اتخذ سباق الرئاسة الأميركية منحىً فضائحياً، إذ استحضر دونالد ترامب الذي يسعى إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، المغامرات الجنسية للرئيس السابق بيل كلينتون، حيث وجه هجومه على زوجته هيلاري الطامحة إلى الظفر بترشيح الديمقراطيين واتهمها بـ"التواطؤ في خيانات زوجها"، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (9 مايو/ أيار 2016).
وقلّل ترامب من أهمية توحّد الجمهوريين وراءه، قبل الاقتراع في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، معتبراً أنه سيخلف الرئيس باراك أوباما بأصوات ناخبي المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز. وكان الرئيس الجمهوري لمجلس النواب بول ريان أعلن أنه ليس مستعداً لدعم ترامب، لينضم بذلك إلى لائحة طويلة من المترددين في دعم البليونير النيويوركي، بينهم الرئيسان السابقان جورج بوش الأب والابن، والمرشحان السابقان للرئاسة ميت رومني وجون ماكين. كما أن خصمين سابقين لترامب في سباق الرئاسة، هما حاكما ولايتَي فلوريدا جيب بوش وساوث كارولاينا السيناتور ليندسي غراهام، أعلنا أنهما لن يدعماه.
وعلّق قطب العقارات: «كان من الأفضل لو أن (الحزب الجمهوري) كان موحداً، لكنني لا أعتبر أنه يجب أن يكون موحداً، بالمعنى التقليدي للكلمة». وأضاف في مقابلة مع شبكة «إي بي سي»: «سأنال أصوات ملايين الأشخاص من معسكر الديمقراطيين. سأحصل على أصوات ناخبي ساندرز، لأنهم يحبونني في موضوع التجارة»!
وطرح ترامب فكرة رفع الضرائب التي يسددها الأثرياء، متراجعاً عن اقتراح سابق بخفض الضرائب على جميع الأميركيين. ودعا إلى «حماية الطبقة الوسطى»، معلناً تحبيذه زيادة الحد الأدنى للأجور. واستدرك أنه يفضّل أن يترك القرار في هذا الصدد لكل ولاية.
وحاول ترامب الالتفاف على المأزق الجمهوري، بشنّ هجوم عنيف على بيل كلينتون، إذ اعتبره «أسوأ معتدٍ على النساء في تاريخ السياسة». ورأى أن هيلاري «متزوجة من رجل ساهم في معاناة نساء كثيرات»، واتهمها بـ «التواطؤ» معه، وزاد: «كانت شريكته وعاملت النساء في شكل مروّع. أُهينَت نساء، ليس من جانبه بل لكيفية تعاملها معهنّ».
ويحاول قطب العقارات تعزيز مكانته بين النساء، في ظل هجوم مركّز عليه، من كلينتون والسيناتور الليبرالية إليزابيت وارن التي وصفته بـ "الضعيف" و"البلطجي" و"محتقر المرأة". وكان ترامب أطلق خلال حملته الانتخابية، تصريحات مهينة في حق مايغن كيلي، وهي مذيعة في شبكة «فوكس نيوز»، وأخرى تدعو إلى معاقبة المرأة إذا أجهضت. كما رفعت زوجة سابقة له شكوى ضده، بحجة أنه اغتصبها، ثم تراجعت.
ويواجه ترامب وضعاً صعباً أمام كلينتون، إذ تتقدّم في ولاية كارولينا الشمالية بفارق عشر نقاط، كما يتعادلان في ولاية جورجيا التي تصوّت تاريخياً للجمهوريين. لكن هيلاري تواجه صعوبة في حسم ترشيح الحزب الديمقراطي، إذ يُرجّح أن تخسر في ولاية غرب فيرجينيا أمام ساندرز غداً.
وكان لافتاً أن الأخير لمّح إلى استعداده لقبول موقع نائب الرئيس، إلى جانب كلينتون، مشيراً إلى أنهما يمكن أن يناقشا الأمر بعد المؤتمر الحزبي المرتقب في يوليو/ تموز المقبل.