العدد 4993 - الأحد 08 مايو 2016م الموافق 01 شعبان 1437هـ

قتل مراهق يمني بتهمة الإلحاد يثير انقساماً حول حرية المعتقد

أثارت عملية قتل فتى يمني متهم بنشر تغريدات «إلحادية» نقاشاً ساخناً في اليمن حول حرية التفكير والاعتقاد في وقت يشهد البلد حرباً أهلية منحت الجماعات المتطرفة السنية والشيعية على السواء، سلطة بديلة عن سلطة الدولة المنهارة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (9 مايو / أيار 2016).

وقتل عمر با طويل (17 سنة) نهاية الشهر الماضي بعد أيام من تلقيه تهديدات على خلفية نشره تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبرها متشددون إلحادية.

وفيما انقسم الشارع اليمني بين مستنكر ومؤيد للقتل خارج القانون لمن يتهم بالإلحاد، إلا أن التحقيقات لم تكشف بعد عن هوية قتلة با طويل الذي وجد ليل 25 نيسان (أبريل) الماضي ينزف جراء إصابته بثلاث طلقات واحدة منها في الوجه، ليفارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى.

واستفزت الجريمة الناشطين الليبراليين الذين أعلنوا على مواقع التواصل الاجتماعي ما أسموه حرب

أفكار يخوضونها ضد التطرف والإرهاب. وتقول الناشطة الدكتورة أروى أحمد لـ «الحياة « أن اغتيال با طويل جعل العلمانيين في مرمى «سيوف القتلة والإرهابيين»، مشيرة إلى أن اغتيال با طويل «سيعجل الحراك المدني ويدفع القوى اليمنية الحية إلى تأسيس نظام سياسي اجتماعي يحترم حياة الإنسان وحقه في الاعتقاد».

لكن فاطمة الناخبي (21 عاماً) وهي صديقة وقريبة للضحية قالت لـ «الحياة» إنها وعلى رغم علمها بالتهديدات التي تلقاها با طويل إلا أنها لا تستطيع أن تجزم بأن قتلة قريبها متطرفون إسلاميون بالضرورة.

وتطرح الناخبي مختلف فرضيات مختلفة ومنها مقتل با طويل على يد أشخاص غير متدينين، ناقلة عن مصدر أمني قوله إن «مرتكب الجريمة لا يبدو محترفاً، وربما كانت هذه جريمته الأولى، فبدلاً من ترك الضحية تنزف بعد 3 رصاصات كان يمكن للقاتل لو كان ارهابياً محترفاً أن يكتفي برصاصة واحدة تفنيه فوراً».

وعلى رغم وجود تغريدات على صفحة الضحية على موقع «فايسبوك» تشي بأنه لا ديني، إلا أن الناخبي تقول إنه كان يــــؤدي الفروض الدينـــية وحفظ 17 جزءاً من القرآن، ومعروف عنه تصوفه وتضيف «كان يخبرنا دائماً أن الله رحيم وأن هذه الحياة كلها مسخرة لسعادتنا».

والواقع أنه يؤخذ على العلمانيين اليمنيين افتقارهم للرؤيا العميقة وعدم الانسجام في الموقف، ويتهمهم خصومهم بالبحث عن الشهرة من خلال المجاهرة بآراء صادمة، إضافة إلى تأييد بعضهم للعنف ومنه مثلاً الانقلابات المسلحة.

ويقول الباحث معن دماج لـ «الحياة» «صحيح أن الحرب الأهلية والطابع الطائفي الجهوي لانقلاب الحوثيين عززا الفرز على أساس طائفي ما قبل وطني وأضعفا التيارات العلمانية الضعيفة أصلاً، والمفتقرة لإرادة الكفاح، إلا أن الحراك الذي أفرزته الاحتجاجات الشعبية في 2011 سمح وسيسمح بتشكيل تيارات ثورية أكثر ديموقراطية».

ويتفق دماج وأروى على أن قطاعات شعبية واسعة صارت تعي العواقب الوخيمة لتسلط الجماعات الدينية في وقت سجلت حوادث قتل خارج القانون بتهمة الردة عن الإسلام وصدرت فتاوى تكفير بحق كتاب وناشطين.

