في الوقت الذي يغرق فيه العالم العربي والإسلامي في تناحرات تقسم مجتمعاته عبر القمع والترهيب والحروب نجد هناك من حالفهم الحظ في مجتمعات علمانية حرة لتحقيق أحلامهم في لعب دور يساهم في التطوير وفي صنع القرار داخل دول أوروبية.
إن فوز صادق خان بمنصب عمدة لندن، وهي أكبر مدينة عالمية غربية، يعني انتصاراً للتعددية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومفاهيم التعايش والحوار والمساواة أمام القانون وهو ما يعني إمكانية وصول شخص مثل خان من أصول باكستانية إلى منصب لا يقتصر على عرق أو لون أو دين محدد كما يحدث في بلادنا العربية الغارقة في ثقافة الطأفنة والتمييز والمناطقية.
لقد رشح خان نفسه لمنصب عمدة لندن عن حزب العمال البريطاني وذلك على حساب منافسته تيسا جويل، و قد واجه في الانتخابات التي جرت في (5 مايو/أيار 2016) مرشح حزب المحافظين المليونير غولد سميث.
ركز سميث في هجومه على خان انطلاقاً من خلفية كونه مسلماً واتهمه بدعم «المتطرفين»، غير أن خان أكد أنه حارب التطرف طوال حياته، وندم على المشاركة في منصة واحدة مع متحدثين يعتنقون أفكاراً «بغيضة»، وتعهد بالعمل على محاربة «الإرهاب» وحماية لندن من هجمات مشابهة لهجمات باريس وبروكسل.
وتحت شعار «لكل اللندنيين»، خاض خان حملته الانتخابية وانطلق في الدعاية إلى برنامجه من تجربته الشخصية، وتعهد بأن يجعل الظروف في لندن مشابهة لما كانت عليه في السابق حين تمكن والداه من دفع أقساط مريحة لامتلاك سكن، وتابع هو وأشقاؤه تعليمهم في مدارس حكومية وأنهوا دراستهم الجامعية وتكوينهم المهني دون التورط في ديون كبيرة.
وعود خان كثيرة كما هي طموحاته لمدينته لندن وفوزه يعكس انتصاراً حضارياً وهزيمة لثقافة الكراهية والحقد والسعي للقضاء على التنوع في الآراء داخل المجتمع الواحد. هذه الثقافة الحاضرة في لندن كنموذج حي ومميز في الغرب وفي العالم لكنها في منطقتنا غائبة للأسف في أكثر من مدينة عربية لا تكترث بقيمة الإنسان وحريته وتعددية الرأي.
قبل عامين اهتز العالم بسيطرة الإرهابيين على الموصل ومساحات واسعة من العراق وسورية وسفكهم الدماء وتدميرهم لكل آثار الحضارات باسم الدين. أما الآن فإن العالم يستعيد رشده من جديد وذلك عندما تنتصر الأفكار التنويرية وتثبت سموها وتفسح المجال لشخص من أصول مسلمة للوصول عبر الانتخاب لأهم منصب في أهم مدينة في الغرب ما يعني انتصاراً عملياً وساحقاً لأنه يدحض كل ادعاءات الإرهابيين والديكتاتوريين الذين حرموا مجتمعاتهم في العيش في هذا العصر بكرامة وحرية وانفتاح ومشاركة حقيقية في صناعة القرار.
خان وعد بأن تكون العاصمة البريطانية لندن مدينة فيها فرص متكافئة لجميع الموهوبين والعاملين بجدية، وأكد أنه سيحرص على التناغم والتعايش بين الناس من دون النظر إلى خلفياتهم الثقافية أو الدينية أو الإثنية.
ويؤيد خان بقاء بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي، ويطمح لتخفيض أسعار الإسكان والبيوت في لندن، وإيجاد حل لأزمة المواصلات في المدينة المكتظة.
هذه ما قاله وما وعد به صادق خان... لكن ماذا لو كان خان في بلاد أخرى وتحديداً في بلادنا العربية، فلربما تراه عاملاً يعمل بأجر زهيد أو يعمل في مهنة تشوبها المخاطر والشبهات، وليس له أية قيمة وليس له وزن ولا يؤخر ولا يقدم في أي شيء. أما الآن فهو في لندن وينتخبه البريطانيون لأهم منصب في المدينة وهو بذلك يستعد ليلعب دوراً أكبر في المستقبل. فإذا نجح في مهمته ليس مستبعداً أن يصبح رئيساً لحزب العمال البريطاني و ليس مستبعداً أن يكون رئيس وزراء بريطانيا، الدولة التي كانت تستعمر نصف الكرة الأرضية في قرون مضت وهي صاحبة الثقل العالمي المؤثر حتى الآن وهي أيضاً التي تثبت على الدوام أن مبادئ الديمقراطية تسمو على كل شيء وتتفوق على مفاهيم التخلف التي تخيم على منطقتنا العربية.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4992 - السبت 07 مايو 2016م الموافق 30 رجب 1437هـ
لو كان خان في البحرين جان كان خياط أو شرطي شغب. واستحى من اصله الباكستاني .احسن شي أبوه راح بريطانيا.
