تحوّل ملف توقيف شبكة «الإتجار بالبشر» او «غوانتانامو الجنس» في لبنان أشبه بـ «مغارة فضائحية» يتكشّف «صندوقها الأسود» تباعاً عن فصول جديدة، علماً أنّ هناك العديد من المغالطات دخلت في سياق هذه القضية مع بث معلومات خاطئة في الإعلام، بينها عن دورٍ لـ «حزب الله» في كشْف الشبكة التي تعمل في لبنان منذ أعوام، وفق ما نقلت صحيفة "الراي" الكويتية اليوم الخميس (5 مايو/ أيار 2016).
وفي اتصال لـ «الراي» مع مسئول أمني شارك في العملية النوعية على باريْ «السيلفر» و«شي موريس»، (وهو من مفرزة استقصاء جبل لبنان)، أكّد أن «لا علاقة لحزب الله في الموضوع، وبعض الإعلام بثّ معلومات غير صحيحة عن دورٍ للحزب في كشف الشبكة وإنقاذ الفتيات، في محاولةٍ لطمس دورالقوى الأمنية الرسمية التي عملت طوال خمسة أيامٍ متواصلة للبحث عن أفراد الشبكة، حيث قُبض على 10 حارسات سوريات دورهنّ مراقبة الفتيات وكتابة تقارير بحقهنّ لنيل العقاب من السمسار عماد الريحاوي، كما تم توقيف 5 سائقين يعملون لديه، إضافةً إلى استدعاء الطبيب النسائي المتهَم بتنفيذ 200 عملية إجهاض وهو رياض علم، ولم يبق من الشبكة سوى شخصين هما الريحاوي وعلي حسن زعيتر (لبناني من بعلبك)".
وفيما لفت المصدر الأمني الى ان «نقابة الأطباء في لبنان ستأخذ فترة 15 يوماً للتدقيق في الملف والاستماع إلى إفادات الطبيب والنظر في الشهادات التي أدلى بها امام المحققين في ما خصّ ضلوعه بهذه الجريمة الكبيرة، وبعد الفترة المذكورة يصدر قرار النقابة الأخير وبموجبه يتم إحالته على القضاء»، تدخّلت وزارة الصحة امس وأقفلت بمؤازرة القوى الأمنية عيادة العلم في الدكوانة بالشمع الأحمر بالتزامن مع إصدار الوزير وائل أبو فاعور قراراً بسحب رخصة مزاولة المهنة منه ومن الممرضة التي كانت تعمل معه.
وفي موازاة ذلك، كلّف وزير الداخلية نهاد المشنوق المفتش العام في قوى الامن الداخلي العميد جوزف كلاس إجراء تحقيق باتهامات النائب وليد جنبلاط لمسؤولين في مكتب حماية الآداب بالتواطؤ مع شبكة الدعارة المكتَشَفة.
انكشاف الخيط الأول للشبكة
الصدفة ساهمت في مساعدة 4 فتيات للهرب من أحد الأبواب الخلفية للبار في «شي موريس»، إذ تمكّنت الفتيات بالاتفاق مع رفيقتهنّ، وهي الأقدم وجوداً لدى صاحب الباريْن، على أن تقوم نور (اسمها الفني) بضرب الحارسة «نيكول» وسرقة مفتاحها وهكذا فعلت، وقامت بفتح الباب وهربت أول 4 فتيات، في وقت حضر حراس البار الثلاثة على وقع صوت نيكول تصرخ فوقعت «نور» في الأسر.
أوقفت الفتيات الأربع باصاً صغيراً وصعدن معه وعلى الطريق اخبرن السائق القصة وانهن يردن الوصول إلى أقرب مخفر لتقديم بلاغ، فأخذهن إلى مخفر «فرن الشباك» في بيروت، وبعد سماع أقوالهن تحرّكت دورية أمنية وتوجهت نحو جونية لتحرير 60 فتاة من المحلين، والقبض على 10 حارسات مع السائقين.
