العدد 4996 - الأربعاء 11 مايو 2016م الموافق 04 شعبان 1437هـ

الرواية المُترجمة في بريطانيا تحقق مبيعات أفضل من نظيرتها الإنجليزية

بحسب استطلاع «نيلسن بوك»...

هاروكي موراكامي - هان كانغ
هاروكي موراكامي - هان كانغ

تحقق الأعمال الروائية المُترجمة عن لغات أخرى إلى اللغة الإنجليزية أرقام مبيعات كبيرة، ويزداد الإقبال عليها، وخصوصاً في المملكة المتحدة بحسب آخر استطلاع تم الكشف عنه، من خلال تقرير كتبته المُحررة الفنية في صحيفة «الغارديان» البريطانية أليسون فلود، يوم الاثنين الماضي (9 مايو/ أيار 2016)، وأشار إلى أن الروايات المُترجمة في المملكة المتحدة، تُحقق مبيعات من حيث المعدَّل المتوسط، أفضل من الروايات التي كتبت أصلاً باللغة الإنجليزية. التقرير استند إلى استطلاع جديد شارك فيه عدد من الكتَّاب والمؤلفين من بينهم: إيلينا فيرانتي، هاروكي موراكامي وكارل أوفه كناوسغارد، حيث بيَّن أن الروايات المترجمة تقود طفرة في المبيعات.

مشيراً تقرير «الغارديان» إلى أنه على رغم أن ترجمة الرواية تمثل فقط 3.5 في المئة من عناوين الروايات المنشورة، إلا أنها مثّلت نسبة 7 في المئة من المبيعات في العام 2015، وفقاً للاستطلاع.

الاستطلاع الذي أجرته «نيلسن بوك»، استند هو الآخر إلى مبيعات الكتب الفعلية في المملكة المتحدة بين يناير/ كانون الثاني 2001، وأبريل/ نيسان 2016. ووجد أن مبيعات الرواية المُترجمة تضاعفت تقريباً خلال السنوات الـ 15 الماضية، من مليون و 300 ألف نسخة إلى مليونيْ نسخة، في حين أن سوق الرواية ككل انخفضت من 51 مليوناً وستمئة ألف نسخة في العام 2001 إلى 49 مليوناً وسبعمئة ألف نسخة في العام 2015.

وعلى رغم أن نسبة الروايات المُترجمة مازالت «منخفضة للغاية»؛ إذ تصل إلى 1.5 في المئة عموماً، إلا أن قطاع النشر في هذا المجال «صامد وبما يتجاوز إمكاناته بكثير»، كما قالت المؤسسة الراصدة لمبيعات الكتب، مع احتساب نسبة 1.5 في المئة، وإجمالي 5 في المئة من مبيعات الرواية في العام 2015.

وقالت «نيلسن»: «في المتوسط، تبيع كتب الرواية المُترجمة أفضل من الكتب التي كتبت أصلاً باللغة الإنجليزية، ولاسيما الروايات ذات الصبغة الأدبية». وبالنظر تحديداً إلى الروايات الأدبية المترجمة، ارتفعت المبيعات من مليون نسخة في العام 2001، إلى مليون ونصف المليون نسخة في العام 2015، مع الأخذ في الاعتبار أن الروايات الأدبية المترجمة كانت تمثل فقط 3.5 في المئة من عناوين الروايات الأدبية المنشورة، إلا أنها تمثل ما نسبته 7 في المئة من حجم المبيعات في العام 2015.

استمرار ارتفاع المبيعات

من جانبها، قالت المسئولة عن جائزة مان بوكر الدولية فياميتا روكو: «في العام 2001، باع كل عنوان رواية أدبية كتبت باللغة الإنجليزية، ضمن المعدل المتوسط، 1153 نسخة، في حين باع كل عنوان رواية أدبية مُترجمة 482 نسخة فقط. وبحلول العام 2015، تغيَّرت الأمور بشكل كليٍّ؛ حيث باع كل عنوان رواية أدبية باللغة الإنجليزية، ضمن المعدل المتوسط، 263 نسخة فقط، بينما باع كل عنوان رواية أدبية مُترجمة ما معدَّله 531 نسخة».

مُشيرة إلى أنه «ليست فقط أرقام الكتب المُترجمة التي تم بيعها في صعود، لكن هناك من القراء الأوفياء من يتابع ويقرأ الروايات المترجمة وبشكل لا يُصدَّق. لقد اعترتنا الدهشة لاكتشاف هذا. الشيء الوحيد الذي عرفناه هي نسبة الـ 3 في المئة، ولم نكن نعرف ما إذا كانت النسبة ترتبط بعدد من العناوين المنشورة، أو المبيعات عموماً. بالنسبة إلى الروايات الأدبية المترجمة، اتضح أن نسبة المنشور منها مطابق للرقم؛ أي نسبة 3.5 في المئة، إلا أن المبيعات أعلى من ذلك بكثير، وتصل إلى 7 في المئة».

