أكد رئيس قسم صحة البيئة بوزارة الصحة عبدالعزيز الخدري، لـ «الوسط»، أن الإحصاءات تؤكد فاعلية مبيدات الصحة وأنها ليست لعبة كما وصفها البلديون، مضيفاً أن البحرين لم تسجل حالات إصابة بين المواطنين بمرض الملاريا الذي ينقله البعوض، منذ 36 عاماً.

وبين أن الوزارة تكافح البعوض منذ 77 عاماً وأنها وضعت برامج مسبقة ومنتظمة للرش والمكافحة في جميع محافظات المملكة ما أدى إلى السيطرة عليه وتقليل نسبة تواجده.

وأوضح أن هناك موسمين للبعوض في البحرين كما يوجد منها نوعان فقط (أنوفلس- كيولكس) وهما تحت السيطرة وعلى المواطنين تجنب أماكن تواجدها والإبلاغ عنها لأحد مراكز صحة البيئة، مطمئناً المواطنين أن المراكز الصحية تتوافر فيها خدمات العلاج والإرشادات اللازمة للمصابين باللسع. منوهاً أن أسباب تواجدها هي من صنع الإنسان ومن الممكن تفاديها.

وفي معرض رده على أسئلة «الوسط»، ذكر رئيس قسم صحة البيئة أن «الحكومة دأبت في دعم وزارة الصحة للقيام بمكافحة البعوض منذ 1939 حيث كان مرض الملاريا منتشراً في البحرين بانتقال محلي لوجود الناقل الرئيسي للملاريا وهو بعوض الأنوفلس وكثرة المياه العذبة المنتشرة في ربوع المملكة آنذاك».

وتأكيداً منه على عدم وجود إصابات بمرض الملاريا بين المواطنين، قال: «نتيجة للجهود التي بذلت فقد تم القضاء على الانتقال المحلي لمرض الملاريا. فمنذ 36 عاماً لم نشهد انتقالاً لهذا المرض بين المواطنين. وأصبحت الحالات المسجلة كلها واردة عبر العمالة الأجنبية القادمة للبلاد للعمل، وهذه تمت السيطرة عليها نتيجة الفحص الطبي الإلزامي للقادمين للعمل بالبلاد كما عمدت وزارة الصحة ممثلة في قسم صحة البيئة - مجموعة مكافحة الملاريا ونواقل المرض، على وضع برامج منتظمة للرش والمكافحة في جميع محافظات المملكة الأمر الذي أدى إلى السيطرة على البعوض وتقليل نسبة تواجده، بالإضافة إلى الاستجابة لكل الشكاوى التي ترد من المواطنين أو المقيمين لمعالجة شكاوى البعوض والتحقق من بؤر التوالد ومعالجتها وذلك من دون مقابل كخدمة».

وأوضح بخصوص إذ ما كان لدى الوزارة إجراءات مسبقة ووقائية للحيلولة دون انتشار البعوض وتكاثره أن الصحة «أجرت عمليات المسح في جميع المحافظات لتحديد مواسم تكاثر البعوض، وقد توصلنا إلى أن هناك موسمين رئيسين للتكاثر في مملكة البحرين، الأول خلال شهر مارس/آذار وأبريل/نيسان والثاني خلال أغسطس/ آب وسبتمبر/أيلول. وعليه تم اتخاذ الإجراءات للرش قبل هذه المواسم باستخدام مبيدات من مجموعة البيرثرويدات والتي لها أثر باق على الأسطح المرشوشة وآمنة على البيئة نتيجة تحللها خلال فترة أسبوعين من رشها، وهذه أعطت نتائج ممتازة يشهد له الجميع في خفض كثافة البعوض خصوصاً في المناطق الزراعية والحزام الأخضر وبقية المناطق المأهولة بالسكان».

وعن وصف مجلس بلدي الشمالي المبيدات التي تستخدمها الصحة بـ (اللعبة) أشار «هذا الكلام مردود عليه من خلال الإحصائيات المسجلة لدينا من بؤر البعوض التي يتم تسجيلها ومعالجتها وكذلك كثافة البعوض البالغ، إضافة إلى أننا كما أسلفت الذكر نستخدم مبيدات آمنة على البيئة والإنسان والحيوان وهي مجموعة البيروثرويد التي هي من أصل نباتي وتتحلل خلال أسبوعين، بالإضافة إلى أن المبيدات قبل شرائها من المتعهد تخضع لاختبارات الحساسية وفعاليتها على عدد من الحشرات بنفس التركيزات التي تستخدم في بلد المنشأ وحسب الموصى به من الشركات المصنعة».

