كان لقاءً شيّقاً مع مجموعةٍ من بحّارة الحد الهواة، وكان هذا اللقاء ممتعاً لأنّهم تكلّموا بكل أريحية وثقة، فالبحر بالنسبة لهم مصدر رزق لتعديل أوضاعهم المعيشية، كما أنّهم نشأوا وتعلّموا وشربوا من ماء البحر، فأصبح البحر جزءًا من كيانهم وحياتهم اليومية، لا يستطيعون الابتعاد عنه، لأنّ الابتعاد عنه هو الموت!
ببساطة أهل الحد وعفويتهم وولائهم للقيادة، تحدّثوا عن همومهم بشأن إزالة الكبائن (الصنادق)، وكان موقفهم تأييداً وليس رفضاً لتوجّهات الدولة، فهم ليسوا كبعض مناطق البسيتين، التي تمّ إقامة كبائن (شاليهات) لبعض النوّاب السابقين والحاليين للترفيه بعيداً عن مهنة الصيد، بل إنّهم اتّخذوا هذه الكبائن للصيد فقط، وراثةً أباً عن جدٍ عن أجداد.
إنّ إزالة الكبائن بالنسبة لهم ليست هي المشكلة، بل المشكلة أكبر من ذلك، فهم لا يريدون إلاّ مرفأً لقواربهم، حتى يتمكّنوا من مواصلة هذه المهنة، والمشكلة الأعظم بأنّه لا يُسمح لهم باستخدام مرفأ الحد، والسبب أنّ هذا المرفأ للمحترفين وليس للهواة!
ماذا يصنع هؤلاء الهواة عندما تُنفّذ الدولة تهديداتها بإزالة الكبائن والمرفأ (GT)؟ أين يذهبون بسفنهم ولأي بحر يتّجهون؟ من يُنقذ الهواة الذين فتحوا أعينهم على الدنيا وهم وسط البحر مع آبائهم؟ لماذا لا تضع الدولة الحلول في اتّخاذ القرارات من أجلهم؟ ولماذا المساواة بين من يتّخذ الكبائن كـ (شاليهات) ومن يتّخذ الكبائن لأدوات الصيد وللقوارب؟
اسمحوا لنا، لقد اتّخذت الدولة قراراً حكيماً في إزالة جميع الكبائن، ونحن نقف معها بقوّةٍ، فيكفي التوجّه لخفر سواحل المحرّق، حتى تنظر إلى وجه المنامة، وخصوصاً المتحف، فلقد أصبح المكان أكثر من جميل ونظيف، وتُفكّر البلديات في جعله كمنتزه صغير يرتاده العامّة، كما ينتظر المواطن البحريني إزالة بقيّة الكبائن المتناثرة في مختلف مناطق البحرين، حتى يستطيع الاستجمام بالبحر ومنظره الخلاب.
بحّارة الحد الهواة لا يطلبون المستحيل، ولا يطلبون الإبقاء على كبائنهم، ولا يطلبون التكاليف الباهظة التي قد تُكلّف ميزانية الدولة، ولكنّهم يطلبون مرفأً بسيطاً ومتنقّلاً من أجل قواربهم التي تقدّر بآلاف من الدنانير. وليس بحّارة الحد الهواة من يعاني الأمرين فقط؟ بل أنّ هناك كثيراً من الهواة في مناطق البحرين يعانون نفس المشكلة، فمن يحلّها يا تُرى؟
ننتظر من الدولة إزالة الكبائن، ولا ندري إن كان الهواة سيشربون من ماء البحر، أم ستكون هناك حلول من قبل الدولة لهم! مع العلم أنّ الدولة سابقاً أزالت الحظائر في منطقة عراد، وقدّمت البديل عند مطار البحرين، حتى لا يفقد النّاس حبّهم وهواياتهم، فهذه الهوايات هي هوّيتنا ومصدر دخل وجذب سياحي واقتصادي للدولة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4999 - السبت 14 مايو 2016م الموافق 07 شعبان 1437هـ
بعد تقطير ماء البحر يمكن شربه
فمقولة إشرب من ماء البحر الأجاج أي المالح يمكن تعديلها أليس كذلك؟
المشكلة النائب النيابة والبلدي نايمين في العسل
لاتظلم الرجال .. والله ان الذوادي مو مقصر
وماحد طلب منه شي الا وكان قد كلامه
الهاجري