وقالت روكو، إن الاستطلاع كان «تأكيداً على حيوية ونمو الرواية الدولية في المملكة المتحدة»، وأعربت عن أملها في أن «يشجِّع ذلك الناشرين والوكلاء على الدخول في مزيد من المخاطر، والاستثمار في الترجمة».

وسيتم منح جائزة مان بوكر الدولية هذا العام وللمرة الأولى عن كتاب واحد تُرجم إلى اللغة الإنجليزية، بدلاً من الهيئة المكوَنة للعمل. وقالت الناشرة في «تايلتيد آكسيس»، ومُترجمة كتاب الروائية الكورية هان كانغ «النباتي»، ديبورا سميث، بأنها لم تفاجأ بتشجيع استطلاع «نيلسن بوك»، مع الإشارة هنا إلى أن رواية كانغ تنتمي إلى عالم الفنتازيا، ودخلت قائمة المرشحين لجائزة هذا العام.

تحول البطلة إلى شجرة

رواية «النباتي»، تتحول بطلتها إلى شجرة بعدما مرَّت بأطوار من الأحلام الغريبة، كونها شغوفة بأكل اللحوم، وذلك التحول يأتي ضمن محاولاتها للتخلُّص من ذلك الشغف، إلا أن الرواية تحدث فيها انتقالة باتكائها على مشاهد تحوي عدداً من الاستعارات الجنسية واللغة المبتذلة، بجعلها النباتات تمتلئ بما يشبه مزيجاً من الجنس والعنف. كانغ نفسها شاعرة إلى جانب كونها روائية، وقد حازت عدداً من الجوائز ذات المستوى الرفيع.

وقالت ديبورا سميث: «جزء من السبب في أنني أصبحت مترجمة في المقام الأول، أن الكتابة الناطقة بالإنجليزية أو الأوروبية تبدو محدودة وضيقة الأفق. إعداد (تايلتيد أكسيس) جاء بمثابة باعث مماثل». مضيفة أن تركيزنا على الآداب الآسيوية، هو وسيلة رائعة لاكتشاف السرْد والابتكار وعدم المطابقة الأسلوبية، حيث تملك الأعمال تلك - في معظمها - القدرة على إثارتنا، ببلوغ ذلك التجريب اللغوي من خلال الحياة اليومية، بالانتقال بين اللغات.

مضيفة أنه «احتكاماً إلى القوائم الطويلة والقصيرة لجائزة مان بوكر الدولية لهذا العام، والتي تضمَّنت عناوين من كوريا الجنوبية واليابان والصين وإندونيسيا والكونغو، فإن الصناعة ككل تستيقظ بكل تأكيد على حقيقة أن الكثير من معظم الكتابات الأصلية والمتميزة، يتحقق في هذه المناطق. استكشاف التمثيل السيئ من تلك الأعمال هو أيضاً وسيلة رائعة للبروز في سوق مزدحمة بالنسبة إلى الناشر. فعندما يسمع الناس بأننا نقوم بأول ترجمة في المملكة المتحدة للرواية التايلندية المعاصرة، فيسلزمون أماكنهم انتباهاً لتلك الأعمال».

موضحة «لقد وصلنا الآن إلى مرحلة الناس فيها سعداء ليس فقط لقراءة رواية مترجمة، بل هم يسعون إليها بشكل إيجابي»، واتفق مع ذلك الطرْح أحد مُشتري روايات «واترستونز»، كريس وايت؛ حيث أشار إلى أن «25 في المئة من أفضل 20 عنواناً من الروايات هي أعمال مترجمة، ولو تسنَّى نشر المزيد فأنا متأكد من أن هذه النسبة ستكون أعلى بكثير».

كسر الحواجز النفسية

وعودة إلى وايت، الذي قال، إن نمو روايات الجريمة الاسكندنافية «ساعد بالتأكيد على كسر أي حواجز نفسية، أو تصوُّرات مسبقة قد يحملها القرَّاء عن ترجمة الأعمال الروائية».

وأضاف «شعبية نالها أمثال ستيغ لارسون وجو نيسبو، جعلت الناس يدركون أن (المُترجَم) وبشكل تلقائي ليس على قدم المساواة؛ سواء الصعب أو الجدير من تلك الأعمال؛ ونتيجة لذلك، يُقبل القراء الآن على قراءة الروايات المُترجمة بكل وصْفيتها، وأنتِ كنتِ ترجِّحين أن تجدي عملاً مثل (صديقي الرائع)، و (المئوي الذي قفز من النافذة واختفى)، للكاتب السويدي يوناس يونسون، وغيرهما من الأعمال على قائمة أكثر الكتب مبيعاً؛ كما هو الحال مع (الفتاة في شبكة العنكبوت)، لديفيد لاجيرسارنتز، التي تصدَّرت القائمة في العام 2015، سواء للنسخ الورقية أو الإلكترونية».

