إن محبّة أنفسنا هي المبدأ الأول لكلّ ما يتعلّق بحياتنا، فدون محبّتنا لأنفسنا، من الصعب أن نحبّ الآخرين أو أن نعطي، أو حتى نحقق ما نصبو إليه. وربما تعتقد أن حبّ الذات أنانيّة، لكن لا يمكنك حب الآخرين إن لم تحبّ نفسك. إن رؤية الخير في أنفسنا هي الطريقة الوحيدة كي نرى الخير في الآخرين، بحسب تقرير نشره موقع "الاقتصادي" الاماراتي اليوم الاثنين (9 مايو/ أيار 2016).
وفيما يلي 11 طريقة تساعدك في تعزيز ثقتك بنفسك ومحبّتها.
تحمّل مسؤوليّة ما تشعر به.
من أكبر الأكاذيب التي تسمعها من الناس هي: “لقد أغضبتني”، أو “أحزنتني”، أو”أحبطتني”، أو أنك تسببت له بأي شعورٍ آخر.
إذا انتبهت إلى عواطفك في علاقاتك مع الآخرين، ستكتشف أنّ مصدر شعورك بالبؤس أو السعادة أو الاطمئنان على سبيل المثال، ليس سلوكَ الآخرين، بل ردّات فعلك أنت تجاه سلوكهم وكيفية تقبّلك لها.
عندما تكون ردة فعلك حيال سلوكٍ غير محب بدر من أحدهم هي الغضب، أو المقاومة، أو الانسحاب، فسينتهي بك المطاف للشعور بالاكتئاب والتوتر والقلق. وعلى مستوىً أعمق، قد يتسبب لك سلوكهم بالحزن، أو الشعور بالوحدة، أو الجرح، لكن بإمكاننا كبالغين أن نتعلّم كيف نتحكم بهذه المشاعر المؤلمة.
اعلم أنّ مشاعرك تنبع من داخلك لا من العالم حولك، فتحكّم أنت بها.
على سبيل المثال، إذا غضبت بسبب أمرٍ قام به أحد أصدقائك، من واجبك أن تسأل نفسك أوّلاً إذا كنت فعلاً تريد أن تختار الغضب كردّة فعل على ما صنعه صديقك. فإذا كان الجواب “لا”، اسأل نفسك إذا كان غضبك مُبرّراً، مثلا: “هل أنا فعلاً غاضب بسبب سلوك صديقي أم أنني غاضبٌ من أمر آخر وأنفّس عن هذا الغضب في وجه صديقي؟”.
إذا كان الجواب أنك غاضب من شخص أو أمر آخر، فأنت بحاجة إلى دراسة مشاعرك قبل أن تسمح لها بالانفجار في وجه صديقك. وإذا اكتسفت أنك فعلاً غاضب من صديقك، أمامك حلّان: إما أن تصرخ في وجهه، أو أن تكون لطيفاً وتعبّر عن غضبك بهدوء ورفق وإخبار صديقك بأنك انزعجت من سلوكه، والقرار عائدٌ إليك في اختيار ردة فعلك، لكن تذكّر دائماً أن سلوكك يعبّر عنك.
لا تسمح للآخرين بالتلاعب بمشاعرك. انهض في الصباح وقرّر أن تستمتع بيومك، فإذا قابلك زميلك في العمل مثلاً بكلامٍ لاذع، لا تأخذ الأمر بشكلٍ شخصيّ، فكلامه ينبع من داخله، فقد يكون سببه تشاجره مع زوجته في الصبح، أو شعوره بالنقص، أو غيرته من نجاحك، وكل هذه الأمور تتعلّق به لا بك، وسلوكه يعبّر عنه لا عنك.
تعلّم أن تقول “لا” عندما لا تريد فعل أمرٍ ما.
إنّ رفضك فعل الأمور التي لا ترغب بها ليس سلوكاً أنانيّاً ولا عدوانيّاً، بل جزءٌ من اهتمامك بنفسك ومحبّتك لها.
