أكد المتحدث الرسمي لشركة «عِلم» السعودية ماجد العريفي عدم تضرر أنظمتها والخدمات المقدمة لعملائها من الجهات الحكومية بعد التحركات الإلكترونية المريبة التي رصتدها عبر رسائل إلكترونية مشبوهة تعرضت لها الثلثاء الماضي، مشدداً على سلامة جميع الأنظمة، وأن جل الخدمات المقدمة لعملائها تعمل بكفاءة عالية، فيما أكّد مسؤول في المركز الوطني للأمن الإلكتروني أن لجنة من خبراء سعوديين تواصل تحقيقاتها في قضية الهجمات الإلكترونية التي تعرّضت لها جهات حكومية عدة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (16 مايو / أيار 2016).
وأضاف العريفي في تعليق لـ«الحياة»: ««أما في ما يتعلق بشركائنا، فنحن على تواصل مستمر معهم لضمان زيادة الاحترازات الأمنية والتعاون الدائم لصد أي هجمات إلكترونية من هذا النوع أو غيره». ورداً على سؤال حول الدور الذي قامت به الشركة من أجل احتواء خطر الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها جهات حكومية أخيراً، قال: «عندما قامت أنظمة «عِلم» برصد مجموعة من محاولات التصيّد الإلكتروني الموجّهة الواردة من جهات موثوقة، قمنا مباشرة بتنفيذ خطوات عدة للتعامل مع مثل هذه الحالات تمثلت ابتداءً في رصدنا لهذه التحركات، إذ أوقفناها لضمان سلامة جميع المراسلات الإلكترونية الواردة والصادرة لتحقيق أعلى درجات الأمان، وتأكدنا من سلامة أنظمتنا كافة. وطبقنا مباشرة خطط الطوارئ لزيادة الوقاية وضمان استمرار العمل بكفاءة عالية، إضافة إلى رفعنا درجة التأهب والاحتراز الأمني المعلوماتي، وأبلغنا الجهات الرسمية بذلك مع التزمنا بمبدأ الشفافية، إذ قمنا بالإعلان عن كل ما يطرأ على أنظمتنا لعملائنا».
وحول قيام «عِلم» أمس (الأحد) بطلب تحديث الأرقام السرية للبريد الإلكتروني لموظفيها وعلاقة ذلك بالهجمات الإلكترونية قال: «الاهتمام بالأمن المعلوماتي نهج نعمل عليه داخل الشركة، وتدخل في إطاره كل الاحترازات الأمنية المعلوماتية، وما يتعلق بطلب تحديث الأرقام السرية لإيميلات الموظفين خطوة روتينية معتادة لدى موظفي الشركة، إذ يطلب النظام كل فترة من الموظف تغيير كلمة المرور الخاصة به، وبالتأكيد في مثل هذه الحالات طلب تحديث الأرقام السرية يندرج ضمن الإجراءات الوقائية لحماية شبكة الشركة».
من جهته، أكّد مسئول في المركز الوطني للأمن الإلكتروني الدكتور عبّاد العبّاد أن لجنة من خبراء سعوديين تواصل تحقيقاتها في قضية الهجمات الإلكترونية التي تعرّضت لها جهات حكومية عدة، وأفصح عنها بيان صحافي صادر عن المركز (أول من أمس السبت)، مشدداً على أنه سيتم الكشف عن مصدر تلك الهجمات قريباً.
وأوضح العباد في حديث إلى «الحياة» أن التقنيين يعملون على تحديد مصدر الهجوم ونوعيته، مستدركاً «لا توجد أية بيانات أولية أو إحصاءات عن تلك الجهات التي تعرّضت للتهديدات الإلكترونية حتى الآن، ولا يمكن الحديث عن أية تفاصيل أو الآلية التي تم استخدامها في تلك الهجمات قبل التثبت من دقة المعلومات التي تم التوصل إليها». وقال: «نعمل على التأكد والتثبت من أية معلومة نتوصل إليها، كما أن عمليات الأمن الإلكتروني تحتاج إلى فترة زمنية لا يمكن تحديدها بشكل دقيق قد تصل إلى أيام».
وأضاف: «لا تزال الجهات المختصة في المركز ترصد وتتقصى وتتابع أية معلومات تصل إليها»، مؤكداً في الوقت ذاته أن التنسيق الكبير والجهود التي يبذلها خبراء التقنية في المركز لا تزال تعمل على إمكان تحديد مصدر تلك الهجمات، سواء أكانت من داخل السعودية أم خارجها، «كما أنها في الوقت ذاته تتواصل مع جهات عدة لحماية قواعد البيانات واتخاذ تدابير وقائية، تفادياً لأي أضرار تنتج عن تلك الهجمات، أو أي هجمات أخرى».
وأشار إلى أن المركز يُعنى بالأمن الإلكتروني على المستوى الوطني، ولكن لا يدخل ضمن اختصاصاته حماية المنشآت، «فكل جهة مسئولة عن حماية المعلومات المتوافرة لديها، إلا أنه يعمل على تقديم الدعم والمعلومات والإجراءات اللازمة لحماية شبكات تلك الجهات، وفي حال تعرضها لهجمات إلكترونية، يتولى المركز مساعدتها في إجراءات السلامة الإلكترونية لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي».