هذا «الريجيم» بالذّات لا يحتاج الى تفكير ولا تخطيط، «ريجيم» من نوع خاص، «ريجيم» الراتب الشهري، فما إن يسحب المواطن راتبه من البنك، حتى يبدأ بتفكيكه، جزء لجمعية الجيران، وجزء لقرض السيّارة، وجزء لفواتير الهاتف، وجزء لفاتورة الكهرباء والماء، وجزء لإيجار الشقّة، وجزء لأغراض الأهل، وما يتبقّى يعضُّ عليه بأسنانه؛ حتى لا يهرب هو الآخر، لكي يستخدمه لبنزين سيّارته، وحاليًّا البنزين من نوع (جيّد)!
يبقى للمواطن «الملاليم»، وبالتّالي يحاول أن يصبر من أوّل الشهر حتى نهاية الشهر، ليقبض الراتب ويتنفّس قليلاً، ومن ثمّ يعاود القصّة مرّة أخرى، وليس لديه إلاّ الدعاء، الدعاء للصبر على الصبر، وأيضاً الدعاء بمعجزة تغيّر حياته، وهو لا يدري أنّه سيقضي غالبية حياته في هذا «الريجيم» القاسي.
يُقال دوماً إنّ «القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود»، لكن ما بالنا اذا كان هذا القرش يهرب منّا ويهرول بسرعة حتى لا نصطاده، فالفواتير والقروض أهلكت الجميع، ولا يستطيع أحد الادّخار بسببها، وقد يقول قائل إنّ السبب في هذا النوع من الحياة هو عدم التخطيط الصحيح، وقد يكون كلامه على بيّنة، ولكن دعونا نستعرض حياة أحد البحرينيين، كمثال!
بحريني تخرّج في الجامعة وعمل في إحدى الوظائف الحكومية، بعد 3 أشهر يتوجّه الى البنك ليشتري سيّارة، فهو لا يستطيع العمل من دون سيّارة بالتّأكيد، يكون القسط الشهري ربع راتبه، ويعطي والديه جزءاً بسيطاً من هذا الراتب، والباقي على مصاريفه، وبعد سنة يقرّر أنّه يريد اكمال دينه بالزواج، فتختار أمّه الزوجة أو يكون هو على علاقة بها، أيّاً يكن، وهناك في بيت زوجة المستقبل لا أحد يطلب، فأسرة البنت تقول نشتري الرجل الصالح، ولكن هناك مسئوليات عليه لابد من تقديمها، كالمهر وأغراض الحفلة والشبكة وتجهيز الغرفة في بيت الوالد أو شقّة على سبيل المثال، ومن أين له ذلك؟! فهو لم يرث من والديه فلساً! يتوجّه الى البنك ويأخذ قرضاً يعادل دفعه نصف الراتب، وهكذا يتزوّج ويعيش نصف سعادة؛ لأنّ همّ القروض لا يتبعه أي همّ!
ليس هذا فقط، فهناك حاجات أخرى قد تطرأ على هذا الشاب، فاذا حملتِ الزوجة هناك متطلّبات، وبعد الولادة هناك متطلّبات، وهذا الصغير الذي يخرج إلى النُّور أيضاً له متطلّبات، ناهيك عن المستشفيات وعن الذهاب والإياب وشراء الملابس، وخاصة للطفل الأوّل!
جميع العوامل التي ذكرناها تجعل الشاب يشيب رأسه، ويفكّر كيف تزوّجتُ ولماذا؟! هل تزوّجت لأُشقي نفسي، أم لأكون سعيداً وأُنشئ عائلة سعيدة؟! هل هناك مخرج آخر للحصول على المال؟! فيتوجّه إلى القطاع الخاص في وقت فراغه، أو بعد العمل، إمّا أن يفتح سجلاًّ للعمل في العقارات أو سجلاًّ للتأجير أو سجلاًّ لخبّاز أو برّادة، وهذه الأعمال هي الأخرى ليست بالدرجة التي كان يتوقّعها للحصول على مال!
«ريجيم» آخر الشهر حالة تصيب الجميع، ذوي الرواتب الدنيا والمتوسّطة، وحتى ذوي الرواتب العليا حاليّاً تجدهم يتوجّهون الى آبائهم في منتصف الشهر، ليأخذوا بعض المال الذي لن يكفيهم حتّى آخر الشهر، ولا ندري إن كان التخطيط أو الحياة الصعبة التي نعيشها أو الزواج المبكّر أو الحصول على السيّارة هي السبب في هذا الريجيم أم لا، ولكن ندري أنّه «ريجيم» قاسِ جدّاً، يعيشه البحريني بالذّات من دون منافس!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4996 - الأربعاء 11 مايو 2016م الموافق 04 شعبان 1437هـ
حالتنا
حالتنا حاله ازيد من نصف الراتب يذهب ديون قسط بيت الاسكان قسط التقاعد ديون الناس طول الشهر الواحد مايعرف شسوي
من السجلات سجلات الوفياة والولادات
كما أن من الليالي ليلة القدر وليلة القبر. ففي سجلات جينس للأرقام القياسية لا توجد ليلة أطول من ليلة القبر ولا توجد وصية الميِّت. فوصية الميِّت ليست من الواجبات لكنها واجبة على كل حيٍّ. ويش قال الشاعر نزار القباني في رسالة من تحت القبر؟
ريجيم أو باللغة الإنجليزية Regime
يقال: الشيطان الرجينم لا يساعد ولا يساند إلّا اعوانه فيقال:" إبليس لا أو ما يكسر مواعينه". فماعون ما يعين أو يساعد الناس على العيش و المعيشة من العيش ولا عيش بلا معيشة كما العيش ليس الأرز هنا وإنما أبو العييش عيش ليأكل ويأكل ليعيش. فما مشكلة المعاش في يوم المعاد؟ كما ما مشكلة الناس اليوم هل العيش من اجل البقاء أم من اجل الرحيل؟أو اليوم إبليس اللعين عنده رجيم في شكل تجاري جديد؟
السلام عليكم
بصراحه اكثر من نصف شعب البحرين هذا وضعه ما يجي نص الشهر الا يقعد يحاتي وينتظر الىاتب ينزل وهكذا ...السؤال لماذا لا يتم تعديل رواتب البحرينين بحيص يكون الحد الادنى للاجور هو 500 دينار على الاقل للموظفين مثل امين الصنوق او موظف الاستقبال او المخلصيم ووو الخ اما بالنسبه للعمال يكون راتبهم خلينا نقول 350 مع علاوة الغلاء والاسكان سيكون الوضع نوعا ما افضل من هذه المعشيه الصعبه.
أي والله حالتنة كسيفة والحين جاية الناصفة وشهر الله والعيد الله يكون في عونة.
خليها على الله ... حسبي الله ونعم الوكيل ... هذا كله من التوزيع الغير عادل للثروات ... عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب ... لما كل هذه القساوة يا وطني ????
الرجيم القاسي بداية الشهر الكل يذوقه ، المشكلة هي في نمط الحياة السائد وغياب ثقافة الادخار ومن ثم العادات والتقاليد التي تقضي على الفتات الباقي
في ناس عصباً عنه لان راتبه ضعيف وساكن اجار ويساعد امه وابوه
وفي ناس ساكن تمليك بدون قرض ولا يساعد اهله ولاكن الفلوس تذهب في غير مكانها 31680
" وحتى ذوي الرواتب العليا حاليّاً تجدهم يتوجّهون الى آبائهم في منتصف الشهر، ليأخذوا بعض المال الذي لن يكفيهم حتّى آخر الشهر " !!!
أنا عمري بيصك ال 48 ذاك الشهر ما وصلنا نصه الا الراتب كان متبخر !!! اضطريت اروح حق امي عشان تساعدني من معاش المرحوم الوالد التقاعدي !!!!
أدري فشيلة واحراج بس ما في اليد حيلة !! الراتب هزيل وما يكفي حتى لمتطلبات الحياة " الأساسية" !!!
اشوف أوضاع عيال خالي في الامارات او عيال عمتي في قطر وأقارنهم بوضعي ،، تخنقني العبرة ولكن الحمدلله على كل حال
الكاسر
أصبحنا نفس الشعب المصري لازم يشتغل شغلتين عشان يقدر يعيش
ما فيش غير الدروس الخصوصية آه امال ايه دي بتكسب دهب .
المشكلة والخوف القادم أن عيون المسؤولين تتربص بهذا الراتب لكي توجد لها طريق آخر لكي تشفط هذه الملاليم التي تتبقّى للمواطن لكي يعتاش عليها لآخر الشهر .
هذه الملاليم هناك خطط لكي تنهب وتسحب تحت طرق ومسميات اخرى
كرروا دعاء المعاش...