العدد 4992 - السبت 07 مايو 2016م الموافق 30 رجب 1437هـ

مالك ليستر سيتى... صاحب "الدكان" أصبح أيقونة فى كرة القدم

الوسط - المحرر الرياضي 

تحديث: 12 مايو 2017

قد يدعو نطق اسمه لإثارة الكثير من الضحك نظراً لصعوبته الشديدة، وكثيراً ما كان يفضل العديد من الصحفيين وكتاب المقالات، عندما كانوا يلقون الضوء طوال الموسم على الإنجاز الذى كان ليستر سيتى فى طريقه الصعب نحو تحقيقه، أن يذكروا منصبه فقط، كرئيس للنادى المُلقب بالثعالب، إلا أن تتويج ليستر بلقب البريميرليج فى إنجاز تاريخى، جعل الجميع ملزماً بذكر اسمه الشاق بالكامل "فيتشاى سريفادانابرابها".

 "اليوم السابع"  المصرية ألقت الضوء على أبرز اللقطات المهمة فى حياة رجل الأعمال التايلاندى الذى أصبح فى ليلة وضحاها أحد أيقونات كرة القدم.

بداية القصة فى 2010 رجل الأعمال التايلاندى اشترى ليستر سيتى _الصغير وقتها_ فى عام 2010، مقابل 50 مليون يورو، وها هو يجنى الآن أولى الثمار بعد نيل فريقه لقب الدورى الممتاز، فى إنجاز تاريخى لم يُعرف له مثيلاً منذ تأسيس النادى عام 1884، أى منذ 132 عاماً، وستدخل خزينته قيمة مالية خرافية تعادل الـ215 مليون يورو، بعد هذا الإنجاز.

من صاحب دكان صغير إلى أغنى أغنياء تايلاند! بدأ فيتشاى سريفادانابرابها صاحب الـ58 عاماً رحلة الألف ميل بخطوة امتلاك دكان بسيط بالعاصمة التايلاندية "بانكوك" فى ثمانينيات القرن الماضى، قبل أن يمتلك المجمع التجارى العملاق "كينج باور"، الذى أصبح اسم ملعب النادى فيما بعد، ويعمل لديه ما يقرب من 10 آلاف عامل، ويكتنز ثروة مالية تُقدّر بـ 2.6 مليار يورو، محتلاً المركز التاسع فى لائحة أثرياء تايلاند، وفقا لأحدث تصنيف للمجلة الاقتصادية الأمريكية الشهيرة "فوربس"، كما أنه يحظى بمكانة خاصة فى بلاده لدى النظام الملكى، حيث أطلق عليه لقب "سريفادانابرابها" الذى يعنى بلغة هذا البلد "نور المجد التقدّمى".

هوايته المفضلة بعيدا عن ليستر سيتى وتجارة الأعمال والشأن السياسى، يعشق فيتشاى سريفادانابرابها رياضة البولو، حيث أسّس وترأس اتحاد هذه الرياضة ببلاده عام 1998، كما أشرف إدارياً فيما بعد على نادٍ بالعاصمة الإنجليزية لندن للعبة ذاتها التى تتميّز بوجود فارس يمتطى حصاناً ويحمل عصا، وتُجرى بفريقين يتنافسان على كرة خشبية صغيرة.

كيف تسببت "بوذيته" فى إزعاج محرز؟ أمّا دينياً فيعتنق سريفادانابرابها "البوذية" بدليل أنه جلب رهباناً مطلع الموسم الحالى إلى فريقه ليستر سيتى لـ"التبرّك" بهم، وهى اللحظات التى شهدت مغادرة النجم العربى الجزائرى رياض محرز للقاعة على اعتبار أنه مسلم ولا يؤمن بهذه المعتقدات.

يفتخر بأصوله الآسيوية ولا يحب الظهور الإعلامى ويختلف سريفادانابرابها عن نظرائه من ملّاك أندية القارة العجوز من غير الأوروبيين، حيث لا يخجل من انتمائه التايلاندى ويجاهر بدينه، كما أنه قليل الظهور الإعلامى، وعادة ما يكلّف إبنه إياوات سريفادانابرابها نائب رئيس النادى، بإبرام الصفقات ومرافقة الفريق فى سفرياته والرد على وسائل الإعلام، كما يتجنّب التفاخر بثروته أمام البريطانيين أو أبناء بلده، وربما كانت المرّة الوحيدة التى ظهر فيها أمام الملأ بنوع من الترف، عندما احتفل بعيد ميلاده الـ 58 فى الثالث من أبريل الماضى، حيث استقل طائرته الخاصة الصغيرة، وحطّ بها فوق أرضية ملعب "كينج باور" معقل الفريق واحتفل مع اللاعبين.

يرفض حمل درع البريميرليج وأظهر مالك الثعالب ذلك بالفعل أثناء مراسم تتويج ليستر سيتى بلقب البريميرليج، عندما حاول ويس مورجان قائد الفريق أن يعطيه درع البطولة ليحمله، إلا أنه أشار له بالرفض، وأكد له أنه من يستحق حمل الدرع لأنه صاحب الإنجاز، هو وزملائه ممن اللاعبين.

وبنيل فريقه ليستر سيتى لقب بطولة إنجلترا، يكون سريفادانابرابها دخل ساحة مشاهير رؤساء كبرى أندية أوروبا من الباب الواسع، وربما يُصنّف الأفضل على الإطلاق، ذلك أنه قاد نادياً مغموراً وبلاعبين شُبّان وغير نجوم، فضلاً عن الميزانية الزهيدة التى يمتلكها النادى، إلى التتويج ببطولة كروية كبرى يُصنّفها كثيرون بأنها المسابقة الأقوى والأمتع والأكثر تشويقا فى عالم كرة القدم.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً