قال عمدة لندن المسلم المنتخب حديثاً صادق خان أمس الثلثاء (10 مايو/ أيار 2016) إن خطة المرشح الرئاسي الأميركي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب لحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، تعكس «رؤيته التي تتسم بالجهل بالإسلام»، ويمكنها أن تجعل العالم أقل أمناً من خلال «استعداء المسلمين المعتدلين الذين يشكلون التيار الرئيسي في الإسلام».

وكانت الحملة الانتخابية لترامب قد أعلنت لأول مرة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن هذا الملياردير، الذي اشتهر بأنه يدلي بتصريحات مثيرة للجدل، يدعو إلى «المنع الكامل والجامع لدخول المسلمين الولايات المتحدة»، وذلك في أعقاب هجوم إرهابي وقع في مدينة سان بيرناردينو بولاية كاليفورنيا، ورفض منذ ذلك الحين التراجع عن موقفه.

وصرح خان لصحيفة «إيفننج ستاندارد» اللندنية أن «وجهة نظر ترامب الجاهلة إزاء الإسلام يمكن أن تجعل بلدينا أقل أمناً، كما أنها تثير المخاطر باستعداء التيار الرئيسي المعتدل للمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما أنها يمكن أن يستغلها الإرهابيون لصالحهم».

وقال خان «إن هذا الأمر لا يتعلق بي وحدي، لأنه يخص أصدقائي وأسرتي وكل فرد يأتي من خلفية تماثل خلفيتي، في أي مكان بالعالم».

وأضاف إن «دونالد ترامب وهؤلاء المحيطين به يعتقدون أن القيم الغربية الليبرالية لا تتماشى مع الإسلام المعتدل، وقد أثبتت انتخابات عمدة لندن أنه على خطأ».

إلا أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب أشار إلى أنه سوف يستثني صادق خان من حظر مؤقت دعا إليه بهدف منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز».

ونقلت الصحيفة أمس الأول (الإثنين) عن ترامب قوله «ستكون هناك استثناءات على الدوام» وذلك رداً على سؤال عما إذا كان اقتراحه المثير للجدل سيطبق على خان وهو ابن لسائق حافلة باكستاني مهاجر وخياطة.

وقال ترامب إنه سعيد لفوز خان بالانتخابات ونسبت له الصحيفة قوله «القيادة دائماً هي أن تكون مثالاً يحتذى به وإذا أبلى بلاءً حسناً... فهذا أمر رائع».

وفاز خان (45 عاماً) وهو مرشح حزب العمال على خصمه من حزب المحافظين بفارق قياسي محققاً أكبر تفويض فردي في التاريخ السياسي البريطاني بعد حملة انتخابية أثارت جدلاً واسعاً.

وبعد فوزه اتهم خان خصومه باستخدام الخوف والتعريض لمحاولة تأليب المجموعات العرقية والدينية المختلفة على بعضها وقال «لقد استقوا هذا الأسلوب من دونالد ترامب».

وقال خان في مقابلة مع مجلة «تايم» إنه يود السفر إلى الولايات المتحدة للاطلاع على البرامج المشوقة لرئيسي بلدية نيويورك وشيكاغو لكنه ينبغي أن يفعل ذلك قبل يناير/ كانون الثاني تحسباً لفوز ترامب بالرئاسة الأميركية في الانتخابات المقررة في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني.