أصدرت السلطات الصينية المسئولة عن الإنترنت أمرا لمحرك البحث الصيني البارز " بايدو" بإصلاح أسلوب عملياته بعد أن توصل تحقيق إلى أن نتائج البحث التي يقدمها ضللت جمهور المستخدمين.
وقالت إدارة الفضاء الافتراضي الصينية أمس الاثنين إن " بايدو " اعتمد بشكل مبالغ فيه على الأرباح من الإعلانات التي ينشرها مع نتائج البحث التي يطلبها المستخدمون، كما أنه لا يصنف بشكل واضح هذه الإعلانات على أنها بهدف الترويج التجاري ".
وأضافت الإدارة إنه كنتيجة لذلك فإنه تم تجاهل " الموضوعية والحياد التي يجب أن تتسم بها نتائج البحث ".
وتم البدء في إجراء تحقيق حول نتائج محرك البحث بايدو المدفوعة الأجر الأسبوع الماضي، وسط موجة من غضب الرأي العام إزاء وفاة الطالب وي زي شي الذي كان يتلقى علاجا تجريبيا من مرض السرطان في مستشفى ظهر اسمه في مقدمة نتائج البحث عن المستشفيات المتخصصة في علاج هذا المرض.
واتهم وي علنا قبل وفاته وبعد تلقيه العلاج الشهر الماضي بايدو والمستشفى الثاني التابع لقوات الشرطة ببكين بالترويج لمعلومات طبية خاطئة .
وأوضحت إدارة الفضاء الافتراضي دون الدخول في تفاصيل أنه تبين للمحققين أن نتائج البحث على محرك بايدو أثرت على اختيار وي لنوع العلاج، وقال المحققون لبايدو أنه يتعين عليه إدخال تغييرات في مجالات عديدة.
كما بدأت السلطات الصينية المسئولة عن الصحة والتجارة تحقيقا حول ممارسات المستشفى، ولم تعلن بعد نتائج التحقيق.
ويعرض بايدو في نهاية شرح لموقع إليكتروني إعلاني مع وضع حرفين يشيران إلى أن هذا الشرح هو بغرض الترويج التجاري.
ومع ذلك يقول مستخدمو الإنترنت الغاضبون إن هذه الإشارة التي يستخدم فيها الحرفان ليست واضحة بما فيه الكفاية، كما أن " الناس العاديين " يقعون ضحية لها.
ويأتي التحقيق في أعقاب فضيحة حدثت في وقت سابق في كانون ثان/يناير الماضي، عنما اعترف بايدو بأن سمح لشركات الرعاية الصحية بأن تدفع مبالغ مقابل الحق في استضافة محافل إليكترونية تقدم المعلومات الصحية.
ويتمتع محرك البحث بايدو بوضع شبه احتكاري في الصين، التي تغلق الكثير من مواقع خدمات الإليكترونية على محرك البحث جوجل، بعد أن رفض جوجل الإذعان لطلبات بكين بأن يراقب المحتوى ذو الحساسية السياسية.
