حقيقة، مهمة كبيرة ملقاة على عاتق الحكام، انتابتني جسامة مسئولياتها مباشرة بعد الإشكاليات الأخيرة التي أثيرت مؤخراً في المباريات الحاسمة في مسابقات الألعاب الجماعية، وسط سرعة رد فعله في إعلان الأخطاء، فقلت في نفسي ليس من السهل أن تقوم بتحكيم مباراة، وخصوصاً إذا كانت حساسة.
من دون شك، تبقى قضية التحكيم في المباريات النهائية أو المهمة والحساسة والمؤثرة على النتائج للمسابقات المحلية هي أهم القضايا، إذ تمتد آثارها لما بعد المباراة بفترة طويلة أن حكام اللقاء سيكونون تحت المجهر من بداية اللقاء وحتى صافرة النهاية، وما حصل في لقاء سترة والمنامة في دوري القدم ونهائي كأس ولي العهد للكرة الطائرة، خير دليل على هذا الكلام.
يعد تغير القوانين من البسيط إلى الأكثر تعقيداً أحد أهم العوامل المؤثرة على التحكيم، وخصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار ضرورة اتخاذ القرار في أجزاء من الثانية في عمليات تتم بسرعة كبيرة، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي مثلا لإضافة حكمين آخرين ليصبحوا خمسة، وعلى رغم ذلك مازال للأخطاء حضور.
ملف التحكيم يعد من الملفات الشائكة التي تبحث الاتحادات العالمية عن حلول من أجلها، حتى وصلنا إلى المناشدة بضرورة إدخال التكنولوجيا الحديثة في إدارة المباريات، من خلال الإعادات البطيئة أو عين الصقر. لكن ومهما وصلت الحلول، ستستمر الاحتجاجات على التحكيم مادامت القرارات عبارة عن سلطة تقديرية حتى ولو استعين بالتكنولوجيا. يبقى الأهم أن لا تتحول الاحتجاجات إلى اعتداءات لفظية وأخرى جسدية.
إذاً، لا يمكننا أن نضع كل تبعات أية خسارة تكون لأحد الفرق على الحكام، وإن كانت لهم أخطاء مكلفة، فالعلاقة المتوترة التي تشوب الحكم البحريني ولاعبي أنديتنا أمست تطفو على السطح، حتى أننا أمسينا نعرف بأن المباراة لن تخرج إلى بر الأمان عندما يشاهد اللاعبون حكّام المباراة، وهذه المشكلة ليست من الحكّام وحدهم وإنما من أنديتنا ولاعبينا الذين يجب أن يعرفوا أيضاً أنه لن يكون ممكناً أن تجلب لجنة الحكام طواقم تحكيم خارجية تدير مباريات الدوري طوال مسيرته، وهذا يتطلب من الفرق أن تبعد نفسها عن الانفعالات غير المجدية التي لن يتأثر فيها سوى الفرق أنفسها.
يجب أن يعرف الجميع من لاعبين وأندية ورؤساء أن الحكام بشر مثلنا، وهم لا يستحقون كل السباب والتهكم الذي يطالهم حالياً، ولهم التحية في الأساس على تحمل هذا العبء غير المرغوب أساساً، وسواء اتفق أو اختلف هذا النادي أو ذلك اللاعب والإداري على تفسير قرارات الحكام، فإنهم يجب أن يدركوا جميعاً بأن هؤلاء لم يتقصدوا أو يتعمدوا إلحاق الضرر بالفريق.
في المقابل، نتمنى أن يعمل الحكام أنفسهم على الرفع من مستواهم الفني، فالحكم الأقل أخطاء هو الأفضل دائماً وهذا مبدأ يعرفه جميع الحكام.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 5002 - الثلثاء 17 مايو 2016م الموافق 10 شعبان 1437هـ
كالعاده
كعا0تك ، تبرير أهلاوي