ولد الشاعر الإيراني الكبير سهراب سبهري في مدينة قم المقدسة القريبة من العاصمة طهران في العام 1928. تخرّج من كلية الفنون بجامعة طهران.
وإلى جانب تميّزه في الشعر كان سهراب رساماً موهوباً، وقد نشرت بعض أعماله مصحوبةً بلوحاته الجميلة التي تنتهج الأساليب الحديثة. عاش أو بالأحرى طاف لعدة سنوات في الهند واليابان، مقيماً في الشرق الأقصى ومتآلفاً مع التصوف الشرقي الذي شكّل بعض الأفكار الجديدة بداخله، وأثرت على أشعاره ولوحاته. وتم جمع كل قصائده في مجلد واحد تحت عنوان «ثمانية كتب». توفّى في طهران في العام 1980.
ويسرنا أن نقدّم له هاتين القصيدتين:
الدخان يتصاعد
من مكان سكني المنعزل يتصاعد الدخان
كيف يمكن إبلاغ شخصٍ ما عن منزلي المهترئ؟
أسأل روحي المستنفدة
متى ستنتهي قصتي؟
استرجعت يدي من حضن الليل
لأتشبث بخصلات الفجر
قذفت نفسي من الساحل إلى البحر
لكني كنت أجهل عمقه
نمط الهزيمة زخرف الجدران
لم يلمح أحد طزاجة هذا الميدان
وهم النهار والليل وخز عيوني بلا توقف
من عمق القلب إلى صورة الأمل
بقدمي التي تخطو في هذا المسكن
انفصلت عن جرس القافلة
رغم أن الروح تستنفد هذه النار
إلا إني أرفقت القلب إلى هذا الإستنفاد
الظلام ينسحب من الأسطح
الفجر يضحك على طريق مدينتي
لا يزال الدخان يتصاعد من مسكني المنعزل
لديَ كلام كثير مع الروح المستنفدة.
الفجر
في المسافة البعيدة
استيقظت بجعة فجأة
إنها تغسل الغبار المزرق من الجناح والريش
حافات الغدير غمرها الماء المتذمر
في القاع الأبيض
ظلال خفيفة وداكنة اندفعت نحو بعضها
طافية في كومة السكن
دودة متوهجة تومض في نار الماء
مصحوباً بالرقص الرقيق لحقل القصب
يفتح المستنقع عينه البيضاء الندية
خط من الضوء يرتسم فوق الظلمة
كما لو أن الذهب الأبيض يتوهج فوق الأبنوس
جدار الظلال تتصدع
ذراع النظرة الخاطفة بالأفق البعيد
شيد قلعة شامخة من الرخام الأبيض
سهراب سبهري شاعر ايراني كبير. هو عارف في العهد الحديث. ابن عربي القرن العشرين.