تحت رعاية وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، افتتح اليوم الأربعاء (18 مايو/ أيار 2016) منتدى "مستقبل التكنولوجيا والتعليم في الخليج 2016" بمشاركة متحدثين من وزارة التربية والتعليم، وكبرى شركات التقنية، وحضور قرابة مئتين من مديري المدارس والمعلمين والمختصين في مدارس وجامعات عامة وخاصة بالبحرين.
واستعرضت الوكيل المساعد للتخطيط والمعلومات في وزارة التربية والتعليم نوال الخاطر، في كلمة لها خلال افتتاح المنتدى، تجربة مشروع "التمكين الرقمي في التعليم"، الذي بدأت الوزارة تطبيقه على خمسة مدارس تمثل عينة مختارة من مدارس البحرين في سبتمبر/ أيلول الماضي، مستفيدة في ذلك من الخبرات المتراكمة في مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل والمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وأشارت الخاطر إلى الوزارة بصدد إجراء دراسة شاملة لأجل تقييم هذه التجربة بغية التوسع في تطبيقها، وقالت: "نحن الآن نعمل على قياس وتقييم المشروع وتطبيقه طيلة العام الدراسي، ولاحظنا من خلال متابعتنا للمدارس الخمسة أن الأثر كان إيجابياً وواضحاً على التعلم وتحسن مستويات الطلبة".
وتابعت "نحن نريد تمكين الطالب من المهارات الأساسية والتي تسمى مهارات الحياة، مثل مهارات التواصل والتعاون والإيجابية والقدرة على حل المشكلات، ومساعدة الطالب على التعامل مع التقنية بطريقة آمنة ومسئولية، وهذا كله جرى التركيز عليه من خلال مشروع التمكين الرقمي". مؤكدة أهمية المنتدى في استشراف أفق تطور التقنية وتطبيقاتها في العملية التعليمة، والتعرف على تجارب دول أخرى في هذا المجال، وخاصة أن المنتدى يوفر منصة متكاملة لجميع الشركاء ويشهد نقاشات مثمرة ويعرض تطبيقات عملية.
وأوضح رئيس جمعية البحرين لشركات التقنية عبيدلي العبيدلي، صوابية اختيار البحرين دخول ميدان التمكين الرقمي من خلال قطاع التعليم، لافتاً إلى أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل البحرين، والتعليم هو حجر الزاوية في بناء الإنسان القادر على تطويع التقنية لخدمته ورفع معدلات الرفاهية والازدهار.
وقال إن التوجه نحو "التمكين الرقمي" في مفهومه الواسع يعني بناء كفاءات وطنية القادرة على إنتاج المحتوى التعليمي الرقمي، وتخريج أجيال قادرة على الإبداع والابتكار والريادة في هذا المجال.
وتحدث ممثلو شركات "مايكروسوفت" و "انتل" و "إتش بي" والمجموعة المتحدة للتعليم عن خلاصة تجاربهم وخبراتهم ومنتجاتهم في مجال "أتمتة التعليم" والتمكين الرقمي للتعليم"، وتطرقوا إلى البنية التحتية لشبكات وبرامج وتطبيقات المعلومات والاتصالات المستخدمة في العملية التعليمية، مثل الحواسيب وأجهزة العرض التفاعلية والتصوير الرقمي والسبورات الإلكترونية والأجهزة الرقمية الحديثة، إلى جانب التطبيقات التعليمية مثل المحتوى التعليمي الرقمي للمناهج الدراسية والأنشطة الإثرائية الرقمية والمختبرات الافتراضية وبرامج المحاكاة والتدريب والمواقع والمنتديات التعليمية الرقمية.
وعقب انتهاء المؤتمر، افتتحت الوكيل المساعد للتخطيط والمعلومات في وزارة التربية والتعليم نوال الخاطر المعرض المصاحب له، والذي قدمت فيه مدارس بحرينية، وشركات تقنية، عروضاً لتطبيقات التقنية في التعليم.
ويسعى منتدى "مستقبل التكنولوجيا والتعليم في الخليج 2016" في دورته الأولى إلى لتطوير نموذج وطني للتمكين الرقمي في التعليم، ورسم ملامح واضحة للخطة الوطنية لتفعيل هذا النموذج، مع ربط التمكين الرقمي في مختلف جوانب الحياة ككل، وبناء قدرات المواطن البحريني بصفته عنصراً أساسياً للتمكين الرقمي، وأضاف العبيدلي أنه رغم أهمية الاستعانة بالتقنية المتطورة، وتشييد بنية إلكترونية متينة، لكن يبقى الإنسان، والذي هو الطالب والمدرس في مشروع التمكين الرقمي، حجر الزاوية في نجاح البرنامج أو تعثره، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم في البحرين مدركة تماماً هذه المسألة، وتأخذها بعين الاعتبار في أية خطوة تخطوها على طريق التمكين الرقمي.
ويجمع المنتدى بين المؤسسات التعليمية وشركات التقنية في مملكة البحرين بهدف بناء فهم أعمق حول احتياجات التعليم الإلكتروني، وتحفيز الابتكار والإبداع لدى المعلمين وقادة المدارس من خلال الاستعمال الفعال للتمكين الرقمي في التعليم، ومواكبة المستجدات والتجارب الناجحة في مجال التمكين الرقمي في التعليم حول العالم، إضافة إلى الاطلاع على التجارب العربية والعالمية في مجال التمكين الرقمي في التعليم، والاستفادة من نتائجها التي انعكست إيجاباً على ارتفاع التحصيل العلمي للطلبة والطالبات واكتسابهم المهارات التكنولوجية وتعزيز التعاون بين المدرسة والمجتمع.