تكاد لا تخلو الإذاعة طوال أيام الأسبوع (من الأحد إلى الخميس)، من صوت مواطن أو مواطنة، يختنق بحزنه وألمه تارة، وأخرى يستشيط غضباً وسخطاً، والسبب «وزارة الإسكان»، فكل هذه الأصوات تناشد، ترجو، تطلب، الحصول على وحدة سكنية، أو كما يقال الـ «بيت»، الذي مضت أعوام على انتظار الحصول عليه.

«الوسط» رصدت طوال أشهر، عشرات الاتصالات التي ترد إلى البرنامج الإذاعي «صباح الخير يا بحرين»، وهو برنامج رسمي، يسعى العاملون عليه لإيصال صوت المواطنين الذين لديهم «قصص» مع وزارة الإسكان، عبر إفساح المجال أمامهم لإيضاح مشكلتهم، وعدد أعوام الانتظار التي قضوها من دون أن يحصلوا على وحدة سكنية، ويحاول البرنامج الحصول على ردود رسمية من الوزارة.

وفي فترات سابقة، التزمت الوزارة بالرد على شكاوى المواطنين يوم الأحد من كل أسبوع، إلا أن هذا الأمر لم يعد قائماً، إلا أن الوزارة تورد توضيحات بصورة غير منتظمة. ومن بين القصص التي رصدتها «الوسط»، قصة بحرينية ليس لديها مسكن، قدمت طلباً للحصول على وحدة سكنية في العام 2011، إلا أنها اضطرت، وبسبب ظروفها الصعبة، إلى تغيير الطلب وتحويله إلى شقة تمليك. وبصوتها الحزين تقول: «ليس لدي مسكن، ملابسي في السيارة، وأنتقل من منزل إلى منزل، ولكن في نهاية الأمر لن يتحمل أحد مسئوليتي».

وفي قصص متكررة، يطرح أصحاب طلبات قديمة مشكلة عدم وجود سكن يتناسب وحجم أسرهم، فهم يقطنون في بيوت آبائهم مع إخوانهم، والظروف المادية لا تسمح لهم باستئجار شقة.

وتتكرر الشكاوى حول تأخر توزيع أو تسليم المشاريع الإسكانية، وخصوصاً تلك التي يراها أصحاب الطلبات الإسكانية جاهزة إنشائياً، ومن بينها مشروع سند الإسكاني، المدينة الشمالية، وكذلك شكاوى عدم وفاء الوزارة بوعودها لهم.