عادت الأوضاع إلى المربع الأول، فجر أمس الخميس (12 مايو/ أيار 2016)، في مدينة حلب في شمال سورية بين قوات النظام والمعارضة المسلحة بعدما انتهت التهدئة المعلنة بين الطرفين من دون تمديد، في الوقت والتي حرمت مدينة داريا المحاصرة منذ 2012 من أولى المساعدات الإنسانية، وفقاً للصليب الأحمر.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة «مع الأسف مُنعت قافلة المساعدات بالتعاون مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري من دخول داريا رغم الحصول على الإذن المسبق من جميع الأطراف»، وأضافت «نناشد السلطات المعنية إتاحة دخولنا إلى داريا كي نوفر الحاجات الماسة من الأغذية والأدوية».
من جانبها، حذرت روسيا الاتحاد الأوروبي من دعم تركيا في مساعيها الرمية لإقامة ما يعرف بمناطق آمنة في سورية.
وقال سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيشوف في تصريح لصحيفة «دي فيلت» الألمانية الصادرة أمس إن هناك شكوكاً بالغة في أن مثل هذه المناطق تخدم أغراضاً إنسانية.
أضاف تشيشوف «أطالب الاتحاد الأوروبي بعدم دعم خطط تركيا بشأن إقامة مناطق آمنة».
كما رأى السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي أن «الأكثر احتمالاً هو أن يستخدم الإسلاميون المسلحون هذه المناطق ملاذاً يعيدون فيه تسليح أنفسهم والتزود بالعتاد ثم يعودون للحرب مرة أخرى وهو ما يمكن أن يمد أمد المذبحة في سورية».
ميدانياً، مازالت أصوات المعارك تسمع في أنحاء عدة من سورية، مع غارات مكثفة للنظام على معقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وسيطرة تنظيم القاعدة وحلفاؤه على قرية علوية في وسط البلاد، بالإضافة إلى معارك بين مقاتلي المعارضة وتنظيم «داعش» في الجنوب.
وألحق التنظيم المتطرف نكسة بالجيش السوري خلال اليومين الماضيين، بقطعه طريقاً رئيسياً على النظام بين مدينتي تدمر وحمص بعد أقل من أسبوع على احتفالات النظام وحليفته روسيا باستعادة السيطرة على المدينة الأثرية.
في حلب، ثاني كبرى مدن البلاد، انتهى منتصف مساء أمس الأول (الأربعاء) مفعول «نظام التهدئة» المؤقت الذي تم التوصل إليه قبل أسبوع بين الأطراف المتحاربة، من دون الاتفاق على تمديد في اللحظات الأخيرة على غرار مناسبتين سابقتين.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان ليلاً إلى مقتل مقاتلين معارضين في غارة على حي الشعار في حلب. وبحسب الدفاع المدني، قام سلاح الجو بإلقاء برميلين متفجرين على حي تسيطر عليه الفصائل المعارضة، من دون سقوط ضحايا.
وتم التوصل إلى تهدئة حلب استناداً إلى اتفاق روسي أميركي، وجاءت في إطار وقف الأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في مناطق عدة في 27 فبراير/ شباط، لكنه ما لبث أن انهار في 22 أبريل/ نيسان في حلب إذ قتل نحو 300 مدني في غضون أسبوعين، ما فرض التهدئة.
إلى ذلك، اعتبر المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب خلال مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس أن «خمس سنوات مضت والشعب السوري يموت. لم نعد نريد أقوالاً، بل أفعالاً من أصدقائنا».
وأضاف «نأمل من الولايات المتحدة والفرنسيين والبريطانيين والألمان وغيرهم، أن يتحركوا على الأرض»، مطالباً بمزيد من الأسلحة، وهو ما تسعى إليه المعارضة منذ بدء النزاع العام 2011.
ومحافظة حماة في وسط سورية، سيطرت جبهة النصرة ومجموعات متطرفة على بلدة الزارة العلوية.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلي النصرة وحلفائها «خطفوا عائلات من الطائفة العلوية ومسلحين موالين للنظام».
وفي محافظة درعا الجنوبية، قتل سبعة مدنيين بينهم طفلان جراء قصف للفصائل المسلحة وجبهة النصرة على بلدتي الشجرة وكويا اللتين يسيطر عليهما تنظيم «داعش».
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري بشن قوات النظام سبع غارات استهدفت أمس الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المسلحة في ريف دمشق.
العدد 4997 - الخميس 12 مايو 2016م الموافق 05 شعبان 1437هـ