أعلنت شركة "غوغل" عن فتح مصدر برمجية الذكاء الاصطناعي الخاصة بمعالجة اللغة الطبيعية "Natural Language Processing" والتي تعتمدها الشركة في خدماتها القائمة على تحليل وفهم العبارات الصوتية، على غرار خدمة المساعد الصوتي "Google Now". وذلك وفق ما نقله موقع البوابة العربية للأخبار التقنية أمس الجمعة (13 مايو / أيار 2016).
ويُعتبر فتح "غوغل" لمصدر برمجيتها المسماة "SyntaxNet" حدثًا كبيرًا في الأوساط التقنية، سيساهم في الدفع نحو المزيد من تطوّر الأبحاث المتعلقة بهذا المجال، حيث يمكن للباحثين الأكاديميين ومطوري البرمجيات الاستفادة من التقنية في سبيل تحسين التواصل ما بين الإنسان والآلة.
وتعتمد برمجية "SyntaxNet" التي وصفتها "غوغل" بالأدق من نوعها في العالم، على الشبكات العصبونية "Neural Networks" لتحليل العبارات المنطوقة لفهم الدور الذي تلعبه كل كلمة من الكلمات ضمن الجملة، وكيف ترتبط الكلمات بعضها ببعض لتشكيل جملة ذات معنى. ويقوم النظام بمحاولة فهم المنطق النحوي وتفكيك الجملة إلى أسماء وأفعال ثم ربطها ضمن السياق، والاستفادة من هذه المعلومات لمعرفة معنى الجملة ومحاولة فهمها بشكل أقرب ما يمكن إلى فهم البشر لها.
ويرى باحثون، من بينهم "Noah Smith" بروفيسور علوم الحاسوب في جامعة واشنطن والمتخصص بفهم اللغة الطبيعية، بأن نظام "SyntaxNet" الخاص بـ"غوغل" هو أكثر أنظمة تحليل اللغة تطورًا على الإطلاق، وفقًا لما نقله عنه موقع Wired الإلكتروني. ويُذكر أن العديد من الشركات لديها أنظمة مشابهة لتحليل اللغة الطبيعية على غرار آبل التي تستخدم نظامها الخاص ضمن المساعد الصوتي سيري، لكن يُنظر إلى نظام "غوغل" بأنه أكثر تطورًا بمراحل.
ورغم أن الشركة وفرت للجميع وبشكلٍ مجاني، برمجيةً كانت تُعتبر من أقوى أسرارها، إلا أنها تهدف من خلال ذلك إلى تسريع تقدم أبحاث اللغة الطبيعية، حيث ستستفيد من قيام الباحثين بتعديل "SyntaxNet" وتطويره، وستخلق سوقًا أكبر لهذا النوع من الأبحاث، وهو ما سيصب في مصلحتها في النهاية، بالإضافة إلى كونه هدية ثمينة قدمتها "غوغل" للمجتمع العلمي.
وتولي "غوغل" اهتمامًا كبيرًا لتطوير تقنيات معالجة اللغة الطبيعية لأنها ترى بأن مُستقبل الحوسبة يتركز في إنترنت الأشياء وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتسعى للوصول إلى مرحلة يتحدث فيها البشر مع الآلة بلغة طبيعية لطلب الحصول على المعلومات أو المساعدة، وهو ما بدأته فعلًا بخدمة "Google Now" وتسعى إلى الاستمرار فيه عبر تخطيطها لإطلاق أجهزة خاصة بتقديم المساعدة الصوتية وعدم حصر هذه الميزة في الهواتف الذكية فقط.