وحذر الخدري المواطنين بخصوص مخاطر البعوض قائلاً «هناك نوعان من البعوض في البحرين (أنوفلس- كيولكس) وهذان النوعان تتغذى الإناث على دم الإنسان والحيوان وهما تحت السيطرة حالياً، ولها قدرة قصيرة على الطيران، ما يجعل انتقالها صعباً لمناطق بعيدة ما لم تساعدها الرياح والتيارات الهوائية. والبعوضة تبدأ التغذية على الدم منذ مغيب الشمس حتى قبل الشروق. وينقل بعوض الكيولكس مرض داء الفيل عن طريق المسبب (الفيلاريا) وكذلك بعوض الأنوفلس ينقل مرض الملاريا لذلك على المواطنين تجنب الأماكن التي يتواجد بها البعوض والإبلاغ عن أي شكوى عن تواجد البعوض لأحد مراكز صحة البيئة في المحرق، المنامة، توبلي والتي يتم من خلالها التعرف على هذه المناطق، وتركيز عمليات المكافحة فيها، فهذا التعاون يزيد من فعالية المكافحة».

كما قدم الإرشادات اللازمة للمواطنين بشأن التعامل مع ظاهرة انتشار البعوض قائلاً «على المواطنين الابتعاد عن الأماكن التي بها مستنقعات أو بعوض خصوصاً ليلاً لأن إناث البعوض تنشط ليلاً للسع. والإبلاغ الفوري لأقرب مركز من مراكز صحة البيئة أو مكتب الشكاوى بالوزارة لكي يتم معالجة المنطقة والقضاء على البعوض البالغ ومعالجة بؤر التوالد. ونطمئن المواطنين أنه تتوافر في المراكز الصحية الخدمات اللازمة لعلاج حالات الإصابة بلسعات البعوض، كما يستطيع المواطن الحصول على الإرشادات من الأطباء المناوبين بالمراكز. كما نوصي باستخدام الدهانات الطاردة للبعوض على الأجزاء الظاهرة من البدن. وعدم النوم في العراء، ويفضل في غرف مكيفة».

ورأى الخدري أنه يوجد ثلاثة أسباب مهمة تؤدي لانتشار وتكاثر البعوض وهي من صنع الإنسان ويمكن تفاديها وبالتالي القضاء عليها، معدداً «أولاً قيام بعض المقاولين تجاوزاً برمي المياه العادمة في بعض المناطق مشكلة مستنقعات يتكاثر فيها البعوض. بالإضافة لحدوث تسربات للمياه من الأنابيب ومن شبكة المياه تشكل بؤر لتوالد البعوض وهذه يمكن القضاء عليها عن طريق التبليغ للجهات المختصة لإصلاح هذه التسربات. وثالثاً، فيضان بعض بوكسات المجاري نتيجة زيادة تدفق مياه الصرف الصحي وعدم استيعاب المحطة الفرعية لهذه الكميات الأمر الذي يؤدي لتسربها إلى الأماكن المنخفضة وتشكيلها لبؤر توالد البعوض وهذا يمكن معالجته عن طريق وزارة الأشغال المسئولة عن شبكة المجاري».

أما الإجراءات التي يقترحها للقضاء على هذه الأسباب فهي حسب قوله «اتخاذ إجراءات صارمة ضد السواق اللذين يرمون مياه الصرف الصحي في المناطق وعلى السواحل وعلى الجميع الإبلاغ عن هذه التجاوزات بتسجيل رقم السيارة المخالفة والوقت والتاريخ وإبلاغ الجهات المختصة. بالإضافة لعدم ترك البلاعات مكشوفة وتغطيتها لمنع توالد البعوض. والتأكد من خلو مياه البرك في المنازل وكذلك النافورات من يرقات البعوض واستخدام الفلترات لحركة مياه البرك والكلور. وأيضاً ضبط عمليات الري بالتنقيط في الشوارع والحدائق بحيث لا تكون بؤراً لتوالد البعوض».