واصل تنظيم داعش محاولته عزل مدينة تدمر الاثرية غداة قطعه طريق امداد رئيسية لقوات النظام يربطها بمدينة حمص، بينما انتهت التهدئة في مدينة حلب منتصف ليل الاربعاء الخميس (12مايو/ أيار 2016) من دون الاعلان عن تجديدها.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء عن حصول "اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم داعش في محيط مطار التيفور العسكري" في ريف حمص الشرقي غداة قطع التنظيم طريق امداد رئيسية لقوات النظام تربط تدمر بمدينة حمص.
وتعد هذه الطريق الابرز بين المدينتين لكنها ليست الوحيدة لوجود طرق فرعية أخرى، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان تمكن الجهاديين من قطع الطريق يأتي في إطار "هجوم هو الاوسع للتنظيم في ريف حمص الشرقي منذ استعادة قوات النظام بدعم روسي سيطرتها على تدمر" في 27 مارس/ اذار في "محاولة لعزل مدينة تدمر وحصار قوات النظام داخلها".
وبدأ التنظيم بحسب المرصد، هجوما في ريف حمص الشرقي الاسبوع الماضي تمكن خلاله من السيطرة على حقل الشاعر للغاز، أبرز حقول النفط في سوريا، واستكمله الثلثاء بقطع الطريق بين حمص وتدمر.
غير ان مصدرا امنيا سوريا نفى في تصريح لوكالة فرانس برس سيطرة التنظيم المتطرف على الطريق الواصلة بين حمص وتدمر، متحدثا عن "عمليات عسكرية مستمرة في حقل الشاعر".
معارك "كر وفر"
واضاف "لا حدث جوهريا حتى اللحظة والمنطقة منطقة اشتباكات وهي تشهد كرا وفرا ولا يمكن الجزم باي تطور طالما ان المعركة مستمرة".
بدورها نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر رسمي ان "لا صحة للأنباء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام عن قطع طريق حمص تدمر من قبل المجموعات الإرهابية".
كما نقلت سانا عن مصدر عسكري ان سلاح الجو "نفذ خلال الساعات القليلة الماضية سلسلة طلعات على تجمعات وتحركات لارهابيي تنظيم داعش فى محيط حقل الشاعر... وشرق مدينة تدمر".
وعلى رغم الهزيمة التي مني بها في ريف حمص الشرقي بعد طرده من تدمر وبلدات اخرى في محيطها، الا ان التنظيم الجهادي ما زال يسيطر على مواقع عدة في المنطقة الصحراوية المحيطة بتدمر، مما يمكنه من شن هجمات مضادة بين الحين والاخر.
وبحسب المرصد، للتنظيم مواقع محيطة بتدمر من الجهات كافة، يقع أقربها على بعد عشرة كيلومترات شمال المدينة.
واعتبر عبد الرحمن ان "تمكن التنظيم امس (الثلثاء) من قطع الطريق الرئيسية بين حمص وتدمر يشكل دليلا على انه لا يزال قويا وقادرا على شن هجوم مضاد، كما يظهر ان قوات النظام لا تملك عديدا كبيرا على الارض وغير قادرة على تحصين مواقعها بغياب الدعم الروسي".
وخاضت قوات النظام بدعم روسي جوي وميداني اشتباكات عنيفة ضد الجهاديين قبل ان تتمكن من طردهم من مدينة تدمر، في تقدم اعتُبر الابرز لدمشق منذ بدء موسكو حملة جوية في سوريا في 30 سبتمبر/ ايلول.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الروسي ان أحد جنوده توفي الاربعاء متأثرا بإصابته قبل يومين بنيران مقاتلين من المعارضة السورية في محافظة حمص.
غارات ليلية
في شمال سوريا، انتهت منتصف ليل الاربعاء الخميس التهدئة في مدينة حلب في ختام نهار ساده هدوء نسبي بعد ليلة شهدت تبادلا للقصف بين قوات النظام والفصائل المقاتلة التي تتقاسم السيطرة على احيائها.
ومساء الاربعاء أعلن مركز التنسيق التابع لوزارة الدفاع الروسية ان مدينة حلب شهدت خلال النهار خمسة خروقات للتهدئة اسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين.
من جهته قال المرصد "تجدد سقوط قذائف على مناطق في حيي الحمدانية والميدان بمدينة حلب، في حين ارتفع إلى 4 بينهم طفل ومواطنة على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا جراء سقوط قذائف مجهولة المصدر على مناطق في حي سيف الدولة" الذي يسيطر عليه النظام.
وتم التوصل الى تهدئة حلب استنادا الى اتفاق روسي اميركي، وقد جاءت في إطار وقف الاعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في مناطق عدة في 27 شباط/فبراير، لكنه ما لبث ان انهار في حلب حيث قتل نحو 300 مدني في غضون اسبوعين، ليتم الاتفاق على هدنة جديدة تم تمديدها مرتين.
وفي الغوطة الشرقية لدمشق، افاد المرصد السوري بمقتل الطبيب نبيل دعاس وهو الطبيب الوحيد المختص بالأمراض النسائية ومسائل العقم والإنجاب في المنطقة، متأثراً بإصابته قبل أيام بطلق ناري خلال اشتباكات بين الفصائل المقاتلة قرب مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل في ريف دمشق.
قتل سبعة مدنيين على الأقل بينهم طفل بغارات جوية شنها الطيران السوري الاربعاء على بلدة في محافظة دير الزور التي يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على الجزء الأكبر منها في شرق البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد السوري إن هؤلاء المدنيين "قضوا جراء قصف لطائرات حربية على مناطق في بلدة الشحيل الواقعة بالريف الشرقي لدير الزور والتي استهدفت نقطة طبية ومناطق أخرى في البلدة".
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع "بسبب وجود عدد من الجرحى بينهم أطفال، وبعضهم لا يزال في حالة خطرة".
في موازاة ذلك، أحبطت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واوكرانيا ليل الثلاثاء محاولة روسيا في مجلس الأمن الدولي ادراج فصيل جيش الاسلام وحركة احرار الشام الاسلامية المعارضين على قائمة المنظمات "الارهابية" واستبعادهم بالتالي من مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة، وفق ما اكدت مصادر دبلوماسية.
ويشغل القيادي البارز في جيش الاسلام محمد علوش مهمة كبير المفاوضين في وفد المعارضة الى جنيف. وقال المتحدث باسم البعثة الاميركية في الامم المتحدة ان ادراجه الفصيلين على القائمة السوداء يمكن ان يؤدي الى "تداعيات سيئة على الهدنة في وقت نحاول فيه تهدئة الوضع".