نظم برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي الملتقى الحواري (دبي... المدينة الأذكى في العالم) بالتعاون مع مكتب مدينة دبي الذكية أمس في فندق جودولفين في أبراج الإمارات، بحضور الأمين العام للمجلس التنفيذي ورئيس برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز عبدالله الشيباني، ومدير عام مكتب مدينة دبي الذكية عائشة بنت بطي بن بشر والمنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز أحمد النصيرات، وذلك بحضور ما يزيد على 400 موظف من القطاع الحكومي في إمارة دبي، بحسب ما نقلته صحيفة "البيان" اليوم الاثنين (16 مايو/ أيار 2016).

تسخير التكنولوجيا

وقال الأمين العام للمجلس التنفيذي ورئيس برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز عبدالله الشيباني: «كانت رؤية وتوجيهات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تحويل دبي إلى مدينة ذكية واضحة، من خلال تسخير أدوات التكنولوجيا وفق أفضل الممارسات العالمية لتسهم برسم خارطة طريق نحو تحويل هذه الخدمات الحكومية في الإمارة إلى فائقة الكفاءة وتقديمها للمتعاملين من خلال هذه الجهات».

وأضاف: «توفير قيادتنا الرشيدة للدعائم والأطر المؤسسية والتشريعية، ساعد في إيجاد بيئة ومناخ مناسب لخلق نموذج جديد وفريد من باقات الخدمات الذكية بشكل سريع ومبتكر يكون الأول من نوعه حول العالم، حيث يتم تقديمه للمتعاملين، لزيادة نسبة رضاهم وسعادتهم تجسيداً لرؤية القيادة في إمارة دبي».

 إسعاد المجتمع

وافتتحت عائشة بنت بطي بن بشر فعاليات الملتقى بكلمة قالت فيها: «جاءت مبادرة دبي الذكية ترجمةً عملية لنهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد المُتمثل في العمل على إسعاد المجتمع، لذا فقد وضعنا الخطط والمراحل اللازمة لتحويل دبي إلى المدينة الأسعد والأذكى عالمياً، وحددنا الآليات المطلوبة في عملية التنفيذ، والفترة الزمنية المقررة لإتمام عملية التحول، كما نعمل مع جميع الجهات الحكومية في دبي، ونعقد الشراكات الاستراتيجية مع مُختلف القطاعات العامة والخاصة، ونقوم بقياس التجارب السعيدة في مختلف أنحاء دبي من خلال مؤشر السعادة، لأن رؤيتنا في دبي الذكية تقوم على أن تكون دبي الأذكى والأكثر سعادة على وجه الأرض».

استثمار التكنولوجيا

وكان أحمد النصيرات قد ألقى كلمة ترحيبية أكّد فيها على أهمية العمل الدؤوب على تجسيد الرؤية في تحويل دبي إلى أذكى مدينة في العالم، وقال: «أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية تحويل دبي للمدينة الأذكى عالمياً في العام 2014، على أن يتمّ تنفيذها خلال ثلاث سنوات، وهي تتضمن ستة محاور و100 مبادرة، إضافة إلى تحويل 1000 خدمة حكومية إلى ذكية، ومنذ ذلك الحين تسعى جميع المؤسسات والهيئات الحكومية لتحقيق هذه الاستراتيجية عملاً برؤية سموّه، وسعياً نحو تقديم أفضل وأسرع الخدمات عبر استثمار التكنولوجيا الذكية، وتحويل الخدمات الحكومية إلى تطبيقات توفّر على المتعاملين جهد الانتقال الجغرافي وتعب الانتظار، الأمر الذي يسهم في تحقيق أعلى معايير الجودة ويصبّ في إطار تقديم السعادة لمتعاملي حكومة دبي».

وأضاف: «شهد العمل الحكومي في دبي تقدّماً وتطوّراً ملحوظاً انتقالاً من الحكومة الإلكترونية ووصولاً إلى الحكومة الذكية، ومن ثمّ الوصول بدبي إلى مرحلة أذكى مدينة في العالم، وهو الأمر الذي نلمسه بوضوح من خلال حرص مؤسسات دبي وهيئاتها الحكومية على تحويل جميع خدماتها إلى خدمات ذكية».

