قال المبعوث الأميركي في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش بريت ماكغورك، إن التحالف استطاع أن يحقق تقدما في عزل "داعش" في المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، والحد من انتشاره والضغط عليه، بما في ذلك تخفيض مصادره المالية من عوائد بيع النفط وجباية الضرائب من السكان والتي يقدر مجموعها بمليار دولار سنويا ، وفق ما نقل موقع سي.إن.إن ، اليوم الأحد (15 مايو / أيار2016).
وكشف ماكغورك عن غارات جوية مكثفة يعتزم التحالف تنفيذها في مدينة الرقة التي يعتبرها داعش مقر "الخلافة المزعومة" خلال الأسابيع المقبلة، قائلا إن المعلومات الواردة من السكان تشير إلى تراجع المبالغ المالية التي يدفعها داعش للمقاتلين في المناطق التي يسيطر عليها إلى ما نسبته 50 في المائة.
قد يهمك أيضا.. مسئول أميركي: داعش يعلن حالة الطوارئ في الرقة ويعيد تمركز عناصره خوفا من حصار "عاصمة دولته"
وبين مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التحالف، خلال مؤتمر صحفي، عقده في العاصمة الأدنية عمّان، الأحد، ضمن زيارة رسمية التقى فيها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن واشنطن تحرص على عدم ارتكاب أخطاء الماضي في استراتيجيتها لمحاربة التنظيم "البربري"، وأنها تعمل على دعم سكان المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش في سوريا والعراق، لطرد داعش منها، دون تدخل بري.
وأضاف ماكغورك حول تطهير المدن التي تسيطر عليها داعش: "هناك 45 ألف مقاتل على استعداد للموت من أجل هدفهم... تعلمنا من أخطائنا ولا نريد تكرارها في محاربة داعش والقوات الأمريكية لا تريد تطهير هذه المدن لأنها ليست وصفة للنجاح المستدام، النموذج هو أن يقوم السكان المحليين باستعادة أراضيهم وديارهم".
وعرض المبعوث الأميركي مستعينا بخارطة مواقع انتشار داعش بين العراق وسوريا، أبرز محطات التقدم التي حققها التحالف الدولي في 10 مواقع رئيسية، هي المنبج والرقة وتكريت والشدادة وسنجار والموصل والرمادي والرطبة (تربط بين عمّان وبغداد) والتنف ودرعا جنوب وجنوب غرب سوريا.
ولم يتطرق ماكغورك إلى الجدول الزمني المحتمل لانتهاء عمليات التحالف في المنطقة، مبينا في الوقت ذاته أن الخسائر المدنية في الارواح الناجمة عن عمليات التحالف لا تقارن "بالحملات الروسية والسورية" على حد تعبيره، مؤكدا مراعاة التحالف للحفاظ على أرواح المدنيين دون أن يعني ذلك عدم وقوع خسائر.
وفيما لم يكشف المسؤول الأمريكي عن حصيلة الضحايا المدنيين المحتملين جراء عمليات التحالف التي بدأت منذ 10 أشهر ردا على سؤال لموقع CNN بالعربية، بين أن التحالف استطاع أن يرصد مواقع تحرك الشاحنات والآليات التي كانت مخصصة لجمع موارد داعش منذ قتل أبو سياف نائب أبو بكر البغدادي.
وقال: "كان لدينا نقاش أن نستهدف الشاحنات التي يقودها سائقون سوريون وعراقيون وجدوا أنفسهم في فخ هذا الوضع، كان يمكن أن نؤذي المدنيين لكننا قررنا ألا نؤذي المدنيين، وترك السائقون شاحناتهم وقمنا بتدميرها.. تعاملنا لا يمكن أن مقارنته بالحملة السورية أو الروسية، ولا وجه للمقارنة نحن في غاية الحذر في هذا الشأن إن حربنا ضد داعش وليست ضد الناس".
وتحدث ماكغورك عن تنسيق التحالف المشترك مع الأردن في تنفيذ ضربات جوية ضد داعش داخل الأراضي العراقية في الرمادي، قائلا إن الطيران الأردني يقوم مع التحالف بتنفيذ ضربات جوية كل أسبوع ضد داعش لدحره عن الحدود العراقية الأردنية. ويسعى التحالف أيضا فيما يتعلق بالمنطقة الجنوبية لسوريا، إلى عرقلة وصول داعش إلى الحدود الأردنية، مرجحا أن يتقلص وجود داعش هناك خلال الفترة المقبلة وأن تتحول جنوب غرب وجنوب سوريا إلى اللون الأخضر بالكامل، أي أن تخلو من تواجد داعش بالتنسيق بين الأردن والمعارضة السورية التي وصفها بالمعتدلة.
وأوضح قائلا: "نعمل مع المعارضة الوسطية لمقاتلة داعش ونضغط من الشمال ونتحقق من أن داعش لا تحوّل قواتها إلى جنوب سوريا وتحديدا إلى الأردن ونعمل عن كثب مع المعارضة المعتدلة للتحقق من ذلك، ما نقوم به هو شيء لم نقم به قبل سنة ونصف وحتى قبل ثلاثة أشهر".
وفي سياق بيان الوضع اللوجستي لقوات المعارضة السورية التي تحارب ضد داعش، قال ماكغورك: "هناك هدوء ملموس في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة مع قوات النظام"، وأضاف: "أحد فوائد وجود التحالف والهجمات في سوريا، ليس فقط للتخفيف من حدة التوتر، بل لتقوية المعارضة ضد داعش، وجدنا أن 27 من هذه الهجمات حيث انخفضت وتيرة النزاع بين النظام والمعارضة وتمكنت هذه المجموعات المعارضة الآن من قتال داعش بصورة أكبر".
ويدير التحالف إلى جانب العملية العسكرية في المنطقة، معركة أيديولوجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومحاربة حسابات داعش وفقا ماكغورك، مشيرا إلى أن 27 دولة تكافح رسالة داعش من خلال 6 حسابات مناهضة مقابل كل حساب لتنظيم داعش، وأضاف: "هناك 11250 حسابا يناهضون داعش، هذا ما يحصل كل يوم على مدار الساعة".