العدد 4994 - الإثنين 09 مايو 2016م الموافق 02 شعبان 1437هـ

الأحزاب التقليدية تكرس نفوذها في الانتخابات البلدية في لبنان

فشل المجتمع المدني في تحقيق أي خرق في الانتخابات البلدية في بيروت، بسبب تدني نسبة الإقبال على الاقتراع، وتكتل الأحزاب التقليدية الكبرى التي تخطت انقساماتها السياسية وتحالفت ضد مرشحين مستقلين ناقمين على أدائها في السلطة وفسادها.

وعلى رغم فوز اللائحة الممثلة للطبقة السياسية بكامل مقاعد بلدية بيروت وفق النتائج الأولية غير الرسمية، فإن محللين ومرشحين على اللائحة المنافسة يعتبرون أن ممثلي المجتمع المدني تمكنوا من إثبات حضورهم على الساحة السياسية وفرض أنفسهم من خارج الاصطفافات السياسية.

وقبل ساعات من صدور النتائج الرسمية المتوقعة أمس عن وزارة الداخلية اللبنانية، استبقت لائحة «البيارتة» التي تضم ممثلين عن الأحزاب الكبرى والمدعومة بشكل رئيسي من تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أحد أبرز قيادات قوى 14 آذار، النتائج الرسمية بإعلان فوزها بكامل مقاعد المجلس البلدي في بيروت.

وخاضت هذه اللائحة الانتخابات في مواجهة لائحة «بيروت مدينتي» التي انبثقت خصوصاً من المجتمع المدني ولم تكن مدعومة من أية جهة سياسية. وهي تجربة أولى من نوعها في لبنان المعروف بسطوة الأحزاب والعائلات والطوائف على الحياة السياسية.

وضمت «البيارتة»، إلى جانب ممثلين عن حزب القوات اللبنانية، حليف تيار المستقبل المسيحي، ممثلين عن التيار الوطني الحر، حليف حزب الله المسيحي والخصم الأبرز لتيار المستقبل في السياسة، وعن حركة أمل التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري.

وتجرى الانتخابات البلدية في لبنان كل ست سنوات. وشهدت منطقة البقاع في شرق لبنان انتخابات محلية أمس الأول (الأحد) أيضاً لم تحمل مفاجآت على صعيد تكريس نفوذ الأحزاب وزعماء الطوائف في المدن الكبيرة، مع تداخل هذا النفوذ مع الصراعات العائلية في القرى والبلدات الأخرى.

وهي عملية الاقتراع الأولى التي تجرى في لبنان منذ العام 2010، إذ لم تنظم انتخابات برلمانية منذ العام 2009، وتم التمديد مرتين للبرلمان الحالي نتيجة الانقسامات الحادة على خلفية الأزمة في سورية المجاورة. ولم ينجح البرلمان في انتخاب رئيس جديد للجمهورية على رغم مرور سنتين على شغور المنصب.

ويتبادل التيار الوطني الحر وتيار المستقبل الاتهامات بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، إذ يتبنى الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، رافضاً تأييد زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون الذي يحظى بتأييد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، حليف الحريري. كذلك لا يبدو بري، رغم تحالفه مع عون، متحمساً لتأييده كمرشح رئاسي.

وتؤدي هذه الانقسامات الى شلل شبه معمم في إدارات الدولة، إلى جانب تعطيل الانتخابات، لكنها لم تمنع الأطراف الأربعة من الالتقاء بشأن لائحة واحدة في الانتخابات البلدية في بيروت.

العدد 4994 - الإثنين 09 مايو 2016م الموافق 02 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً