دعت المعارضة في فنزويلا إلى التظاهر أمس الأربعاء (18 مايو/ أيار 2016) للمطالبة بإجراء استفتاء حول تنحي الرئيس نيكولا مادورو، وسط أجواء من التوتر الشديد تنذر بالانفجار.
وتلبية لدعوة من ائتلاف قوى المعارضة المعروف باسم «طاولة الوحدة الديمقراطية» الذي يملك أكثرية في البرلمان، من المقرر أن يتوجه المتظاهرون إلى مقرات السلطات الانتخابية في نحو عشرين مدينة.
وفي كركاس أقفلت 14 محطة مترو صباح أمس ما عرقل الحركة في عاصمة البلاد.
ولم تحصل تظاهرات أمس على ترخيص رسمي من السلطات المعنية.
وقال رئيس البرلمان وأحد أقطاب المعارضة، هنري راموس الوب صباح الأربعاء قبيل انطلاق التظاهرة «مع هذه الإجراءات المتهورة يكشف (الرئيس نيكولا مادورو) عن ضعفه. هل سيواجهوننا بالغاز المسيل للدموع ؟ فليكن لكننا سنتظاهر دفاعاً عن الاستفتاء».
وتأتي التظاهرات غداة تمسك كل طرف بمواقفه: فالمعارضة التي تملك غالبية في البرلمان دعت أمس الجيش والسكان إلى العصيان، في حين أعلن الرئيس مادورو رفضه لإجراء الاستفتاء الذي قد يطيح به.
وكان البرلمان رفض ليل الثلثاء الأربعاء المرسوم الرئاسي بفرض حالة الطوارئ. واعتبر النواب الذين صوتوا برفع الأيدي أن حالة الطوارئ «تعمق التدهور الخطير للنظام الدستوري والديمقراطي الذي تعاني منه فنزويلا».
ويؤدي انقطاع التيار الكهربائي يومياً وقصر عمل الأجهزة الحكومية على يومين في الأسبوع فقط، فضلاً عن عمليات النهب وتظاهرات الاحتجاج، إلى تغذية غضب الفنزويليين المجبرين على الوقوف في طوابير لساعات طويلة أمام المتاجر.
ويشير الخبراء إلى خطر «انفجار» البلاد، في وقت يرفض سبعة مواطنين من كل عشرة أسلوب إدارة الرئيس، وفق استطلاع أجراه معهد «فينيبارومترو».
وقالت الممرضة ليليمار كاريو (39 عاماً) التي كانت تنتظر دورها لشراء الطعام في مدينة غواريناس الواقعة على بعد 45 كلم من كركاس «الناس تعبوا والوضع سيء للغاية والانفجار قد يحدث في أية لحظة».
وكان هنريكي كابريليس المرشح الخاسر المنافس لمادورو في الانتخابات الرئاسية العام 2013، قال الثلثاء قبل تصويت البرلمان «إذا رفضت الجمعية الوطنية المرسوم، فسنكون نحن الفنزويليين ملزمين بتجاهله».
وأضاف كابريليس في مقابلة إذاعية «فلنتجاهل كل الأعمال التي نعتبرها باطلة لأنها تنتهك الدستور»، مجدداً دعوته للتظاهر للمطالبة بإجراء استفتاء بهدف إقالة الرئيس الفنزويلي.
كذلك، دعا كابريليس الجيش إلى الاختيار بين الدستور ومادورو، وقال «أقول للقوات المسلحة: دقت ساعة الحقيقة، (عليها) أن تختار ما إذا كانت مع الدستور أو مع مادورو».
وخطت البلاد الإثنين خطوة إضافية نحو التسلط بعد إعلان مادورو حالة الطوارئ، مبرراً ذلك بالكلام المتكرر عن «التهديد الخارجي».
واتهم مادورو الثلثاء في شكل مباشر الولايات المتحدة بانتهاك إحدى طائراتها المجال الجوي الفنزويلي الأسبوع الماضي مشيراً إلى أنه سيقدم احتجاجاً رسمياً على هذا الانتهاك بالسبل الدبلوماسية.
ويمدد مرسوم نشر مساء الإثنين لستين يوماً، صلاحيات الحكومة في مجال الأمن وتوزيع المواد الغذائية. وقد أعطيت قوات الأمن من جيش وشرطة أوامر «بضمان توزيع وتسويق المواد الغذائية والسلع الأساسية».
كذلك منحت لجان محلية مؤلفة من مواطنين أنشئت مؤخراً سلطات «لمراقبة النظام (...) والمحافظة عليه» و»ضمان أمن البلاد وسيادتها».
وتفاقمت حدة المواجهة بين التشافيين (أنصار تيار الرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي حكم البلاد من 1999 إلى 2013) ومعارضيهم منذ أن جمعت المعارضة مطلع مايو 1,8 مليون توقيع لبدء إجراءات تفضي إلى استفتاء لإقالة الرئيس، تأمل في تنظيمه قبل نهاية 2016.
وارتفعت نسبة التضخم في البلاد العام 2015 إلى 180,9 في المئة، وهي واحدة من الأعلى عالمياً، بينما تراجع إجمالي الناتج الداخلي 5,7 في المئة للسنة الثانية على التوالي.
العدد 5003 - الأربعاء 18 مايو 2016م الموافق 11 شعبان 1437هـ