قال الشيخ محمد صنقور، في خطبته بجامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، أمس الجمعة (6 مايو/ أيار 2016): «إن الصحافة الراشدة هي التي تقوم على منظومة من المبادئ والقيم تلتزم بها مجتمعةً، وتؤمن بها قبل ذلك إيماناً صادقاً ويحرص روادها بمختلف مواقعهم على التخلق بها».
وفي خطبته، تحدث صنقور عن «مبادئ الصحافة الراشدة»، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وقال: «الواضح إن الذي يسترعي اهتمام المشتغلين بهذا الشأن هو الحرية، ولعل منشأ ذلك سببان: الأول: هو أن الحرية هي الأكثر استهدافاً من بين منظومة المبادئ التي تقوم عليها الصحافة ذات المهنية، فلأن المتضررين من حرية الصحافة كثر، ولهم من القدرة والنفوذ ما يؤهلهم لمصادرتها أو إعاقتها للتقليل من تأثيرها لذلك صار من الضروري التركيز عليها دون سائر المبادئ التي ترتكز عليها الصحافة ذات المهنية. والسبب الآخر - ظاهراً - للتأكيد على الحرية من قبل المشتغلين بهذا الشأن دون سائر المبادئ هو أنها بنظرهم أهم تلك المبادئ وأكثرها تأثيراً في تحقق القدرة على أداء الصحافة لرسالتها. إذ من غير المتاح للصحافة أداء رسالتها وهي مكبلة، تنتقي من المعلومات ما لا يحرمها من الوجود ومن الرؤى ما لا يعرضها للمساءلة، وتحرص على أن تكون في موقع الرضا حذراً من الاستهداف، وقد تضطر للممالأة والمداهنة، فالصحافة حين تكون كذلك تكون عاجزةً عن أداء رسالتها بل هي غير قادرة على الاحتفاظ بمهنيتها حتى فيما يرتبط بالمبادئ الأخرى، ذلك لأن الحرية هي الحاضنة لتلك المبادئ والمقتضية لحمايتها».
وأشار صنقور إلى أن «الذي ينبغي أن يقال في المقام إن الحرية للصحافة رغم أهميتها القصوى إلا أنها ليست هي مادة الصحافة ولا هي من رجالها، فالحرية هي الفضاء والبيئة للصحافة، فحين يكون الفضاء رحباً ونقياً فإنه ينعكس إيجاباً على الصحافة، وحين يكون مكتوماً وملوثاً فإنه ينعكس سلباً على الصحافة لكن الفضاء الرحب والنقي لا يصير من المعاق سوياً ولا من الأعمى بصيراً. فلو أعطيت الحرية لمجتمع متخلف فإنه لن ينتج صحافةً متقدمةً، ولو أعطيت الحرية لكتاب مسكونين بالعبودية فإنهم لن ينتجوا صحافةً متحررةً، فالمادة الصحافية والإعلامية انعكاسٌ بالدرجة الأولى للقائمين على إنتاجها، ولهذا نجد تفاوتاً شاسعاً في المهنية بين مؤسسات صحافية وإعلامية رغم أنها تعيش جميعاً في بيئة واحدة وتحظى جميعاً بالمستوى ذاته من الحرية».
ورأى صنقور أن «ذلك يؤشر إلى أن الحرية وحدها لا تنتج صحافةً مهنيةً بل قد تساء الاستفادة من الحرية الصحافية كل بحسب أجندته، فيستثمرها السياسيون لتصفية الحسابات والتضليل للرأي العام بحرفية ماكرة، ويستثمر القذرون الحرية لترويج الرذيلة والتسويق للفاحشة، ويستثمرها الطائفيون لتمزيق المجتمعات وتأجيج الفتن، ويستثمرها أصحاب رؤوس الأموال لابتزاز الناس والهيمنة على السوق، وإذا ما رفع معترضٌ عقيرته يشجب هذه الفوضى بادر كل هؤلاء للرد عليه بأن الحرية مكفولة ومقدسة، فكل المبادئ والقيم ينبغي تعطيلها إذا وقعت في مقابل الحرية، كما شاهدتم ذلك حينما اعترض المسلمون على الرسومات المسيئة للرسول الأعظم (ص)».
ونبه صنقور إلى أن «الحرية لا تكون مقدسة في مقابل الأمانة والصدق والفضيلة، والحرية لا تكون مقدسة حين تحتضن الفتن والصراعات، والحرية لا تكون مقدسة حين تمتهن الإنسان وتجرح مشاعره وتسيء إلى مقدساته، والحرية لا تكون مقدسة حين تكون وسيلة لابتزاز المستهلكين والاحتيال على الضعفاء من الناس».
