اتهم شريك صغير في الائتلاف الحاكم بألمانيا المستشارة أنجيلا ميركل بتبديل سياستها بشأن اللاجئين منذ فتحها الحدود أمام آلاف المهاجرين في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقال نائب ميركل وزعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي، زيجمار جابرييل لمجلة «دير شبيغل» إن المستشارة اتخذت القرار الصحيح بالسماح بدخول المهاجرين العام الماضي في استجابة لظروف إنسانية ملحة. لكنه أضاف أن ميركل غيرت سياستها بعد ذلك.
ونقلت المجلة عنه قوله في مقابلة نشرت أمس السبت (14 مايو/ أيار 2016) «لن أشيد بسياستها الخاصة بالمهاجرين لأنها غيرت سياستها في الوقت الحالي».
وأضاف «الآن وبعدما أغلقت النمسا والمجر وسلوفينيا طريق البلقان فإنها تقول: لن نأخذ أي مهاجرين من إيدوميني (معسكر على الحدود اليونانية) لأنه بإمكان الناس البحث عن إقامة هناك... إذا جاز لي أن أقول ذلك فإن هذا تحول قدره 180 درجة».
وتعرضت ميركل لاتهامات على مدى شهور بأنها منفتحة للغاية تجاه المهاجرين من حزب البديل من أجل ألمانيا المعادي للهجرة وحلفائها المحافظين في إقليم بافاريا الذي يعد نقطة الوصول الأولى للعديد من المهاجرين. وتعكس الانتقادات الجديدة من شريكها الصغير في الائتلاف الحاكم بسبب رفضها استقبال بعض المهاجرين حجم الضغوط السياسية التي تتعرض لها بسبب القضية المشحونة للغاية في أكبر اقتصاد في أوروبا.
وتأتي الانتقادات فيما أعلنت الشرطة الألمانية إنها ونقلت «دير شبيغل» عن مسودة للحكومة الألمانية أن برلين تتوقع إنفاق نحو 93.6 مليار يورو حتى نهاية 2020 على تكاليف اللاجئين. وتوقّع التقرير أن 55 في المئة من اللاجئين المسجلين سيكون لديهم وظائف بعد خمس سنوات. ذكرت مجلة «دير شبيغل» الأسبوعية الألمانية أمس، نقلاً عن مسودة من وزارة المالية الاتحادية بشأن مفاوضات مع الولايات الست عشرة في البلاد، أن الحكومة الألمانية تتوقع إنفاق نحو 93.6 مليار يورو حتى نهاية 2020 على تكاليف متعلقة بأزمة اللاجئين. ومن المرجح أن يزيد هذا الرقم من المخاوف خاصة في أوساط الحركات المتنامية المناهضة للهجرة -بشأن تأثير وصول المهاجرين على أكبر اقتصاد في أوروبا- في الدولة التي استقبلت أكثر من مليون شخص العام الماضي 2015، الكثير منهم من سورية ومناطق حرب أخرى. وتناقصت أعداد الوافدين هذا العام بعد إبرام اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يشمل منح الأتراك حق السفر إلى أوروبا دون الحصول على تأشيرة للدخول مقابل كبح تدفق المهاجرين.
العدد 4999 - السبت 14 مايو 2016م الموافق 07 شعبان 1437هـ