وفي اتصال مع سائق «الفان» أحمد.ع قال لـ «الراي» إنه شاهد 4 فتيات صعدن معه، وعلى الطريق طلبن منه المساعدة، وعند وصوله إلى نقطة الطيونة (اول ضاحية بيروت الجنوبية)، وبحكم أنها منطقة تخضع نوعاً ما لنفوذ حزب الله، سأله أحد الأمنيين في الحزب عن سبب وقوفه هناك وعن الفتيات اللواتي معه، فأخبره بالقصة وحينها قال له الأمني إن عليه الذهاب إلى أقرب مخفر في المنطقة وهو «فرن الشباك»، وهذا ما حصل.
وينفي السائق كل المعلومات التي أشارت إلى أنه أخذ الفتيات إلى «حزب الله» في الضاحية الجنوبية، وأنه قبل ذلك تم وضعهن في شقة هناك، وأن أحد الرجال تحرش بهنّ ثم علِم الحزب وأتى لإنقاذهن. ويؤكد السائق أحمد أنه سلّم بنفسه الفتيات إلى قسم الاستقصاء في جبل لبنان (فرن الشباك) وأخذوا إفادته واسمه ورقمه وتم إطلاق سراحه باعتباره شاهداً في القضية فقط.
شهادات حيّة من المحررات
تراوح أعمار الفتيات المحرَّرات الـ 75 بين السادسة عشرة والثلاثين، وهنّ من مختلف المذاهب، ويتبين من خلال الأسئلة التي طُرحت على الفتيات أنه في عملية الاستدراج، كان يجري التركيز على أوضاعهن العائلية، إن كن متزوجات أو مطلقات، علماً أن غير المتزوجة ليست عائقاً للاستغلال.
وتحدّثت الفتيات عن إحدى الضحايا وتدعى «روز»، قامت خالتها بجرّها إلى لبنان وتسليمها إلى أحد المشتبه بهم الذي اعتدى عليها ثم استخدمها في تلك الأعمال المخلة، وقد صرّحت كثيرات منهن أن تصرفات ذلك المشتبه «تجعل كل واحدة منا تشعر بالاذلال وتحتقر نفسها، كما لو كنا في سوق النخاسة».
«سالي» أقدم رهينة
في «شي موريس»
مضى على وجود «سالي» (27 سنة) نحو سنتين ونصف السنة في لبنان، نسيت خلالها لون الشمس ومشهد الشارع والسيارات. وهي من بين الفتيات اللواتي خططن لعملية الهروب التي ساهمت بفضح القضية. وروت ما حصل معها قائلة: «جئتُ إلى لبنان بعدما خسرتُ عائلتي في الحرب. تعرفتُ على ع. في سهرة في بيروت على أساس وزواج، وأنه سوري ويريد أن يساعدني.
وبعد لقاءات متعددة اصطحبني إلى chez Maurice على أساس شغل وقال لي إنه يحتاج إلى ثلاثة أشهر حتى ينهي منزله وبعدها نتزوج. وبعدما أوصلني إلى المكان ورأيت الفتيات بتلك الملابس وأخبرني عن طبيعة العمل، رفضتُ. فطلب مني أن أبقى ليلة واحدة على أن أرحل في اليوم التالي. صرتُ أبكي ولم أتقبل أن يلمسني أحد.
في اليوم التالي جمعت أمتعتي لأرحل، فوجدتُ الأبواب موصدة في وجهي، وقالت لي الحارسات إن علي أن آخذ إذناً بالمغادرة، فحضر ع. إلى المكان ثم ضربني. لم أستطع بعدها أن أسمع بأذني لأيام عدة. ثم أخذني إلى الصالون ووضعني على الكرسي وأحضر الكرباج وأنزل الفتيات وسألهن بصوتٍ عالٍ: ماذا أفعل بالتي تفكر بالرحيل؟ فشعرتُ بالخوف. أنا التي لم أتلق صفعة واحدة في حياتي.
لكن بعد 15 يوماً، لم أستطع التحمّل وقلتُ له إنني أريد أن أرحل. وضعني على الكرسي وضربني بالكرباج ولم يتوقف حتى قلت له إنني لا أريد الرحيل أبداً. والضرب بالكرباج يكون على القدمين حتى لا نثير شكوك الزبون. وأحياناً يسألنا الزبون عن سبب هذه الآثار. نقول له: وقعنا على الدرج. بعض الزبائن يصدقون وآخرون لا يصدّقون ولكن لا علاقة لهم بنا».