خطة وتطبيق

تحت عنوان (دبي المدينة الأذكى في العالم... خطة وتطبيق) عقدت جلسة حوارية تضمنت مجموعة من المواضيع التي تناولت بالنقاش كيف يمكن أن تكون دبي المدينة الأذكى في العالم؟ ودور الحكومة والقطاع الخاص والقطاع التعليمي في بناء مدينة دبي الذكية، إضافة إلى التحديات التي تواجه تحقيق الطموح بأن تكون دبي المدينة الأذكى في العالم، وإلقاء الضوء على ما تمّ تحقيقه حتى الآن.

حيث ذكر سعيد الظاهري، مدير الجلسة أن الرؤية التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هي أن تكون دبي المدينة الأذكى في العالم، بالإضافة إلى حجم هذه المبادرة والتي تشمل ستة أبعاد للمدينة الذكية والمبادرات الأخرى المنبثقة عنها، وكذلك الطريقة التي اختارها مكتب دبي الذكية وهي طريقة شمولية لا يوجد لها مثيل، تركّز في محاورها على الابتكار والتعاون بين الجهات الحكومية والخاصة في عمل الشراكات والتواصل وضمان الترابط البيني للأنظمة الحكومية وبناء منصة دبي الذكية، وهذا بلا شك سوف يجعل من دبي المدينة الأذكى في العالم.

مدينة متميزة

بدوره تحدّث منصور العور في محوره قائلاً: المدينة الذكية مدينة متميزة في تقديم خدماتها بكفاءة وسرعة إلى مؤسسات المجتمع وأفراده كافة، وهي نموذج أصبحت دبي به مثالاً عالمياً تستلهمه مدن العالم شرقاً وغرباً ولأنها دبي، المثال العالمي الجدير بالاقتداء، فهي تسعى إلى هدف «المدينة الأذكى في العالم»، وهو هدف يتطلب تحقيقه إدارة منبثقة من مفهوم حكومة المستقبل التي ترتسم ملامحها بارزة في رؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

دور البيانات

في محاضرته التي حملت عنوان "دور البيانات في تحويل المدن الذكية" قال يونس عبدالعزيز آل ناصر: نتولى في مؤسسة بيانات دبي إدارة البيانات الضخمة المُتدفقة من المدينة، والتي تحتاج إلى فهم وتحليل، وتضم أنواعاً متعددة من الرسائل والمعلومات البيانية والإحصائية، من خلال منظومة مؤسسية واضحة تشمل القطاعين الحكومي والخاص، تتابعها وتطورها فرق عمل متخصصة لترسيخ مرجعية جديدة في التحول الذكي.

ونحن نؤمن بأن تحليل البيانات الضخمة المُتدفقة وبشكل علمي يمثل دوراً رئيساً في بناء المدن الذكية ويقع في محور اهتمامها، ويؤسس لاقتصاد جديد يقوم على البيانات، وهو ما يشكل عاملاً جوهرياً في جعل دبي المدينة الأسعد على وجه الأرض.

تجربة حكومية

بدوره تحدث العقيد خالد ناصر عبد الرزاق الرزوقي، من خلال محاضرة حملت عنوان (التحول الذكي... تجربة حكومية) فقال: تحرص القيادة العامة لشرطة دبي على تحقيق سعادة متعامليها من خلال تقديم الخدمات بطريقة مرنة وسهلة الوصول، وقد تبنت مفهوم التحول الذكي في جميع خدماتها المقدمة للجمهور اعتماداً على خطة استراتيجية للتحول الذكي وعدد من المبادرات الطموحة لتحقيق هذا التحول بكفاءة وفعالية مع الأخذ بعين الاعتبار التكامل مع جهات حكومية أخرى تشارك في تقديم خدماتها مع القيادة ما يحسن من تجربة المتعامل ويزيد من سعادته.