يصعب على معظمنا رفض دعوةٍ أو مشروع أو طلبٍ من أحدهم، لكن من الخطأ أن ندع شعورنا بالذنب يملي علينا حياتنا المهنية والشخصية. إن أحد أسباب ابتعادنا عن قول “لا” هو رغبتنا بأن نكون محبوبين ومرغوبين من الآخرين. لا نريد أن نؤذي مشاعر من حولنا وأن يعتبرنا الآخرون غير متعاونين، لذا نقول “نعم” لكثيرٍ من الأمور التي لا نود فعلها أو ل نريدها بسبب شعورينا بالذنب من قول “لا”.
يمكنك المجاملة بين الحين والآخر، لاسيّما عند التعامل مع أشخاص مقرّبين جداً، كما يمكنك الوصول معهم إلى حلٍّ يرضي جميع الأطراف، لكنك لست مضطراً للقيام بالأعمال التي بإمكانك وضمن سيطرتك أن ترفضها.
أحبّ نفسك، وارفض بلطف عندما يكون الخيار متاحاً أمامك، ولست مضطراً لتبرير رفضك.
استخدم كلماتٍ إيجابية فقط للتحدّث عن نفسك
إذا كنت تخبر نفسك طيلة الوقت أنك فاشل على سبيل المثال، فسوف تصبح فاشلاً مع الوقت. وإذا كنت تدعو نفسك بالغبي أو السفيه أو غيرها من الكلمات السلبية، فسوف يستمع عقلك الباطن إلى ما تقوله ويسجّله، وستقتنع بهذه الأوصاف السلبية لاشعورياً وتتحوّل إلى غبي وسفيه وكل ما وصفت به نفسك. انتبه إلى الكلمات التي تستخدمها لوصف نفسك وحياتك، فعقلك الباطن لديه القدرة على تحويلها إلى حقيقة.
وسوف يؤمن الآخرون دون شك بما تؤمن أنت به وتخبرهم به عن نفسك. فإذا استمرّيت بوصف نفسك بالغبي، سيؤمن من حولك بأنّك غبي. وإذا لم تشعر بالجمال ووصفت نفسك بالقبيح، فلن يراك أحدٌ جميل المظهر. وطبعاً، لا تكن مغروراً وتمضِ الوقت وأنت تتحدّث عن نفسك وتمتدحها، لكن مثلاً خلال لقاءٍ وظيفي، لا تستخدم أيّ كلمةٍ سلبية لتصف نفسك. وعندما يخبرك أحدٌ أنك أنيق على سبيل المثال، تشكّرهم بتواضع دون أن تشكّك فيما يقولون أو تذمّ مظهرك.
تناول فقط ما تؤمن بأنه يفيد جسدك
إن اهتمامك بالأصناف التي تأكلها جزءٌ أساسيّ من محبتك لجسدك ونفسك، إذ أنّ من شأنه أن يُحسِّن جميع جوانب حياتك، وليس فقط صحّتك. فعندما تنخفض نسبة السموم في جسدك بفعل تناولك الخضار والفواكه على سبيل المثال، يتحسّن مزاجك العام، وبالتالي تزداد إنتاجيّتك، وترتفع معنويّاتك.
فضلاً عن ذلك، فإن شعورك بالخفة والنقاء في جسدك، يشعرك بالثقة، ويحسّن تناول الطعام الصحيّ بشرتك وشعرك، وسيرى الناس آثاره الإيجابية عليك.
مارس التأمُّل ولو لدقيقتين كلّ يوم
إذا بدأت تسمع صوتاً داخلك ينتقدك ويقول لك أنك “فاشل” و”غير محبوب” و”غبي”، أو على الأقل ينتقد تصرّفاتك، فتذكّر أنك أنت سيّده وأصمته. توقّف عن لوم نفسك والتحسّر والغضب من نفسك، لأنّك في نهاية المطاف سوف تكره نفسك.
