جنون العظمة أو البارانويا مرض نفسي خطير يصيب بعض الناس؛ فيجعله يبالغ بوصف نفسه بما يخالف الواقع، فيدعي امتلاك قابليات استثنائية وقدرات جبارة أو مواهب مميزة أو أموال طائلة أو علاقات مهمة ليس لها وجود حقيقي ، وذلك وفق ما نقل موقع "ساسة بوست" في ( 22 / 8 / 2015)
جاء في اللغة أن جنون العظمة: خلل عقليّ يجعل المرءَ يشعر بقوّة وعظمة غير عاديّة، فيخترع وقائع خياليَّة تتَّسق مع هذه المشاعر للهروب من الواقع الفعلي الذي يعيشه الشخص.
أما في اللغة الأكاديمية الصرفة فإن جنون العظمة: مصطلح تاريخي مشتق من المصطلح الإغريقي (ميغالومانيا) وبالإنجليزية يعني: Megalomania))، وتعني وسواس العظمة، لوصف حالة من وهم الاعتقاد حيث:
يبالغ الإنسان بوصف نفسه بما يخالف الواقع.
يزعم امتلاك قابليات استثنائية.
يدعي أنه يمتلك القدرات الجبارة.
يحاول أن يقنع نفسه والآخرين أنه يمتلك من مواهب المتميز منها، كأن يمتلك عقلا فتيا أو الصوت العذب.
يوهم الآخرين بأنه يحوز على أموال طائلة، وقد يصل الأمر لأن يثبت ذلك حتى ولو كان على حساب نفسه وأهله.
وربما يصل الأمر لأن يقنع من حوله بأنه شخص له نفوذ، وعلى علاقات مهمة مع شخصيات قيادية قد لا يكون لها أية وجود على الأرض.
والمتأمل في جنون العظمة أو البارانويا، يجد أن المرض يركز على جانبين:
مشاعر العظمة، فهو يستخف الناس ولا يفتأ ينتقدهم، ويحقّر من شأنهم.
مشاعر الاضطهاد؛ فتسبب له الهذيان والشعور بالدونية فيعالجها بهذا الأسلوب.
ولدى مريض البارانويا قدرة على الإقناع حيث يبدو كلامه منطقيا؛ فالبارانويا عبارة عن اعتقاد جازم بفكرة خاطئة فهي حالة نفسيّة مرضيّة، يملك المصاب بها جهازًا معقّدًا وتفصيليًا يتمركز حول أوهام واقعية، هذه الأوهام تقنعه بأنه مضّطهد من قبل الآخرين، وبأنّ السبب الرئيسي لاضطهاده من قبلهم هو كونه شخصًا عظيمًا ومهمًّا للغاية.
كما تشمل أعراض هذا المرض ما يعرف بالريبة الشديدة وغير المنطقية أو الاشتباه والشك فيما حوله، انطلاقا من أنه أفضل من الآخرين، وبالتالي تحوم حوله مشاعر سلبية تتمحور في الشعور بـ(الغضب والكراهية والخيانة).
كما أن بعض الناس يعانون من شخصية بجنون العظمة قد يكون له قدرة عالية على إزعاج أو إغضاب الآخرين، بسبب التصرفات غير المرنة والجامدة والتي تعاني صعوبة في التأقلم مع الآخرين
ومريض البارانويا في حالة صعبة من المسامحة والغفران ودائما في موقف دفاعي ردا على انتقادات محتملة، ومشغول في خفايا البشر ونواياهم، كما أنه عنيد ويشعر بالاعتزاز غير المبرر والمبالغ فيه لنفسه.
لماذا يصاب أحدهم بجنون العظمة؟!
لم يصل العلم حتى اللحظة، لسبب علمي رئيس ينتجم عنه الإصابة بجنون العظمة، ولكن ثمة أسباب محتملة للإصابة بهذا النوع من المرض، التي ما إن تتكرر حتى تمهد الطريق للإصابة بهذا المرض؛ ويمكن تقسيم هذه العوامل لعوامل نفسية، واجتماعية، وقد يصل الأمر لعوامل بيولوجية وراثية، حيث تفيد بعض الدراسات بأنه إذا كان الشخص لديه هذا الاضطراب في الشخصية “جنون العظمة”، فإن ذلك يغدو سببًا محتملا أكثر من غيره لأن ينتقل المرض لأطفاله.
لكن في المحصلة هناك أسباب تتكرر ومنها ما يلي:
الصدمة: قد يصاب المرء بصدمة ما، كأن يُفاجأ بحقيقة صديق، أو نتيجة امتحان، أو أن زوجته تركته أو محبوبته خانته إلخ، يتعرض إليها المرء فيصاب باهتزاز عميق في قيمه وينجم عن الإحباط، فيهرب إلى البارانويا.
مواقف الفشل: من يعمل يُخطئ وبعض الناس لا تتحمل الخطأ وترى أنها أكبر من أن تخطئ وأن الصواب حليفها الدائم، وحين تخطئ تصر على الخطأ وتجد له مخرجا ومن ذلك الزعماء العرب على وجه الخصوص.
تقمص الشخصية: قد يتقمص الطفل أثناء طفولته أو من خلال مراحل بلوغه شخصية أبويه أو أحد أفراد عائلته ممن يشكون من حالة وهم العظمة، أو قد يتقمص شخصية ذات مميزات يتأثر بها وبسلوكياتها كشخصية قائد عسكري بارز أو سياسي معروف أو شاعر متألق أو طبيب حاذق أو ممثل نجم أو مطرب مشهور أو رجل دين كبير أو ما إلى ذلك من أمثال الصراع النفسي بين رغبات الفرد في إشباع رغباته وخوفه من الفشل في إشباعها.