وذكر أن «الصحافة الراشدة هي التي تقوم على منظومة من المبادئ والقيم تلتزم بها مجتمعة، وتؤمن بها قبل ذلك إيماناً صادقاً ويحرص روادها بمختلف مواقعهم على التخلق بها. فالصحافي الذي يحترم مهنته لا يكون ماكراً ولا بذيئاً ولا قاسياً ولا متعالياً، يحترم أفكاره ولكنه لا يمتهن ولا يحتقر أفكار الآخرين، ينصف الناس من نفسه كما يرغب أن ينصفه الآخرون، يتحرى الصدق والأمانة فيما يقول وفيما يخبر، ويحرص على الموضوعية والإنصاف فيما يعرضه من أفكار الآخرين ورؤاهم، وإذا أراد مناقشتها كان حريصاً على توخي اللياقة والأدب، وحريصاً على توثيق دعواه فيما ينسبه للآخرين، ويربأ بنفسه عن الانتقاء والاجتزاء المخل، فضلاً عن الكذب والتدليس، ثم لا يضيق ذرعاً بنقد الآخرين لرؤاه بل ولا يفقد صوابه حتى لو تجاسر عليه أحدٌ، ينزه نفسه عن المراء والدخول في المهاترات، ليس حريصاً على الظهور بمقدار ما هو حريصٌ على البناء والإصلاح، لا يداهن ولا يحابي ولا يتصنع، يكتب ما هو مقتنعٌ به أو يصمت، لا يشغب فيما لا يفهم، ويكره الثرثرة، ولا يوهم قراءه بمعرفة ما لا يعرف، ويملك من الشجاعة ما يكفي للاعتراف بالخطأ لو وقع منه».
وبين أن «تلك هي أهم القيم المنتجة لصحافة راشدة وهي ذاتها القيم التي أكد عليها الإسلام كقوله تعالى: ﴿وإذا قلتم فاعدلوا﴾ وقوله تعالى: ﴿ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله﴾ وقوله (ص) فيما روي عنه: «أنصف الناس من نفسك» وقول أمير المؤمنين(ع) فيما روي عنه: «يا بني اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها» وقوله (ص): «أما الرزانة فيتشعب منها: اللطف والحزم، وأداء الأمانة وترك الخيانة، وصدق اللسان» وقوله (ص): «ومن ازدرى بالناس ازدري هناك» وقول علي (ع): «المكر لؤمٌ، الخديعة شؤمٌ « و «المكر شيمة المردة» وقول الباقر (ع): «قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم» وقول الصادق (ع): «البذاء من الجفاء» وقول الباقر (ع): «سلاح اللئام قبيح الكلام». وغيرها مما يطول ذكره».
العدد 4991 - الجمعة 06 مايو 2016م الموافق 29 رجب 1437هـ
الزبون رقم 1
سبب بلاء الأمه الآن؛ وبالأخص بلادنا هنا ، هم المطبلين والمزمرين والمأزمين والمهرجين والببغاوات مثل جناب ...، الشيخ من أهل البلد ويتكلم عن صحافة البلد و مآسي البلد ومرضى البلد مثل جنابكم الكريم، على طول طرت لإيران! ...
خطبتك روعة يا شيخنا الجليل هذا ما نحتاج إليه..نحن القراء بارك فيك بارك الله فيك ثم بارك الله فيك وحفظكم للدين والناس والمجتمع . خطبته يا شيخ جعلتني أشعر بالصحة وايقنت أن هناك من يحمي المجتمع من الإعلاميين ومن الصحافة عين الصواب ياشيخ نحن نحتاج إلى رقابة على الصحافة من نشر المواضيع التي تدمر المجتمع وتفسظه رحم الله والديك وجعلك عماد للدين الإسلامي.
سؤال لسماحة الشيخ ماذا تقول عن تقارير فريدوم هاوس و هيومان راتس وتش و العفو الدولية و غيرها من المنظمات الحقوقية التي تأكد في جميع تقاريرها انه لا توجد حرية صحافة في ايران و انه ايران من اخطر الدول للعمل الصحفي ببساطه تلفق لك تهمة جاسوس و تعدم من اجل عمل تقرير صحفي او كتبت عمود صحفي تنتقد رجال الدين تلفق لك جريمة محاربة الله و رسوله و اقرب مشنقه و تعدم من اجل عمود صحفي و شكرا جزيلا