احتضنت المحافظة الشمالية أول حديقة تعليمية صديقة للبيئة، وهي حديقة الجنبية والتي جاءت فكرتها بدعم من المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، إذ قامت بلدية المنطقة الشمالية بتطوير الحديقة لتكون أول حديقة ذات بصمة بيئية مميزة، إذ تقوم فكرتها على أساس استغلال الطاقة المتجددة لتشغيل الحديقة وإعادة تدوير مخلفات الحديثة للمحافظة على الموارد الطبيعية.

مشروع الحديقة والذي شرحته المهندسة بقسم المنتزهات في بلدية المنطقة الشمالية فاطمة الطويل، ومن المزمع أن تعمم فكرتها على باقي الحدائق في جميع المحافظات، بهدف نشر الوعي البيئي بين المواطنين باستخدام الحدائق كنماذج تعليمية بأهمية الطاقة المتجددة، تقليل استهلاك الكهرباء أو تحقيق الاكتفاء الذاتي والوصول إلى دعم شبكة الكهرباء الحكومية باستخدام الطاقة الشمسية، إعادة تدوير جميع أنواع مخلفات الحدائق الورقية والمعادن والبلاستيك والمخلفات الزراعية بالتنسيق مع شركات إعادة التدوير وإعادة تهيئة مرافق الحديقة وإضافة مكونات لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة من ألعاب ترفيهية ورياضية، إلى جانب إشراك القطاع في تشغيل وإدارة الحديقة والمحافظة عليها وتطويرها من خلال لجنة أصدقاء الحدائق لاستشفاف احتياجات مرتادي الحديقة والدفع بتحويلها إلى جمعية وأخيراً استقطاب الجمهور لارتياد الحدائق العامة من خلال إضافات نوعية لكل حديقة.

وللحديقة عناصر متعددة تجعلها مختلفة، وهي تقليل استهلاك الإنارة للكهرباء من خلال استبدال الإنارة التقليدية ذات الاستهلاك العالي الطاقة إلى مصابيح ذات استهلاك قليل وتحقيق وفر كبير في استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 64 في المئة، إلى جانب استغلال الطاقة المتجددة لتشغيل الحديقة من خلال استخدام ألواح الطاقة الشمسية ومراوح توليد الطاقة من الرياح لتشغيل الحديقة بحيث تحقق الطاقة المتولدة تقليل الضغط على الشبكة الحكومية إلى الاكتفاء الذاتي وتجاوز ذلك إلى دعم شبكة الكهرباء الحكومية، إذ تضم الحديثة مروحتين لتوليد الكهرباء من الرياح وينتج عنها طاقة من كل مروحة تساوي 150 وات، و23 لوحاً لتوليد الطاقة الشمسية وينتج عنهم طاقة تصل إلى 250 وات لكل لوح، ليصل النتائج الكهربائي لهم إلى 5900 وات ويشحن 16 بطارية قابلة للشحن.

وللأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، نصيب من الحديقة، إذ تم تخصيص ألعاب تحاكي احتياجاتهم وذلك استكمالاً لاستهداف كل شرائح المجتمع.

والعنصر الرابع هو إعادة تدوير المخلفات، والتي تشمل استغلال مخلفات الحديقة العضوية الناتجة من قص المزروعات والأوراق الميتة إضافة إلى مخلفات الأطعمة لرواد الحديثة وتحويلها إلى سماد زارعي عضوي ما يساهم في عبء التخلص من المخلفات وتقليل النفقات لشراء الأسمدة، كما يتم تدوير المخلفات الأخرى من خلال فرز وإعادة تدوير المخلفات غير العضوية من خلال مصانع التدوير.

وأكثر ما يميز الحديثة الأثاث الحدائقي من المخلفات الزراعية، إذ يشمل هذا العنصر إعادة تدوير واستخدام المخلفات الزارعة الكبيرة على إشكال مختلفة من أثاث الحدائق أو المظلات المستوحاة من التراث البحريني أو كأعمال فنية خشبية.

وكانت بلدية الشمالية قد أعلنت افتتاح حديقة الجنبية في الأول من مارس/ آذار للعام 2012 كحديقة عادية والتي تبلغ مساحتها 7311 متراً مربعاً، وتصل الكلفة الإنشائية لها 240 ألف دينار، وذلك بالتزامن مع احتفالات البلدية بأسبوع الشجرة.