وبالعودة إلى فياميتا روكو من «بوكر الدولية»، فإنها تعتقد أن هناك أسباباً للزيادة التي طرأت على مبيعات الأعمال الروائية المُترجمة: «مزيد من الناس يسافرون، وهناك عديد من القنوات التلفزيونية الأجنبية رفيعة المستوى في اطلاعها تأتي إلى هنا؛ علاوة على أن الناس اليوم يعبرون الحدود بسهولة أكبر بكثير. هناك بعض الكتَّاب من ذوي الحضور الماثل: كنوسغارد، موراكامي وفيرانتي. وهناك أيضاً دور النشر الصغيرة التي تم إنشاؤها للتعامل بشكل كلي تقريباً مع الروايات المترجمة، وهو الأمر الذي لم يكن كذلك قبل 15 عاماً».

وأشار تقرير فلود في «الغارديان»، بحسب ما وقفت عليه دار «نيلسن»، إلى أن اللغة الفرنسية لاتزال هي الأكثر شعبية من حيث الترجمة، ببيع 200 ألف كتاب في العام 2001، وأكثر من 400 ألف في العام 2015. لكن الكتب التي تُرجمت من 91 لغة في فترة الدراسة، كانت من الأفريكانية إلى اليديشية (لغة يهود أوروبا وقد نمت خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين من لغات عدة منها الآرامية والألمانية والإيطالية والفرنسية والعبرية. يتحدثها ما يقارب 3 ملايين شخص حول العالم، أغلبهم يهود أشكناز).

ظاهرة فيرانتي

«ظاهرة فيرانتي»، فيه إحالة إلى ظاهرة الروائية الإيطالية مجهولة الهوية، وهي من أبرز الأصوات الأدبية الإيطالية، ومن الأسماء الإيطالية الأجدر بالحصول على جائزة نوبل في الآداب، وتم اقتباس إصدارها الأول «الحب المزعج» ليظهر على الشاشة السينمائية، من إخراج ماريو مارتوني، لتأتي روايتها الثانية «أيام الهجران» وصدرت في العام 2002، وفاقت مبيعاتها 100 ألف نسخة وترجمت إلى 14 لغة عالمية، وتدور قصتها حول سيدة متزوجة وأم لطفل، تُصاب بصدمة هجر زوجها لها، دون مقدمات. تتضح لها أكثر من ظلمة وما يشبه الهاوية في ظل مصير مجهول لا أفق يدل على الخلاص منه. يضطرب كل شيء في حياتها. أول ذلك النظام... إيقاع الحياة... لحظات الفرح ولو كانت شحيحة لا تعرف طريقها إليها.

«ظاهرة فيرانتي»، ساعدت على زيادة مبيعات الروايات الأدبية الإيطالية، ارتفاعاً من 7000 نسخة في العام 2001 إلى 237 ألفاً في العام 2015، في حين ازدهرت الكتب الكورية أيضاً، ارتفاعاً من 88 نسخة في العام 2001 إلى 10191 في العام 2015، وفقاً لاستطلاع «نيلسن بوك».

وبحلول العام 2015، كانت اللغات الأكثر شعبية في الترجمة هي: الفرنسية والإيطالية واليابانية والسويدية والألمانية، بينما كانت في العام 2001، الفرنسية، البرتغالية البرازيلية والإسبانية والروسية والماندراين، وهي اللغات التي يتحدث بها الصينيون في المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية من جمهورية الصين الشعبية.

وأشارت «نيلسن» إلى أن «لغات القارة الهندية الفرعية كانت في ذروة الحضور مع عدد قليل من العناوين المنشورة من لغة الكانادا (إحدى اللغات الدرافيدية، من اللغات المنتشرة في الهند، وتحضر في ولاية كارناتاكا خصوصاً، وهي إحدى اللغات الرسمية فيها بجانب الهندية والإنجليزية)» وهناك انخفاض في عدد الروايات الهندية التي توافرت وهي ما بين 686 - 299 عنواناً».

ضوء على «بوكر»

يُذكر أن جائزة بوكر، بحسب الموسوعة العالمية «ويكيبيديا»، هي من أهم الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية باللغة الإنكليزية، وذلك منذ تأسيسها في العام 1968، وتُمنح لأفضل رواية كتبها مواطن من المملكة المتحدة أو من دول الكومنولث أو من جمهورية أيرلندا. ولها فرع يهتم بالرواية العربية وهي الجائزة العالمية للرواية العربية التي تم إطلاقها في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة (أبوظبي) في أبريل/ نيسان 2007.

الجائزة خاصة بالرواية حصراً، وهي تكافئ الروايات الستّ التي تصل إلى القائمة النهائية بعشرة آلاف دولار أميركي، بالإضافة إلى خمسين ألف دولار أميركي للفائز.

وتفرَّعت من الـ»بوكر» جائزتان عالميتان للرواية هما: جائزة بوكر الروسية التي تأسست العام 1992، وجائزة كاين للأدب الإفريقي في العام 2000.

غلاف «النباتي»
غلاف «النباتي»




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً