اجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز في جدّة أمس الأحد (15 مايو/ أيار 2016) لبحث الهدنة الهشة في سورية قبيل محادثات أوسع نطاقاً مع روسيا وإيران ودول أخرى في فيينا غداً (الثلثاء).
وقال كيري إنه يأمل في تقوية اتفاق «وقف العمليات القتالية» بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة الذي أضعفه انتشار القتال في بعض المناطق كما يسعى إلى زيادة إمدادات المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
وقال كيري يوم الجمعة إن الاجتماعات مع الملك ووزيري الداخلية والدفاع السعوديين ستحاول «ضمان تدعيم هذه الهدنة وصراحة ضمان الالتزام بها وتنفيذها في مختلف أرجاء البلاد».
وتدعم الولايات المتحدة والسعودية وبعض الدول الغربية ودول الخليج العربية إضافة إلى تركيا المعارضة التي تقاتل من أجل الإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم عسكريّاً من روسيا وإيران.
لكنّ دبلوماسيين من منطقة الخليج قالوا إن السعودية ترى أن دعم الولايات المتحدة للمعارضة السورية غير كافٍ وتخشى أن تتخلى واشنطن عن الموقف المشترك بينهما والقائل بضرورة أن يترك الأسد السلطة على الفور في إطار أي اتفاق سياسي يجرى التفاوض عليه.
جدة - أ ف ب
أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأحد (15 مايو/ أيار 2016) محادثات مع مسئولين سعوديين يتقدمهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، قبيل مشاركته في اجتماعات دولية تطرح ملفات نزاعات في المنطقة ولاسيما سورية وليبيا.
وتستضيف فيينا اليوم (الإثنين) وغداً (الثلثاء) اجتماعين يخصص الأول لبحث دعم حكومة الوفاق الوطني الليبية الجديدة التي تحاول إعادة تنظيم القوات المسلحة المفككة بين سلطتين متنازعتين في شرق البلاد وغربها.
أما الثاني (الثلثاء)، فهو لمجموعة الدعم الدولية لسورية برئاسة كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، ويخصص للسعي الى تثبيت وقف الأعمال القتالية بين النظام المدعوم من روسيا وإيران، والمعارضة المسلحة المدعومة من دول عدة منها الولايات المتحدة والسعودية.
والتقى كيري صباح أمس بالعاهل السعودي وولي عهده الأمير محمد بن نايف في جدة. وشكر المسئول الأميركي في بداية الاجتماع الملك سلمان على تعاون البلدين في ملفات مختلفة.
وأوضح بيان للخارجية الأميركية أنه «في الشأن السوري، أطلع الوزير (الملك) على الوضع الميداني بعد إعادة تأكيد وقف الأعمال القتالية الأسبوع الماضي». وفي الشأن اليمني، أشار البيان الى أن الطرفين بحثا «في الحاجة إلى تثبيت وقف الأعمال القتالية... والدعم المشترك لمواصلة مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة».
وبدأت في الكويت في (21 إبريل/ نيسان)، مشاورات سلام بين المتمردين والحكومة المدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية، سعياً إلى التوصل إلى حل للنزاع المستمر منذ أكثر من عام.
وبحسب البيان، قدم كيري للملك سلمان ايضا موجزا عن الوضع في ليبيا.
وكان كيري وصل أمس الأول (السبت) إلى جدة حيث التقى نظيره عادل الجبير. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية أن الوزيرين بحثا في العلاقات الثنائية وبعض «القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات الأخيرة والمستجدات على الساحة السورية».
واشارت الوكالة أمس إلى أن كيري بحث مع الملك «أوجه التعاون بين البلدين ومستجدات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة تجاهها».
أما اللقاء مع الأمير محمد بن نايف، وهو أيضاً وزير الداخلية، فتطرق إلى «عدد من المجالات وخاصة ما يتعلق بمحاربة الإرهاب».
وأدى بن نايف في الأعوام الماضية دورا محوريا في محاربة السعودية لتنظيم «القاعدة» الذي نفذ هجمات عدة في البلاد بين 2003 و2006.
وتشارك السعودية منذ صيف العام 2014 في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» الذي تبنى عمليات في المملكة خلال الأشهر الماضية. ويسيطر التنظيم على مساحات واسعة في سورية والعراق، وبات ذا نفوذ متزايد في دول اخرى وخصوصاً اليمن وليبيا.
وكان المتحدث باسم وزير الخارجية الاميركي جون كيربي أكد في وقت سابق هذا الأسبوع، أن كيري ونظيره الايطالي باولو جنتيلوني سيشاركان في ترؤس الاجتماع بشأن الأزمة الليبية.
وأوضح كيربي أن المشاركين سيبحثون «الدعم الدولي لحكومة الوفاق الوطني الجديدة مع التركيز على القضايا الامنية». وتحاول حكومة الوفاق المدعومة من المجتمع الدولي إعادة تنظيم القوات المسلحة التابعة للدولة والتي تفككت على مدى العامين الماضيين بعدما انقسمت بين سلطتين متنازعتين على الحكم في الغرب والشرق.
وبعد الاجتماع بشأن ليبيا، سيترأس كيري ولافروف اجتماعا لمجموعة الدعم الدولية لسورية التي تضم 17 دولة.
وأضاف كيربي أن الهدف هو «تأمين وصول المساعدات الانسانية الى انحاء البلاد وتسريع انتقال سياسي متفاوض عليه في سورية».
وتعهدت موسكو وواشنطن مطلع الأسبوع «مضاعفة جهودهما» من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع السوري الذي ادى الى مقتل أكثر من 270 ألف شخص منذ (مارس/ آذار 2011).
وتسعى مجموعة الدعم إلى فرض احترام الهدنة الهشة بين نظام الرئيس بشار الأسد ومسلحي المعارضة، والتي تعرضت لانتهاكات في الأسابيع الماضية وخصوصاً في مدينة حلب (شمال)، ما أدى إلى مقتل نحو 300 مدني.
وتترافق هذه المساعي مع جهود دبلوماسية لإعادة إطلاق عجلة المباحثات بين النظام والمعارضة، والتي انتهت جولتها الثالثة في جنيف نهاية (إبريل) في ظل عدم احراز تقدم ملموس.
والاحد، رجحت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات السورية أن «يستمر زخم دعم عملية جنيف من خلال استئناف جلسات الحوار بعد فيينا مباشرة»، مرجحة ان يتم ذلك في (23 مايو).
العدد 5000 - الأحد 15 مايو 2016م الموافق 08 شعبان 1437هـ