بعض الصور تقف أمامها وأنت أبكم. تخرسك فلا تقوى على التعليق عليها ولو بكلمة. بعضها يحفزك على الكلام حتى تشعر وكأنك أمام نهرٍ متدفقٍ تغرف منه ما تشاء.
الصورة التي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي لإحدى الإعلاميات السوريات حديثاً مثال على النوع الأول للصور. تأملتها طويلاً كي أستطيع التعليق عليها بكلمة واحدة ولم أستطع.
كانت صورة سيلفي لها ومن خلفها جثث لقتلى من أبناء شعبها. التقطتها بابتسامة وهي بكامل زينتها، بينما الجثث خلفها مشوهة ومحروقة. وأياً كان شكلها أو شكل الجثث من خلفها، فلن تستطيع تصديق ما تراه عيناك، خصوصاً أن لهذه الإعلامية كثيراً من التصريحات بشأن الإنسانية، وحق الشعوب في العيش الكريم والثورة على الأنظمة الفاسدة.
الصورة التقطت بعد حوادث حلب الأخيرة. الحوادث التي راح ضحيتها 279 مدنياً في مدينة حلب جراء القصف الجوي الحكومي منذ 22 أبريل/ نيسان منهم 155 في مناطق خاضعة للمعارضة و124 في أحياء تسيطر عليها الحكومة، حسبما نقلته «رويترز» عن المرصد السوري وقت كتابة هذا المقال. وأمام هذا العدد وهذا الدمار، لا مبرر لأن يقوم إعلامي بتمجيد القتل والتشفي بالقتلى لأنه يدعم هذه الجهة أو تلك.
منذ اندلاع ثورات الربيع العربي والوقائع تكشف ازدواجية التفكير لدى بعض الإعلاميين واحداً تلو الآخر. ذات الإعلامي الذي يمجّد الثورة هنا، يعيب على شعب هناك مطالبته بحقه. ذات الاعلامي الذي يبحث عن مبرّر لحاكم هنا في ظلمه شعبه، يصرخ بأعلى صوته بشأن دكتاتورية حاكم هناك وينادي بالقصاص منه.
يذكروننا بالممثلين على خشبة المسرح سابقاً، حين لم تكن التكنولوجيا كما هي اليوم، فكان الممثل يلبس أقنعةً بحسب الدور الذي يؤديه. تراه يرتدي قناع لص في بداية المشهد ثم ما يلبث أن يرتدي قناع الشرطي بعد فترة وجيزة، ليحاول إقناع الجمهور بأنه قادر على أداء الدورين!
هل نحن بحاجة لهذه الأقنعة في حياتنا الواقعية؟ وهل هي مقبولة مجتمعاً وعرفاً وأخلاقاً حين تكون أقنعة على أرض الواقع وليست مجرد أقنعة تلبس في مسرحية؟
الحق في الحرية واحد لا أوجه له، والظلم واحد لا ألوان له، والموقف يجب أن يكون واضحاً أياً كان المكان والزمان والجهة التي يتخذ ضدها أو معها.
سمعنا الكثير عن إعلاميين مزدوجي الضمير، وقرأنا الكثير من المقالات عنهم ومنهم، وشاهدنا مواقفهم بأعيننا وهي تتلون، وهو الأمر المثير للشفقة وخيبة الأمل. ففي حين يعتبر الإعلامي قائد رأي، نجده في بعض أحيان يتخبط في رأيه في ذات الوقت، ولا يستطيع أن يكون بحجم الرسالة التي يحملها.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4993 - الأحد 08 مايو 2016م الموافق 01 شعبان 1437هـ
الحقيقة اقولها لو كل واحد قال الحق حتى لو كان الخطأ من اخوه ما كان حالنا وصل الى هذا الحال اخت سوسن ارفع لج العقال واقول الله يكثر من امثالج ونعم الكاتبة ونعم القلم وتسلم الانامل (حالاوي)
أحسنت أستاذة
الاستاذه الفاضله تحية لموقفك الانسانى الشريف اما بخصوص الاعلاميه التى تحدثتى عنها فاقل ما يقال بحقها فى انها تجردت من الانسانيه ومن المؤسف انها تنافق اسيادها على حساب دم الابرياء المدنيين من ابناء بلدها ولم تدرك انها ستخسر الكثير فى زمن التواصل الاجتماعى بل ستعيش ليال صعبه خشية من الانتقام فى الحقيقه هى ليست صحفيه و فاقده للانسانيه فقط بل هى غبيه لانها لم تضع حساب لعواقب هذا العمل /
الانسانيه في خطر
عندما نقول نحن مع سوريا شعبا وحكومة لا يعني بالضرورة قبولنا بالانتهاكات التي يتعرض لها الشعب المظلوم في سوريا وعندما نقول مايجري في سوريا هو ردة فعل على الارهاب الذي ضرب سوريا ودخل معه الالاف من المقاتلين من اصقاع الارض وصرفت عليه الملايين من الدولارات لم ينفق حتى نصفها لشعب فلسطين فأن ذلك حتما لا يلقى اذن صاغيه لاننا لا نرضى بظلم احد ولاننا كشعب عربي اكثر من تجرع مرارة الظلم وازدواجية المعايير فما هو حلال لغيرنا اصبح حرام علينا وجريمة تعاقب عليها القوانين!!!