يساعد التأمّل على تصفية الدماغ والتخلّص من المشاعر السلبية التي تسبّب الضغوط النفسية. عند انتهائك من التأمل ولو لدقيقة، ستشعر بالإيجابيّة وبتجدّد طاقتك.
رتّب المكان حولك
يساعد ترتيب المكان من حولك في تخفيف الضغط النفسي والتخلص من الاكتئاب. وبحسب دراسة أجرتها مجلة “Personality and Social Psychology Bulletin”، فإن النساء اللواتي وصفن منازلهن بالـ”فوضوية” أو “مليئة بالمشاريع غير المكتملة”، كانوا أكثر اكتئاباً وإرهاقاً، ولديهم مستويات أعلى من هرمون التوتر، الكورتيزول، مقارنةً بالنساء اللواتي وصفن منازلهن بالـ”مرتّبة” و”المريحة”.
كما أن الفوضى تشتت الأفكار، وتؤكد الأبحاث أنها تؤثر في قدرة المرء على التركيز، إذ أن النظر إلى أشياء كثيرة في وقتٍ واحد يزيد الحمل على مركز البصر، ما يؤثر في قدرة الدماغ على معالجة المعلومات، وذلك بحسب “مجلة نوروساينس”.
إن ترتيب مكتبك أثناء العمل يجعلك أكثر إنتاجيّة، ما يعني أنه بإمكانك إنجاز المهام خلال وقتٍ معقول وبكفاءة أكبر، والعودة إلى المنزل باكراً. وهذا يعني أنه لديك المزيد من الوقت لممارسة التمارين الرياضية، وتجهيز وجبة طعام صحيّة، والاسترخاء، والنوم.
أنت تستحق بيئة أفضل للعيش فيها، وتستحق أن تعمل في مكان تستمتع عيناك عند النظر إليه، وهذا من أقل حقوقك على نفسك، فلا تهمل محيطك وحافظ على أناقته.
اشترِ فقط الملابس التي تريحك وتجعلك تشعر بالجمال والتميُّز
انس أمر اتباع الموضة. تعتمد دور الأزياء على إصدار موضاتٍ جديدة كلّ موسم بهدف جني المزيد من الأرباح والحفاظ على أرباح عالية. أنت من تقرر ماذا تحب أن ترتدي، سواءً بهدف الراحة أم الجمال. لباسك يعبّر عن شخصيّتك، فارتد ما يجعلك تبدو جميلاً عندما تنظر إلى انعكاس صورتك في المرآة، وما يجعلك لا تشعر بأنك مقيّد أو غير واثق من نفسك. الهدف هنا هو إسعاد نفسك لا الحصول على إعجاب الآخرين وإطرائهم، وتأكّد أنك عندما تشعر بالجمال، فسوف ينعكس ذلك الشعور على الآخرين ويجعلهم يرون لباسك جميلاً.
انظر إلى نفسك في المرآة وامتدح مظهرك وإنجازاتك
لماذا نمتدح الآخرين طيلة الوقت وننسى أن نمدح أنفسنا؟ كثيرٌ منا لا يحدّث نفسه إلا لجلدها وتأنيبها. وإذا استمرّيت بإخبار نفسك أنك قبيح، أو غبي، أو غير محبوب، أو فاشل، فمع الوقت ستقنع عقلك الباطن بذلك وتصبح كلّ تلك الصفات.
كلّ صباح، قف أمام المرآة وقل لنفسك “أنا أحبّك وأتقبّلك، بجميع صفاتك”، و”أنا واثق من نفسي وذكي وناجح”، و”سيكون هذا اليوم عظيماً ومليئاً بالإنجازات”، و”أنا موهوب وأثق بقدراتي”، و”أنا جميل وفخور بمظهري”، و”أنا أحقق جميع أحلامي”، وما إلى ذلك من العبارات الإيجابية.
لست مثالياً، وذلك يجعلك شخصاً مميّزاً. لست بحاجةٍ لأن تكون نسخةً من أيّ أحد، ولست بحاجةٍ إلى إعجاب وإطراء أحد. كن راضياً عن نفسك، وتذكّر أن هفواتك جزءٌ من شخصيّتك، فاستمتع بها.
مارس المشي وحدك لمسافة بعيدة نسبياً
إذا لم تستمتع أنت بالمشي مع نفسك، فلا تتوقّع من الآخرين أن يستمتعوا بذلك. وأثبتت الدراسات أنّ المشي وحدك، لاسيّما في الصباح، يقلل الإجهاد ويحفّز إفراز هرمون السعادة “سيروتونين”. استمع للموسيقى وأنت تمشي، وحاول المشي بسرعة بهدف تحفيز إفراز السيروتونين في الدماغ.
كما يجعلك المشي في الصباح تفكّر بإيجابيّة خلال اليوم، ويفقدك الشعور بالوحدة، بل يعلّمك الاستمتاع بصحبة نفسك. فضلاً عن ذلك، فإن تشجيع الدورة الدمويّة يعطيك طاقةً لبقيّة يومك، ويُعدّ من أفضل التمارين اليومية.
كن مِعطاءً وكريماً، ولا تنتظر المقابل
إن صنع جميلٍ لأحدهم لا يعني أنه سوف يكافؤك عليه لاحقاً، فربّما يجحد به ويطعنك في ظهرك. افعل خيراً لأنّك خيّر، لا لأنك تتوقّع أيّ شيءٍ من أحدهم، فإذا توقعت المقابل، سوف تُصابُ بالإحباط، وربما يؤدي بك الأمر إلى عدم السخاء أو المساعدة في المستقبل.
تأكّد أن عمل الخير لا يضيع، وستُكافأ عليه بشكلٍ أو بآخر، لكن ليس بالضرورة من الشخص الذي أحسنت إليه. فعلك الخير بنيّة صافية يعود عليك بالخير، فربما يدفع عنك ضراً لم تعلم به، أو تحصد ثماره بعد أعوام، أو يعود عليك بالرزق الكثير، والسعادة، والصحة. لذا، فأنت تفعل الخير لنفسك في نهاية المطاف، لا للآخرين.
أعطِ المال لمن تجد أنه بأمس الحاجة إليه. استمع لشكوى شخص حتى إن لم يكن باستطاعتك المساعدة أو حل مشاكله. اعتذر عندما يلزم ذلك. سامح من أساء إليك. أعطِ العلم بسخاء وانشر الحكمة. امتدح من حولك دون نفاق. ارفع معنويّات من حولك. افعل كلّما تراه خيّراً لأنك تستحق ذلك ولأنّ القويّ الغنيّ هو من يُقَدِّم للآخرين.
تجنّب الدراما مهما كان الأمر ملحاً من وجهة نظرك
تهدر الدراما الوقت، والطاقة، والمشاعر، والفرص، والعلاقات، والكثير غيرها. لا أحد يتمنى حدوثها، سواءً في المنزل، أم في مكان العمل، أم في أيّ مكانٍ آخر.
وليس بالضرورة أن تشمل الدراما الصراخ والعويل الذي نراه على التلفاز، لأن معظمنا أذكى من ذلك. للدراما أشكال مختلفة، تتضمّن الاستفزاز، والتسلّط، والغيبة، والتخريب، والغش، والكذب، والخداع، والتحجيم، والتحريف، والنميمة، والخيانة، والسرقة، وحجب الحقيقة، وكثرة الشكوى، والتحزّب، والانتقام، واللّوم، وغيرها الكثير.
تشعرك الدراما بالاستنفاذ والسلبية والإحباط، وتتسبب بالضغوط النفسية والعصبية، وبالتالي الإحباط وعدم الرغبة في الإنجاز، وعدم الاستمتاع بمواقف الحياة المختلفة. لذا، تجنّبها ما استطعت، ولا تقحم نفسك فيها مهما وجدت الأمر ملحاً.
موضوع مميز