قال نائب وزير الصناعة الصيني شين جيوبين اليوم الإثنين (16 مايو / أيار2016) إن الفائض الهائل في طاقة إنتاج الصلب بالبلاد لا يتقلص بعد في الوقت الذي أقرت فيه كبرى الشركات في القطاع بأن حجم الإنتاج الحالي ليس مستداما وعزت ذلك إلى إعادة تشغيل المصانع التي كانت أغلقت أبوابها من قبل.
وتواجه الصين غضبا ودعوات من منافسيها الدوليين بفرض عقوبات تجارية لوقف صادراتها إذ يقولون المنافسون إنها تغرق الأسواق بصادرات رخيصة الثمن بعد تباطؤ الطلب في السوق المحلية.
وتعهدت الصين أكبر منتج للصلب في العالم بتقليص طاقتها الإنتاجية بما يتراوح بين 100 مليون و150 مليون طن خلال خمس سنوات من نحو 1.1 مليار طن لكن تلك الجهود تعقدت بسبب انتعاش أسعار الصلب في السوق المحلية.
وقال جيوبين خلال مؤتمر "الأسعار تتحسن منذ نهاية العام الماضي لكن لم يطرأ أي تغير جوهري على الظروف الأساسية بالسوق أو تحسن في الطاقة الإنتاجية الزائدة" مضيفا أن إجراءات الحماية التجارية التي تتخذها الدول الأخرى ليست هي الحل.
وهبط إنتاج الصين من الصلب في أبريل نيسان مقارنة مع مارس آذار لكن متوسط حجم الإنتاج اليومي زاد من 2.279 مليون طن إلى 2.314 مليون طن وهو مستوى قياسي وفق حسابات رويترز التي استندت إلى بيانات رسمية جرى نشرها في 14 مايو أيار.
وحثت فرنسا وألمانيا دول الاتحاد الأوروبي الأخرى الأسبوع الماضي على تشديد إجراءات حماية شركات الاتحاد في مواجهة الواردات.
وبينما تقلص إنتاج الصين من الصلب الخام 2.3 بالمئة في 2015 انتعش الإنتاج في مارس آذار وأبريل نيسان هذا العام. ورفضت الصين ما يقال عن أن القفزة التي تحققت ترجع في الأساس إلى ما يسمى بالشركات "الزومبي" المثقلة بالديون التي عادت إلى السوق لكي تستفيد من ارتفاع الأسعار فيها.
وقال تشاو تشين شين المتحدث باسم اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين الأسبوع الماضي "وفق فهمي فإن الطاقة الإنتاجية التي أنعشت الإنتاج هي طاقة إنتاجية منتظمة... توقف الشركات واستئنافها الإنتاج هو في الأساس رد فعل على التغيرات في السوق - فتعديل الإنتاج سلوك طبيعي."
وقال نافين جندال رئيس مجلس إدارة جندال ستيل آند باور خلال مؤتمر في العاصمة الصينية بكين إن على شركات صناعة الصلب الأوروبية والصينية أن تدرس نقل الطاقة الإنتاجية الزائدة إلى الهند الذي لا يزال فيها الطلب مستمرا في الارتفاع.
وأضاف أن الهند تخطط لزيادة طاقة إنتاج الصلب السنوية إلى المثلين تقريبا لتصل إلى 200 مليون طن بحلول 2025 مشيرا إلى أن شركته وحدها تنوي زيادة طاقتها الإنتاجية إلى 15 مليون طن من ثمانية ملايين طن خلال العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة.
وقال تانغ فوبينغ رئيس مجلس إدارة مجموعة انشان لصناعة الحديد والصلب اليوم الاثنين إن أكبر عشر شركات في القطاع سيطرت على 34.2 بالمئة من الطاقة الإنتاجية للبلاد بنهاية العام الماضي بما يقل كثيرا عن نسبة 60 بالمئة التي كانت تستهدفها الحكومة.
وأضاف أن بكين كانت قد طلبت من كبرى شركات الصلب الوصول إلى نسبة 60 بالمئة المستهدفة في موعد أقصاه نهاية 2015 في خطتها الخمسية الثانية عشرة. وبلغت نسبة ما تسيطر عليه أكبر عشرة مصانع في نهاية 2010 نحو 48.6 بالمئة من إجمالي الطاقة الإنتاجية.