هوايته التعرف والالتقاء بأناس من ثقافات مختلفة، ففكر بتحويل هوايته إلى مشروع مستقبلي. فاشترى سيارة ليقدم خدمة سياحية للضيوف الزائرين للبحرين من مختلف دول العالم.

أدرك الحكمة القائلة «جمال المكان بمن رافقك إليه، وجمال الوقت بمن شاركـك فيه»، فاختار العاملين معه بعناية، عاملين يحبون التعرف ويحولون الضيف إلى صديق لهم، ويأخذون الضيوف إلى الأماكن الشعبية ليندمجوا مع البحرينيين ويلتمسوا طيبتهم ويقضوا أوقاتاً ممتعة معهم.

فحقق نجاحاً باهراً على رغم الصعوبات التي واجهها، وضاعف عدد السيارات خلال سنوات قليلة إلى 8 سيارات، ويعتزم أن يضاعف العدد إلى 15 سيارة بحلول العام 2017.

إنه البحريني حسين خليل صاحب مكتب الفيصل لتأجير سيارات الليموزين الذي يؤمن بأن الإنسان ينجذب إلى الجمال، فإذا ما وجد معاملة طيبة لدى شعب ما، فإنه سينجذب لجمال هذا الشعب.

ويروي حسين خليل قصته لـ «الوسط»، قائلاً: «كنت أعمل في فندق الخليج 15 سنة، وكانت هوايتي أن ألتقي مع الناس من ثقافات مختلفة، أتعرف عليهم ويتعرفون عليّ، والتقيت بأناس من مختلف دول العالم. ووضعت خطة لاستثمر هوايتي وترجمتها إلى مشروع مستقبلي، وفي العام 2012 اشتريت سيارة، كبداية للمشروع، حيث أقوم بأخذ الضيوف القادمين للبحرين من مختلف دول العالم، في جولة سياحية وأطلعهم على معالم البحرين. وفي هذه الجولة آخذ الضيوف إلى مختلف معالم البحرين، وأشرح لهم قصص هذه المعالم، وآخذهم إلى الأحياء الشعبية ليحتكوا مع البحرينيين ويتعرفوا على البحرينيين عن قرب، ويلتمسوا طيبة الشعب البحريني».

وأضاف «أي إنسان يسافر إلى بلد معين، فإنه يريد أن يصنع ذكريات جميلة في حياته، وهذه واحدة من المميزات التي نركز عليها، نساعد الضيف على صنع ذكريات جميلة، هذه الذكريات تربط عاطفته ووجدانه بالبحرين، فيعود لها من جديد كل ما سنحت الفرص له. الضيف أول مرة يزور البحرين، معرفته تكون محدودة عن البلد، ويتوقع خدمات متشابهة للخدمات التي حصل عليها في بلدان أخرى، ويتعامل بحذر ونوع من الخوف، فأول شيء يجب أن نحسسه بالأمان والطمأنينة كما لو أنه جالس مع أسرته. فالضيف بسبب ما مر به من تجارب سابقة، يرى أن الناس تعامله من أجل ماله، في أي مكان يذهب يقولون له ادفع ادفع، وبالتالي فهو لا يشعر بالارتياح، لأن الناس تحترمه لماله لا لأنه إنسان يستحق الحب والاحترام».

وقال: «صادفني موقف أن أحد الضيوف الأوروبيين أول مرة يزور البحرين، قال لي باللغة الإنجليزية، بما معناه: (اتركوا عنكم الجمبزة، ولا تقصون علينا). فقلت له: (ماذا تقصد)، فقال: (لا أريد سائقاً يأخذني إلى محلات أصدقائه ويحصل على عمولة على حسابي). فقلت له: (البحرين غير). فرد (لا تقل البحرين غير، أنا سافرت لمختلف بلدان العالم، وكلهم نفس المعاملة). فقلت له: (جرب خدمتنا، وإذا لم تعجبك خدمتنا، لا تدفع فلساً واحداً، واعتبر هذه الرحلة مجاناً). في صباح اليوم الثاني، السائق أخذ الضيف، وعرفه على معالم البحرين، وشرح له قصة كل معلم، وأخذه إلى المحرق حيث هناك أهالي المحرق، فجلس معهم في المقهى، ويتحدث معهم، ويتبادلون النكت، ويضحكون، وتلمس طيبتهم وتعاملهم الإنساني، ومعاملتهم له معاملة خاصة باعتباره ضيفاً عليهم، ويأكل مع أهالي المحرق «المجبوس» والوجبات المحلية، ثم أخذه إلى أماكن الحلوى ثم إلى أماكن أخرى للتعرف على البحرينيين عن قرب، وفي كل مكان يقف فيه يصنع له ذكريات جميلة مع أهالي البحرين، يبتسم، يضحك، يعبر عن مشاعره الإنسانية. والرحلة المفترض أن تكون 3 ساعات، وأصبحت 5 ساعات، رجع الضيف من الرحلة مبسوطاً ممتلئاً من مشاعر الفرح، قلت له: (ما هو انطباعك عن البحرين). فقال: (أول كلمة سمعتها عندما أتيت إلى هنا، أن البحرين غير، فعلاً البحرين غير). فقلت له: (ما رأيك بالخدمة، والسائق الذي قدمها لك)، فقال: (السائق أصبح أول صديق لي في البحرين، وكان يعاملني معاملة الأخ، فعندما نذهب لأماكن شعبية ونشتري وجبات مثل «النخج» أو الحلوى، كان هو من يبادر بدفع المال، وعندما أريد أن أدفع كان يرفض). هذا الضيف الأوروبي أحب البحرين أصبح يزور البحرين باستمرار، بسبب سائق عامله معاملة طيبة، وغير موقفه عن البحرين عندما احتك بأهالي البحرين والتقط معهم صوراً للذاكرة، قائلاً: جمال البحرين بجمال أهلها. من يتعاملون معنا، يصبحون أصدقاء لنا، ويعاملوننا كمعاملة الأهل، فعندما يزورون البحرين، يأتون بهدايا لنا، ونحن أيضاً لا نتركهم يذهبون من البحرين إلا بإعطائهم هدية».

وأضاف حسين خليل «كما صادفني موقف، أن تاجراً كويتياً نسى مبلغ 1600 دينار كويتي في السيارة، عندما وجدتها، حاولت الاتصال به، لكن لا جدوى، وبعد مضي سنة ونصف السنة عاد إلى البحرين، واتصل إلى المكتب يطلب خدماتنا، فقلت له: (لك 1600 دينار، قد نسيتها في السيارة قبل سنة ونصف السنة)؟. فقال: (والله لا أعلم أني فقدت هذا المبلغ). فأعجب التاجر الكويتي بالأمانة والصدق، ولهذا وقف معنا وساعدنا، وأنا أشكره على مواقفه معنا. فموقف صادق يمطرك بالخير».

كما شكر حسين خليل الوكيل المساعد للسياحة بوزارة الثقافة الشيخ خالد بن حمود آل خليفة «على وقوفه معنا، وحرصه على تطوير القطاع السياحي والارتقاء بالخدمات المتميزة في البلد».

وقال : «لدينا الآن خطة لمضاعفة عدد السيارات إلى 15 سيارة بحلول العام 2017، ونحن نتوقع أن الوقت مناسب وخصوصاً بعد تدشين هوية البحرين السياحية (بلدنا بلدكم)». والتحدي الأكبر الذي نواجه في عملية التوسع هو رأس المال».