وأضاف: وقد توجت جهود القيادة العامة لشرطة دبي بفوزها بفئة الجهة الحكومية المتميزة في التحول الذكي ضمن فئات جائزة برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز لهذا العام.

تطبيقات

أكد المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية وسام العباس لوتاه، أن الملتقى أتاح الفرصة لشرح استراتيجية المؤسسة التي تتألف من 4 نطاقات هي: خدمات مترابطة للشركات والأفراد، وخدمات ممكّنة لمدينة دبي، وتطبيقات مشتركة للحكومة، وبنى تحتية مشتركة لمدينة دبي، وتواءم في الوقت نفسه مع استراتيجية مكتب دبي الذكية الهادفة لجعل دبي المدينة الأسعد والأذكى.

وأضاف لوتاه خلال الجلسة: لقد شاركنا حضور الملتقى بتعريفهم بمبادراتنا وخططنا التي نعمل عليها في هذه المرحلة لتسريع خطوات الوصول إلى المدينة الذكية.

خارطة طريق واضحة عبر مسارات متوازية ومتزامنة

عُقدت خلال الملتقى؛ جلسة حوارية شارك فيها رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية منصور العور، والمدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية وسام لوتاه، ونائب الرئيس التنفيذي بإدارة الشؤون الهندسية والمدينة الذكية في سلطة واحة دبي للسيليكون والمهندس معمر الكثيري، ، وأدار الحوار الدكتور سعيد الظاهري، رئيس مجلس إدارة شركة سمارت ورلد، وتبعها محاضرات قدمها يونس عبدالعزيز الحاج محمود آل ناصر، المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي، ومدير الإدارة العامة للخدمات الذكية في القيادة العامة لشرطة دبي العقيد خالد ناصر عبد الرزاق الرزوق،.

ملامح الرؤية

وقال منصور العور: في أفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أرى أن من أهم ملامح هذه الإدارة وخدماتها: تقديم الخدمات المتكاملة دون انقطاع، وإنجاز المعاملات من خلال مراكز الخدمة الحكومية باستخدام الهواتف الذكية، والابتكار والإبداع وتوليد الأفكار، وامتلاك أنظمة تقنية مترابطة وفعالة.

مشيراً إلى أن رؤية سموه أتاحت لنا خارطة الطريق للوصول إلى الهدف، والتي أصبحت واضحة عبر مسارات متوازية ومتزامنة، والعامل المشترك بين هذه المسارات يتمثل في توفير التعليم والتدريب والتطوير للعنصر البشري، إذ تندرج هذه المسارات تحت العناوين التالية: تدريب المتعاملين على استخدام التكنولوجيا الذكية، تزويد الإدارات الحكومية ببرامج الإدارة الذكية وتدريب العاملين عليها، توعية المسؤولين والعاملين بأهمية قيم الشفافية والنزاهة والمساءلة، تكريس العمل المؤسسي المشترك والتعاون والتنسيق بين الإدارات الحكومية، وتوعية العاملين بأهمية مساهمات المتعاملين.

وأكد نائب الرئيس التنفيذي - إدارة الشؤون الهندسية والمدينة الذكية في سلطة واحة دبي للسيليكون معمر الكثيري، على التزام الواحة بتنفيذ المبادرات الذكية التي تساهم في تحقيق رؤية محمد بن راشد الرامية لجعل دبي المدينة الأذكى والأسعد في العالم.

وقال: «لقد نجحنا حتى الآن بإطلاق العديد من المبادرات الذكية في الواحة التي أثبتت نجاحاً كبيراً خلال الاختبارات التي سبق اعتمادها وتبنيها في الواحة، مثل حلول إدارة النفايات الذكية وإنارة الشوارع الذكية ونظام الري الذكي والعديد غيرها.

وأضاف: أثبتت واحة دبي للسيليكون قدرتها على أن تكون الوجهة المعتمدة من العديد من الجهات الحكومية والخاصة كمركز للتميز لدراسة وتقييم تقنيات المدينة الذكية. ونتطلع بشكل مستمر إلى تطوير أطر التعاون مع مختلف الجهات من القطاعين الحكومي والخاص.