لا من قريب ولا من بعيد إلّا كما يقال فاقد الشيء لا يمنحة كما لا يعطيه.
فمسألة الديمقراطية الغربية عامة وألمريكية خاصة لا يقال إلّا كما حدث في ألأفغان وفي بغدان! فاليوم لكي يقال أن خان لم يخن أحداً ففاز بمنصب عن جدارة حتى أنه كان من المستحقين لولاية العرش ليس مكان الملكة أة جلالة الملكة لكنه يمكن أن يرشح نفسة لهذا المنصب في ظل الديمقراطية البريطانية. فهل يكون ذلك؟ ومتى؟
لماذا جمعياتنا الدينية السنية والشيعية لا تصبح تعددية كما هي أحزاب الدول العريقة في الديمقراطيه
انتصار للتعددية نعم لأن أحزابهم السياسية هي كذلك وهي أساس التعددية والديمقراطية وهي بحد ذاتها برلمان مصغر وهذا أساس البنيان المتين للديمقراطية ومن غي أحزاب تعددية لا تستقيم الديمقراطية
Thank you Reem ...Well written about Mr Khan.This is a real democracy
إنتوا ضايعين الصراحه
إتدورون واتلفوون مثل الدوامه لا إنتوا عارفين ايش تبون ولا إحنا
مره حشرٌ مع الناس عيد
ومره خالف تعرف
في كل الامور تُظهرون أنفسكم أنكم كنتم علي حق وانكم تقدميون وديمقراطيون وفي نفس الوقت تستخدمون كتابات عنصريه إستفزازيه وطائفية حاقده وآقصائيه وإنعزاليه
تتلونون وتتدحرجون وتتملصون باستمرار
إرسوا لكم علي قرار وسياسه محدده يمكن من خلالها الردّ عليكم والتعامل معكم علي أساسها
تتكلم دون أدلة و انت الذي تتلون تذكروا التسعينات و بداية الألفية الحالية
مقال ريم في الصميم وينرفز العنصريين امثالك
سيدتي لو كان صادق خان في بلادنا و رشح نفسه فقط لقلتم عنه اجنبي ,م... يحاول ان يستولي على وظائف اهل البحرين الأصليين و لكن في لندن كل شي جميل و رائع. إنها سياسة الكيل بمكياليين
حتى هناك كانو سيقولون عنه أجنبي لو كان حصل على الجنسية بإستثناء وليس بحسب القانون...
لا نعارض من يحصل عليها بالقانون و الذي يطال الجميع عيل اشلون واحد يجي في سنوات لا تتعدى الاصابع الخمس و يصير عنده منصب و جنسية و توفر له كل الخدمات قبل المواطنين؟؟؟ هذه ليست عنصرية عندما تطالب بتطبيق القانون!!
لندن وين والبحرين وين...
نعم قال لي احد ا لاخوة الكرام حين كان يتناقش مع احد الامريكان : قال هذا الأخ البحراني للأمريكي تصوّر أنني ربما اصل لمنصب عضو في الكونجرس او في أي مكان في أمريكا لكن ليس لدي أي أمل ان لأعمل جندي عادي ..... ، فردّ الأمريكي مستغربا هل كيف ذلك ما الذي يمنعك فضحك عليه . هذه قصة حقيقية والشخص موجود الله يعطيه الصحة والعافية
فاز مسلم باكستاني بمنصب عمدة لندن ونحن هنا في البحرين شبابنا يحلم احدهم ان يكون جنديا يخدم وطنه فتوصد الأبواب أمامه عدى الأبواب الكثيرة المغلقة بحجج..واهية ولا تصمد امام النقد. البشر هم نفس البشر وشعب البحرين شهد له العالم بقيمه الراقية وأخلاقه الرفيعة وما يحاول البعض ان يتحجّج به لإيصاد الأبواب امام ابناء هذا الشعب من العمل في وزارات معينة ما هو إلّا ترّهات يراد منها تمرير امور طائفية في البلد
كلكم سيتدي العزيزه تتكلمون بوتيرة واحده وفي كل مناسبه تظهر بمظهر المنصف الديموقراطي التعددي ودائما تضرب المثل بداعش - لعنة الله عليهم وعلى كن اوجدهم-وتتناسون تجربة العراق وما يحدث في سوريا . والآن هل تريدون أن نقتنع بأنكم فعلا توء متون بالتعددية وعدم إلغاء الآخر .عجبي!!!!!.
من الذي أوجد داعش غير التطرّف و التكفير و انت تعرفهم جيدا و بالنسبة للعراق و سوريا لماذ تريد تطبيق ما يحدث هناك على ما يحدث هنا المطالَب واضحة و لو ان العدالة فقط تتحقق لتحقق الباقي......