ويقول ياسر السباحي (40 عاماً) لـ «الحياة» إنه ترك منطقته في محافظة البيضاء وانتقل إلى صنعاء بعد تهديدات تلقاها من متشددين.

ووفق الناشطة المدنية بلقيس أحمد فإن مجتمعاً محافظاً ومتشبثاً بالدين مثل المجتمع اليمني بحاجة إلى عقلنة التدين إولاً. وتؤكد أحمد أهمية تهيئة المناخات اللازمة للتحول إلى العلمانية والمدنية، مشيرة إلى أن هذا الأمر يتطلب اهتماماً بنوعية التعليم والإعلام وحرية التعبير.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 5:47 ص

      حتى الشيخ عبد الحميد كشك في مقتل الامام الحسين ع لا يستطيع ذكر جيش من كان من الحكام و اي حاكم متهم و المعركه بين من كلن الحسبن ومن هذا يحتاج فتح باب اجتهاد لا تسطيع ان تذكر الحكام الاسلامين عصورهم و ماذا فعلو في اهل البيت ع

    • زائر 7 | 5:46 ص

      والله ما يلام من كثر ما يجوف الفساد والحروب والذبح في الدول الاسلامية ودول الكفر يعم الامن والسلام
      مراهق يعني للحين عقله صغير مردها الدنيا تعلمه ويرجع لطريقه
      الحين الي قتلوه من اهل الجنه هم !!

    • زائر 6 | 5:39 ص

      سيدي الفاضل لا يحتاج الاستهزاء نحنو امام فتنه عالمية تتهم فيها الاسلام

    • زائر 4 | 4:55 ص

      المثقفين في مصر فتحو الموضوع اب ابرهيم عسيى و كثير الحسيني في NO الفضائية و و قناة القاهر والناس

    • زائر 3 | 4:51 ص

      نمره 1 و 2

      تعال عورت راسنا ويا السيسي وكتاب التراث ،،،، ليكون عبالك السيسي ملاك ؟ وما أدري أي كتب التاريخ تقصد ؟هل كتب و قصص جحا ! أو كليله و دمنه ؟ أعقل حبيبي الله يرضى عليك.

    • زائر 2 | 4:37 ص

      نحنو محتاجين الى تجديد ديني كما قال الرئيس السيسي امام شيوخ الازهر والله لأحاججكم يوم القيامه امام الله على كتب التراث لا يعقل مليار ونصف مسلم بكتب التراث الدم والحرق والقتل والسيف يحارب 7 مليارات من البشر من الديانات المتعدده... هذا كلام منطقي ل الرئيس السيسي و يدعو علماء الازهر فتح باب الأجتهاد في العقيده و الفقة و السيرة وتصحيح السيرة و القصص ونصوص الاحاديث المشكله .. عند علماء المسلمين هذا خط احمر ... لكن الرئيس السيسي قال يجب نخرج من عالمنا و ننتقد الذات ونعدل تاريخنا الدموي التراثي القديم

    • زائر 1 | 3:40 ص

      علماء المسلمين بكل مذاهبهم يرجعون الى كتب التراث الغلط لا يوجد حكم الردة و المرتد في الاسلام .. الدليل ان الله يقول في القران يذكر ان عدة مرات يرتد و يدخل الاسلام كيف ان من اول مرة لم يقتل.اتركو الخزعبلات و المعتقدات الخرافيه حتى سلمان رشدي قال انا اخذتو من كتب التراث الاسلامية الايات الشيطانية صاحب الفلم الذي ضد النبي ص اله اخذ من كتب التراث الاسلامي داعش و القاعده يستندون اعمالهم الوحشيه بدليل كتب التراث الاسلامية..يعني نحتاج كما قال الرئيس السيسي الى تجديد فكري جذري نعالج الخلل عندنا بكتبنا

    • زائر 10 زائر 1 | 7:58 ص

      امانة

      ارى علماء ش يمتلكون الشجاعه بان يعترفو بالحاجه للتنقيح والتصحيح وترك ما لا يتناسب مع القرآن وسنة رسوله واهل بيته ونتمنى ان يحذو حذوهم باقي المذاهب التي تكفر وتسخف وتسفه عقائد الاخرين دون دليل عقلي ولا نقلي

اقرأ ايضاً