اختتمت كوريا الشمالية أمس الإثنين (9 مايو/ أيار 2016) أول مؤتمر لحزبها الحاكم منذ 36 عاماً والذي شهد تتويجاً رسميّاً للزعيم كيم جونغ - أون الذي عينه المؤتمر رئيساً للحزب.
وصفق آلاف المشاركين في المؤتمر وقد ارتدى عدد كبير منهم الزي العسكري، بحماس شديد عندما أعلن رئيس الدولة كيم يونغ نام تعيين كيم في هذا المنصب، والذي يرسخ مكانته كزعيم أعلى للبلد المعزول.
وفي أول مرة منذ وصولهم إلى كوريا الشمالية الأسبوع الماضي، سمح للصحافيين الأجانب دخول قاعة المؤتمرات التي زينت برايات الحزب الحمراء التي رسم عليها شعاره وهو عبارة عن مطرقة ومنجل وريشة رسم باللون الأصفر.
وامتلأت صفوف القاعة بالرجال وعدد من النساء، وهم يرتدون بزات قاتمة، وبالعسكريين الذين زينت صدورهم الميداليات.
ومنح المؤتمر العام للحزب الذي يمثل عمليّاً أعلى هيئة للقرار في البلاد، منبراً للزعيم (33 عاماً) لترسيخ مكانته كوريث شرعي للدولة ذات الحزب الواحد التي أسسها جده كيم أيل - سونغ الذي حمل كذلك لقب زعيم الحزب.
وصرح الدبلوماسي الكوري الشمالي السابق كوه يونغ - هوان، الذي فرَّ إلى كوريا الجنوبية في 1991 بأن «منصب كيم الجديد يجعل من الواضح تماماً أن اجتماع الحزب بكامله لم يكن الهدف منه سوى ترسيخ شرعيته كزعيم جديد».
ودعي نحو 130 صحافيّاً أجنبيّاً لحضور المؤتمر، وخضعت تحركاتهم لرقابة مشددة، ولم يسمح لهم دخول قاعة المؤتمر إلا في اليوم الأخير.
وأعلنت السلطات إبعاد مراسل الـ «بي بي سي» بعد استجوابه لثماني ساعات بشأن تحقيق كتبه قبل بدء أعمال المؤتمر.
وأوردت «بي بي سي» على موقعها الإلكتروني أن المراسل روبرت وينغفيلد - هايز أوقف (الجمعة) الماضي عندما كان في مطار بيونغ يانغ يستعد للصعود إلى الطائرة لمغادرة البلاد مع زميلين له من الهيئة.
وصرح مسئول من لجنة السلام الوطني في كوريا الشمالية «لن نسمح له مطلقاً بالعودة إلى البلاد لتغطية أية أحداث».
وإضافة إلى ترقية كيم إلى منصب زعيم الحزب، فقد أكد المؤتمر رسميّاً عقيدته للتنمية الاقتصادية والنووية.
وتبنى المؤتمر أمس الأول (الأحد) بالإجماع تقريراً قدمه كيم للحزب أكد ضرورة تعزيز ترسانة البلاد النووية «كمًّا ونوعاً».
وأجرت كوريا الشمالية تجربتين من أصل أربع تجارب نووية في ظل قيادة كيم آخرها في (يناير/ كانون الثاني) زعمت خلالها أنها أجرت تجربة على قنبلة هيدروجينية قوية، وهو ما شكك فيه خبراء.
كما أقر المؤتمر المبدأ السياسي الذي كان كيم أعلنه اليوم نفسه والمتعلق بموجبات استخدام السلاح النووي، وكذلك سياسة العمل على توحيد شبه الجزيرة الكورية المقسمة.
من جانبه، حذر كيم في تقريره الذي تبناه المؤتمر من أنه «إذا اختارت السلطات في كوريا الجنوبية الحرب... فسنخوض حرباً لا هوادة فيها للقضاء على القوى المناهضة للتوحيد».
العدد 4994 - الإثنين 09 مايو 2016م الموافق 02 شعبان 1437هـ