العدد 4999 - السبت 14 مايو 2016م الموافق 07 شعبان 1437هـ

قمة دولية بشأن الأمن في نيجيريا لمواجهة «بوكو حرام»

منظر عام من القمة التي عقدت أمس في أنجمينا   - REUTERS
منظر عام من القمة التي عقدت أمس في أنجمينا - REUTERS

اجتمع عدد من القادة الإقليميين والغربيين في نيجيريا أمس السبت (14 مايو/ أيار 2016) لإجراء محادثات بشأن القضاء على تهديد جماعة «بوكو حرام» فيما حذرت الأمم المتحدة من تهديد المسلحين على الأمن الإفريقي وارتباط الحركة المتشددة بتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)».

وصرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للصحافيين عقب اجتماعه مع نظيره النيجيري محمدو بخاري في أبوجا إن «نتائج (مكافحة التمرد) رائعة. تم إضعاف المتمردين وإجبارهم على التراجع». إلا أنه أكد أن «هذه المجموعة الإرهابية ما زالت تشكل خطراً».

ودعا بخاري إلى المؤتمر قادة كل من بنين والكاميرون وتشاد والنيجر التي ستشكل قوة إقليمية جديدة ضد «بوكو حرام» التي تم إخراجها إلى الحدود الشمالية الشرقية لنيجيريا حول بحيرة تشاد.

وكان من المفترض أن يتم نشر هذه القوة المؤلفة من 8500 جندي وتحظى بدعم الاتحاد الإفريقي ومقرها في العاصمة التشادي، أنجمينا، في يوليو/ تموز الماضي.

ويعتبر سد الفجوات وتحسين التنسيق بين جيوش هذه الدول التي يعمل كل منها بكل مستقل، أمراً ضرورياً في المنطقة النائية التي تعاني حدودها من العديد من الثغرات. وتشكل مياه بحيرة تشاد الحدود بين نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر التي تعرضت جميعها لهجمات المسلحين سواء على شكل غارات أو تفجيرات انتحارية.

وتسعى نيجيريا إلى تعاون عسكري أقوى لإنهاء 7 أعوام تقريباً من العنف الذي خلف 20 ألف قتيل على الأقل وأدى إلى تشريد أكثر من 2.6 مليون شخص في شمال شرق البلاد.

وقال مجلس الأمن الدولي أمس الأول (الجمعة) إن المحادثات يجب أن تساعد على تطوير «استراتيجية شاملة لمعالجة مسألة الحوكمة والأمن والتنمية والأبعاد الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للأزمة».

إلا أن المجلس أعرب عن «القلق البالغ» بشأن تهديد «بوكو حرام» على الأمن في غرب ووسط إفريقيا وعلاقات «بوكو حرام» مع تنظيم «داعش» الذي يعمل في سورية والعراق وليبيا.

وكان زعيم «بوكو حرام»، أبوبكر الشكوي أعلن الولاء لزعيم «داعش» أبوبكر البغدادي العام الماضي على رغم عدم وجود دليل كافٍ حتى الآن بدعم عملي من «داعش» لـ «بوكو حرام».

وبعد سنتين على قمة أولى عقدت في باريس، ستتركز المحادثات هذه المرة على «نجاح العمليات العسكرية» الجارية و «تسوية الأزمة الإنسانية بسرعة». ومنذ وصول محمد بخاري للرئاسة في نيجيريا قبل عام، حقق الجيش انتصارات عسكرية عديدة ضد الجماعة ما دفعه لإعلان أن هذه الجماعة «هزمت عملياً».

لكن العمليات الانتحارية لم تتوقف ولا تزال غابة سامبيزا (شمال شرق) معقلاً ينكفئ إليه المتمردون، بينما لا تزال العوامل التي ساهمت في ظهور «بوكو حرام» وزعزعة استقرار المنطقة من فقر وشعور بالتمييز لدى سكان الشمال المسلمين خصوصاً، قائمة.

وفي تقرير نشرته مطلع مايو الجاري قالت مجموعة الأزمات الدولية المستقلة إنها تحذر من إعلانات النصر المبكرة.

واعترف مساعد وزير الخارجية الأميركية، أنطوني بلينكن أمس الأول في أبوجا للصحافيين أن الجماعة «ضعفت» بالتأكيد لكنها لم تهزم بعد كما تبين عمليات مراقبة تقوم بها واشنطن بطائراتها المسيرة في شمال شرق نيجيريا.

وحذر وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند كذلك من علاقات الجماعة بـ «داعش»، وقال إنه يتم إحراز تقدم ضد الجماعة بمساعدة لندن وباريس وواشنطن.

إلا أنه قال في بيان «علينا أن نحافظ على الزخم لكسب هذه الحرب وبناء الظروف الجيدة للاستقرار بعد الأزمة في المنطقة».

ومع انكفاء «بوكو حرام»، تحول الاهتمام الآن إلى محنة النازحين الذين بلغ عددهم مليوني نيجيري يعيشون في مجتمعات مضيفة أو مخيمات.

وكانت نيجيريا عانت في عهود الحكومات السابقة من نقص في التعاون العسكري الدولي بينما اتهم جيشها باستمرار بالفساد وبانتهاك حقوق الإنسان. وقالت ولاية بورنو الأكثر تضرراً بالعنف في شمال شرق البلاد، إنها تواجه «أزمة غذاء» معلنة حاجتها إلى 5.9 مليارات دولار لإعادة بناء المساكن والبنى التحتية التي دمرت بالكامل في هذا النزاع.

العدد 4999 - السبت 14 مايو 2016م الموافق 07 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً