شارك مدير مكتبة البحرين الوطنية في مركز عيسى الثقافي منصور سرحان، في الدورة الثامنة والأربعين من المؤتمر الدولي للمكتبات العامة (مِتلِب) 2016 قطر الذي تستضيفه مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في الدوحة خلال الفترة من 23 حتى 28 أبريل/ نيسان تحت شعار "لؤلؤ في الصحراء: نحو إطلاق القدرات"، وبالتعاون مع مجموعة المكتبات العامة التابعة للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا).
شارك في مؤتمر مِتلِب 2016 قطر وهو النسخة الأولى من المؤتمر التي تعقد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نخبة من أمناء ومديري المكتبات والخبراء المتخصصين في خدمات المعلومات من دول الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعديد من الدول في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن نخبة رفيعة من قيادات ومسئولي الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات، الذي يمثل الصوت العالمي للعاملين في مختلف المهن الخدمية بقطاع المكتبات والمعلومات.
في تعليقه على أهمية المشاركة في مؤتمر مِتلِب صرح منصور سرحان قائلاً: "مؤتمر مِتلِب 2016 قطر له دور كبير في تعزيز التعاون بين المكتبات من كل مناطق العالم بصفة عامة وبين المكتبات في مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة. وقد أتاح المؤتمر لنا منصة مهمة للتلاقي والتحاور، فضلاً عن أن المشاركين كانوا يمثلون العديد من الجنسيات والدول في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأميركا الشمالية، الأمر الذي يعكس ثقل المؤتمر الذي أتاح لنا فرصة مثالية للاستفادة من الخبرات العديدة للمكتبات من جميع أنحاء العالم".
وأضاف سرحان قائلاً: " مِتلِب 2016 قطر له تأثير إيجابي على أمناء المكتبات الذين يزورون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث وفر لجميع المشاركين العديد من الفرص للتعلم والاستفادة من النماذج المتقدمة وقصص النجاح التي عرضها المشاركون من مسئولي المكتبات العالمية ضمن جلسات المؤتمر ومناقشاته المختلفة".
ناقش المشاركون خلال جلسات المؤتمر سلسلة من الأوراق البحثية والعروض التعريفية والمناقشات المتنوعة التي تناولت العديد من الموضوعات والقضايا المهمة في عالم المكتبات والمعلومات، منها تقديم الخدمات المكتبية، وتعزيز التعلم المجتمعي، وتطوير المستقبل من خلال الخدمات المُقدمة للأطفال واليافعين، وبناء الشراكات مع الجهات المختلفة لتطوير قطاع خدمات المعلومات.
وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، صرّحت مدير مشروع مكتبة قطر الوطنية كلوديا لوكس، بقولها: "يسعدنا اختيار مكتبة قطر الوطنية لاستضافة مؤتمر مِتلِب 2016 قطر، الذي يتيح فرصة غير مسبوقة لقطاع خدمات المعلومات بالمنطقة، ويحتفي بإنجازاتها في رعاية الابتكار والإبداع، كما يمثل ملتقى فريداً للمكتبات العامة في مختلف المدن الكبرى حول العالم للتواصل، وتبادل الأفكار والخبرات، ومواجهة التحديات الرئيسية التي يشهدها القطاع في الوقت الحالي".
وأضافت لوكس: "يشهد قطاع المكتبات وخدمات المعلومات تغييرات كبيرة، ودائماً ما تقترن حركة التغيير بالفرص التي ينبغي الاستفادة منها، ولهذا السبب يجب أن تبدأ المكتبات من الآن في إتاحة فرص التطوير المهني لموظفيها بهدف إطلاق إمكاناتهم وقدراتهم للمساهمة في خدمة مجتمعاتهم بصورة أفضل".
من جهته، قال مدير الشئون الإدارية والتخطيط بمكتبة قطر الوطنية سعدي السعيد، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر: "تعكس استضافة مكتبة قطر الوطنية لمؤتمر مِتلِب 2016 قطر حرص دولة قطر والمنطقة بأكملها على تقديم مساهمات حقيقية وجادة في قطاع خدمات المعلومات العالمي. ويتسق المؤتمر مع أهداف الدولة المتعلقة ببناء قطاع مكتبات متطور يقدّم للسكان والمجتمع خدمات معرفية متنوعة تتسم بالإبداع والابتكار".
وأضاف السعيد: "نتشرف بالترحيب بضيوفنا من الزملاء والوفود الممثلة لمختلف المكتبات المرموقة في العالم عامة ودول الخليج خاصة، حيث يشهد هذا المؤتمر للمرة الأولى فى تاريخه حضوراً عربياً ممثلاً فى مشاركة من البحرين والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وبالتأكيد من دولة قطر.
ومن جهته، قال رئيس اللجنة الدائمة لقسم المكتبات العامة التابع للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات كورادو دي تيليو، في كلمته الافتتاحية: "لقد نجحت مكتبة قطر الوطنية في تطبيق نموذج استثنائي لتقديم خدمات المعلومات، ليس في قطر فحسب، ولكن في المنطقة بأكملها، حيث تستضيف، للمرة الأولى على مدار 48 عاماً، المؤتمر الدولي السنوي للمكتبات العامة في منطقة الشرق الأوسط. ويتميز المؤتمر هذا العام بأنه يشهد مشاركة استثنائية واسعة من الباحثين والأكاديميين وأمناء وأخصائيي المكتبات والمعلومات من جميع أنحاء العالم".
ويهدف المؤتمر، الذي تنظمه مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في نسخته الحالية إلى تسليط الضوء على الفرص المتاحة للتطوير المهني لأمناء المكتبات وأخصائيي المعلومات، ودعم رسالة مؤسسة قطر في بناء مجتمع متقدم من خلال إطلاق قدرات الإنسان، بما يتفق مع أولويات التنمية البشرية الواردة في رؤية قطر الوطنية 2030.