تناول الفيلم البحريني القصير "شيلني وأشيلك" الحياة الاجتماعية والمعيشية للمواطن من خلال قصة ثلاثة إخوة، بعد رفع الدعم عن سلع أساسية كان يستندون عليها واعتادوها لسنوات، حتى جاءت أزمة انخفاض سعر البترول.
الفيلم القصير من إخراج السيد جعفر العلوي ومشاركة عدد من الممثلين منهم السيد محمود العلوي وعلي العويناتي ومحمد المسباح، وعرض الفيلم مؤخراً ولاقى استحسان المئات من الأشخاص الذين أشادوا بالكفاءات الشابة بهذا المجال.
ويبدأ الفيلم باجتماع لمدير شركة مأزوم بوضعها المتدهور، فيما طاقمه يعرض انخفاض الإيرادات وحالها المتردي، ليصل الحل (في ذهنه) بتسريح بعض الموظفين الذين قضوا عمرهم وضعف بصرهم وهم يرزحون تحت الخدمة. إنّه مفهوم الوقاية قبل العلاج في نظر بعض مسئولي شركاتنا ومؤسساتنا! المدير الممثّل (محمد المسباح) كان أنموذجا تمثيليا لتلك الفئة بهيئته الإدارية المُتْقَنَة.
وفي الجهة المقابلة هناك أبو جواد (محمود العلوي) أحد ضحايا التسريح، تصله رسالة إنهاء عمله لتبدأ معاناته، وهو كما يبدو رجل كبير في السن يضع على عينيه نظارة تحمل ثقل السنين وثقل الخدمة، وهو الأخ الأوسط الذي يمثل الطبقة المتوسطة من الكادحين، يفرح أولاً لأنه يظن بأنها رسالة ترقية كما أخبره المراسل "صادق"، إلاّ أنّ الموظف والمراسل كليهما يكتشفان بأنّهما خارج الزمن الوظيفي!
وتأتي نقطة التحوّل في الفيلم عندما يجتمع أبو جواد وأخاه عباس (علي العويناتي) ليقرّرا ترك منزليهما (شقّتان متجاورتان بالإيجار) وكأنّ المخرج يشير إلى أزمة أخرى غير أزمتي التسريح ورفع الدعم، ليضيف لهما صورة الأزمة الإسكانية، بل ويؤكدها في بيوت الحجارة والصفيح في مشهد آخر. ومن خلال مشهد الاجتماع بين الأخوين نرصد الحديث عن ارتفاع السكر لدى المواطن وكأنه متلازم مع ارتفاع الأسعار، وهكذا لخّص أبو جواد كلّ الحالة في تراجيديا إنسانية لا تخلو من كوميديا صارخة!
وينتقل المشهد فيما بعد حتى يوجد المقاربة التي اكتملت عند تصويب الكاميرا نحو الأخ الثالث (حميد) الساكن في منزل العائلة، وهو بيت قديم معدم يفتقر لأبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة، وبالتالي يبدو "حميدو" كأحد محتويات هذا البيت ومبعثراته، مهملاً بعيشته القاسية وأكله الذي يقتصر على الروب والخبز والخيار. ويمتدّ الإهمال من قبل أخويه -وخصوصاً أبو جواد- اللّذين تركاه لسنوات عدّة، وعند الحاجة كان "حميدو" هو الحل، لاحظوا بأنّ الحل هنا أيضاً ليس حلّا، لكنه الواقع الذي لا مفرّ منه.
ويستاء الأخوان من عيشة "حميدو" ونمطها، وأكله الذي لا يسمن ولا يغني من جوع إلاّ من اهتزازات بطنية تصيب (عباس) الذي يقرّر تغيير "الروب" إلى وجبة "سمك" لتكون الوجبة مدخلاً لحلٍّ آخر يقهر ظروف الأخوة الثلاثة، أبو جواد يقرّر الدخول في عالم بيع الأسماك والتجارة فيها، كما ويقرّر التضحية بأمله "جواد" ليكون معه في عمله الجديد غير عابىء بدراسة ابنه وتفوّقه. وهنا نقطة الحدث الختامي، ومغزى الفيلم عندما يقف الأخ الأكبر وبوعي وخبرة السنين بالمرصاد لتلك الفكرة التي أقحمت في عقول شبابنا، بأنّ "الزمن ليس زمناً للعلم والشهادات"، وإنما الصحيح هو أن الظروف والأزمات الاجتماعية والمعيشية لا تعني تخلينا عن قيمة العلم والطموح العلمي، لنغرس بتعاوننا فكراً إيجابياً جديداً يكرّس المبدأ قبل كل شيء ويفتح الأمل أمام حياة جديدة كريمة.
عمل رائع. استمتعنا لمدة ربع ساعة . شكرا لمجموعة ابعاد وبالتوفيق في الأعمال القادمة.
تحية للمثل القدير سيد محمود الماجد على أداءه المتميز خاصة في اكل البصلة
بتوفيق للجميع .....
روعه . كيف نصف عمل خرج من واقع ولا يزال نعيشه كواقع؟ رسالة هي إلى جميع الأطراف .وأرجو أن يتوقف هذا النشاط