التعلم لبعض العادات السلوكية الخاطئة: مثل عدم الاعتذار، والتعود على الخطأ والإصرار عليه، أو الاستهزاء بالآخرين والانتقاد الدائم لهم فيما يتعلم المرء أن هذا السلوك فيه نوع من قوة الشخصية وعدم الهيبة من أحد، وبشكل عام فإن اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية ونقص كفاءة عملية التنشئة الاجتماعية؛ تشكل بيئة خصبة لنشوء مثل هذا المرض.
أشخاص لا يملكون أي شيء: ففقدوا نظرة الناس إليهم؛ وأرادوا لفت الأنظار بطريقة الإعجاب، واستمروا في صنعه عبر مخيلتهم، ويتملكهم حب الظهور، وهو من نزعات الإنسان وطبائعه، وهذه صفة إنسانية طبيعية وغريزية لا يحق لأحد أن ينتقدها أو أن يتسامى عليها، لكنها قد تتحول لمرض إن أصبحت عادة عند أحدهم.
التفوق في المضمار: وهنا نتكلم عن أشخاص وصلوا إلى درجة كبيرة من التفوق في أي مجال من مجالات الحياة؛ واعتقدوا أنه لا مثيل لهم، وأضحوا أبطالا خارقين في هذه المجال لا يشق لهم غبار.
أسباب أخرى وقد تكون الاسباب من غير حول لك ولا قوة خاصة إذا كانت لديك سمة ما في جسدك كأنت تكون فاره الطول مثلًا أو حتى قصير القامة، ففي دراسة بريطانية نشرت وتوصلت على أن من يتعرضون لمواقف اجتماعية ناجمة عن قصر قامتهم أكثر عرضة للإصابة بجنون العظمة وعقدة النقص وغياب الثقة بالنفس.
وفي دراسة نشرت في دورية الأبحاث النفسية زَعَم علماء أن جعل الإنسان يشعر بأنه قصير القامة افتراضيا ينقل له شعورا سيئا عن نفسه وخوفا من أن الآخرين يريدون إيذاءه، وأشار العلماء إلى أن البحث يظهر كيف أن عدم تقدير الشخص لنفسه يمكن أن يؤدي إلى تفكير يتسم بجنون العظمة، وأنه يمكن استخدام البحث في تطوير علاجات نفسية أكثر فعالية لهذه المشكلة الخطيرة.
كيفية العلاج
حتي يستبعد الطبيب احتمال الحالة المرضية بانفصام الشخصية، يقوم بفحص طبيعة الأوهام لدى الشخص إن كانت تبدو غريبة، بمعنى هل هي مستحيلة تماما أو غير واردة على الإطلاق. على سبيل المثال إذا اعتقد الشخص أنه يستقبل زوارًا من الفضاء من كوكب آخر، فهذه غريبة وتشير إلى حالة من الفصام.
لكي يتم التأكد ما إن كان الشخص مصابًا بجنون العظمة، لا بد من توافر المعايير التالية:
لديه أوهام ليست من نوع انفصام الشخصية ولفترة لا تقل عن 3 أشهر.
ليس لديه هلوسة باستمرار (كل الوقت).
الأعراض ليست بسبب الهوس، الاكتئاب أو خليط منهم.
الأعراض ليست بسبب مرض جسدي.
وينقسم علاج هذا المرض النفسي الخطير إلى ثلاثة أقسام وهي على النحو التالي:
العلاج النفسي Psychotherapy: مرض جنون العظمة هو بالنهاية مرض نفسي وليس عضويًا والعلاج النفسي دائما يبقى الحل الأمثل، لكن تبقى مشكلة رئيسة وهي أن المصاب بالمرض لا يأتي من تلقاء نفسه للاعتراف بذلك، فهو لا يقر غالبا بأنه مصاب بهذا المرض وهذا ما يستلزم التقدم الثابت والبطء بين المعالج أو الطبيب النفسي والمريض، لبناء الثقة أولا، وبعد ذلك البدء في العلاج.
ولو افترضنا مثلا أن أحدهم مصاب بجنون العظمة تجاه وسائل الإعلام وأن هذه الوسائل تتحدث عنه، هنا يجب أن يُذكر للمريض أن هذه الأجهزة هي أجهزة عـامة ولا يوجد شخص تسخر له هذه الأجهزة أو هؤلاء الناس حتى لو كان ملكا، ويجب أن يتعـلم المريض إيقاف التفكير في هذا الاتجاه والانشغـال بأنشطة أخرى.
كما يتم تدريب المريض عـلى أن يقول لنفسه كلمة “خلل” – “Defect” عـندما يشاهد أحد العـناصر التي يعـتقـد بأنها تخاطبه مثال: عـندما يعـتقـد أن حديث أحد الأفراد بجانبه إنما هو حديث موجه إليه، فإنه يقول لنفسه “خلل”، وكذاك عـندما يعـتقـد أن التلفزيون يوجه رسالة إليه، وهذا يُحدث تشريط معـرفي سلبي
ويقدم عدنان إبراهيم وصفة من وجهة نظره بما يعرف بأسلوب الصدمة لمواجهة مريض جنون العظمة.
داء العظمة مرض عضال كصدام مثلاً ذهب به الى حبل المشنقة
زائر 2
عزيزي خل مديرك عندنة ناس وايد في الديرة بس أستحي اجيب اساميهم...انسان خجول الله يسلمك
للأسف مديرنا في الشغل جذي الله يشفيه , و اعتقد سبب العظمة اللي فيه - حالته المادية قبل و المكان اللي عايش
فيه و الحين فجأه صار مدير و مزهوق اسلوبه و كلامه غريب كأن فالدنيا مافي احسن منه و يمتلك كل شيء