبة أقل من الرضا حول الأيام وعدد الساعات التي تعمل بها العيادة ومدة الانتظار الذي يقضيها المرتادون قبل الدخول.
وأصدرت الدراسة عدداً من التوصيات التي كان من بينها، حث مقدمي الرعاية الصحية للمرضى من المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وتعريفهم بوجود عيادات الإقلاع، وتحويل المرضى الذين يريدون الإقلاع إلى هذه العيادات.
وعلى صعيد المؤسسات الصحية الأكاديمية، أوصت الدراسة بإضافة سبل الإقلاع عن التدخين للبرامج الأكاديمية ومساندة الطلبة والموظفين للإقلاع عن التدخين، وإجراء المزيد من البحوث المتعلقة بسلوكيات التدخين ومكافحة استخدامه.
كما أوصت الدراسة صناع القرار والسياسات الصحية في مملكة البحرين زيادة عدد العيادات المخصصة للإقلاع عن التدخين، وزيادة أيام وساعات العمل بهذه العيادات، وأوصت كذلك بإشراك القطاع الخاص في الجهود الوطنية لمساعدة المدخنين على الإقلاع، وزيادة الأنشطة التوعوية المبذولة في المؤسسات التعليمية والإعلام، واستمرارية رصد عيادات الإقلاع عن التدخين وفاعليتها.