«حتما سنعود» حملةٌ دشّنها الجيل الفلسطيني عبر وسائل الاتصال الاجتماعي قبل ثلاث سنوات مضت، واتخذت شعارها صورةً لامرأة عجوز تمسك بيدٍ عصاها، وباليد الأخرى مفتاح بيتها القديم. الصورة بقدر ما تبث الحزن والألم وعظم المأساة، بقدر ما تبث اليأس من العودة، وتطرح السؤال إلى متى الاستمرار، وهل سننتظر طويلا؟
في الخامس عشر من مايو/ أيار، يتذكّر فيها العرب المسلمون ما حلّ بالفلسطيني من معاناة مريرة من تهجير وقتل على الهوية وسلب الأرض والتهجير القسري، النكبة التي تعني الكارثة معنيون بها جميعاً، فهي من أعظم المصائب في تاريخنا العربي الإسلامي، حيث دُمّرت أكثر من 531 قرية وبلدة، وهجرت أكثر من 1737 ألف عائلة من منازلها. في كل عام وفي مثل هذا التاريخ الذي لا ينساه الفلسطينيون طوال تاريخ حياتهم، اعتادوا على إحياء النكبة في كل بقاع العالم، هذه الاحتفالية يركز عليها الناشطون في القضية الفلسطينية كإجراء طبيعي من أجل بقاء القضية حيّةً في نفوس الأجيال التي لم تعش المأساة.
إن مأساة الشعب الفلسطيني تكمن في اقتلاع أرضه غصباً، وعلى حين غرة رأى نفسه محروماً من أرضه وهوائها، ليصبح هو وأولاده وأحفاده لاجئاً في بلاده وخارجها، وليعيش صراعاً مع صناع نكبته، فيختلق بين الحين والآخر حركة احتجاجية يعبر فيها عن عظم مظلوميته وحقه في العودة والعيش بكرامة، وحقه الشرعي في استرداد ما سلب منه من أرض وهوية وانتماء.
النكبة الأولى كانت العام 1948، حين فقدت فلسطين 78 في المئة من مجمل مساحتها للكيان الصهيوني والمتمثلة في عكا، حيفا، يافا، طبريا، بيسان، صفد، الرملة، الناصرة، عسقلان، بئر السبع وغيرها، وعرفت بأراضي الـ 48، واستشهد في هذه النكبة 15 ألف فلسطيني، و780 ألفاً هاجروا خلال هذه النكبة، وأصبحوا لاجئين، فيما بقي نحو 150 ألفاً عرفوا بالعرب 1948، أما نكبتهم الثانية فحدثت في يونيو/ حزيران من العام 1967، وعرفت بحرب الستة أيام، وقد أطلق عليه الإعلام العربي اسم النكسة حتى يخففوا من وطأة المصيبة، ولكنها في الواقع نكبة أخرى، إذا اقتطعت من الأراضي الفلسطينية الضفة الغربية وقطاع غزة، وعرفت باسم الأراضي المحتلة، والتي أعطيت فيها للفلسطينيين فيما بعد حكماً ذاتياً تحت سيطرة إسرائيل.
في الذكرى 68 وتراجع العرب عن أولوية القضية الفلسطينية بسبب النكبات التي تواجههم في سورية والعراق وليبيا (((((((((((واليمن))))))))))، غيبت القضية الفلسطينية عن العقل العربي ولكنها على رغم ذلك باقية ولم تمت، لكن الصعب والمؤلم فيها هو التراجع من مرحلة المطالبة والنّدية إلى مرحلة المحافظة على البقاء وهي آخر فصول المعركة، ربما سيشهد العالم تحولات أخرى، ليبقى معها الفلسطيني يشعر بالأمل بأن قضيته باقية، وأن حق العودة، حق يأبى النسيان على حد قول الشاعر الفلسطيني خالد منصور:
قالوا لاجئين... قلنا ثوار مناضلين
قالوا بلا وطن... قلنا لن يطول الزمن
قالوا تبغون المستحيل... قلنا الأمانة ننقلها من جيل إلى جيل.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 5000 - الأحد 15 مايو 2016م الموافق 08 شعبان 1437هـ
أمة العرب ولا على بالهم ولا كأن فلسطين عربية وليس لهم ادنى علاقة بها.
لم يبقى يتحدث عن يوم النكبة ويوم الأرض الا ثلة من المؤمنين رهنوا انفسهم للقضية الأم
من يطلع علي اوضاع داخل فلسطين المحتلة يعلم بأن إسرائيل كيان عسكري و ليست دولة. هي كيان إستعماري مثيلة للقوي الإستعمارية التي أحتلت بلداننا ، مهد الحضارات. إسرائيل كسابقاتها من القوي الإستعمارية زائلة. من لا يصدق فليراجع التاريخ. هل كان الخليجيون يتصورون خروج البرتغاليين و الذين استعمروا بلدانهم لفترة 140 عام؟ نفس الشيئ يتكرر اليوم. إنتظروا لكي تشهدوا نهاية إسرائيل. قادتها يعرفون ذلك لهذا يخلقون المعارك و الحروب الدائمة لأجل البقاء . حتي لوإعترفت جميع الدول العربية بهذا الكيان فانها ستحاربهم.