وتروي سالي التجربة الأخيرة التي حصلت معها وأدت الى كشف الشبكة قائلة: «قررنا الهروب، أنا وثماني بنات أخريات. كان هناك باب خلفي للـchez Maurice، لا يوجد عليه حرس فراقبْنا أين تضع الحارسات المفتاح وقمنا بسرقته ولكن أثناء الهروب، قُبض على عدد منا فيما تمكنتْ أربع من الهروب. وعندما قبض عليّ ع. ربطني وراح يجلدني، ولكنه لم يكثر الجلدات لأن نهار السبت يكون لدينا عمل كثير، لكنه وعدني أنه سيكمل ضربي نهار الإثنين ولكن تمت المداهمة نهار الأحد».
إجهاض في الشهر الرابع
أما رنا وعمرها 24 سنة، فقد قاربت الموت إثر عملية إجهاض في الشهر الرابع. وقد روت كيف وصلت الى لبنان قائلة: «كنتُ قادمة من السعودية بعد مشاكل مع زوجي. وكان من المقرر أن آتي لشهر وأمكث عند عمي ثم أعود إلى زوجي. ولكنني لم أرتح في العيش مع عمي. وتركتُه بعدما تعرفتُ إلى بنات وسكنتُ معهن في منزل مشترك في جونية. تعرفتُ على ع. في الشارع.
كنت أقف بالشارع، فتوقف وعرض أن يقلّني، فقلت له (أنت لست تاكسي)، فقال لي: (معليش اطلعي). ثم راح يسألني عن وضعي ولماذا أنا وحيدة وأعطاني رقم هاتفه، وقال لي إن كنت بحاجةٍ إلى شيء، أن اتصل به وأخبره. بعدئذٍ، تعرّضت إلى مشكلة، ففكرت بأن اتصل بـ (ع) لأنه بدا رجلاً طيباً. وهكذا حصل. اتصلت به فجاء إلي وقال إنه يريدني أن أعمل لديه. فسألتُه إن كان باستطاعته مساعدتي في العودة إلى السعودية كوني تركتُ أولادي ولدي مشكلة مع السفارة ويريدون مني ورقة أحتاج الى مَن يرسلها لي من السعودية وزوجي لن يقبل بذلك.
فقال لي إن لديه شقيقاً في الرياض وسيساعدني شرط أن أعمل لديه. ولكن بعدما عرفت بطبيعة العمل، رفضتُ. وبعد الضرب والتعذيب، رضيتُ. وحملتُ فتأخروا في إجراء العملية حتى صرت في الشهر الرابع. عندها أصبح من الصعب إجراء عملية الاجهاض، فأعطوني دواء حتى يقتل الجنين قبل الإجهاض، وعندما قُبض علينا في الأمن العام كنت قد أجريتُ العملية للتو. سألوني (ما بك)، فأجبرت أن أقول لهم إنني أعاني من الحرارة. ولكن أحداً لم يحاول استيضاح حقيقة ما يجري معي بالرغم من أنني كنت أفقد وعيي أحياناً. في الأمن العام، لم يسألنا أحد عن شيء. كتبوا ما يشاءون. وكانوا فقط عندما يسمعون همساً فيما بيننا، نتعرّض للضرب بالعصا».
وهم الزواج
وصلت سيرينا (27 سنة) إلى لبنان قبل ثلاثة أشهر. وقد روت لـ«الراي»: «بعدما تعرّفتُ على شاب يدعى ا. ش.على أساس مشروع زواج، أخبرني أننا سنعيش في لبنان وسنعمل معاً. ومع الوقت، سأحضر بناتي من سورية ليسكنوا معنا. عندها، أعددتُ أوراقي وجئت معه. أحضرني إلى منزل غ. ض. (تم القبض عليه) على أساس أنه شقيقه.
وكان سبق له أن تحدث معه مرات عدة أمامي عبر الهاتف وجعلني أتحدث إلى زوجته نور (إحدى الحارسات) التي شجعتني بدورها على المجيء الى لبنان. عندما وصلت إلى لبنان، بقيتُ في ذلك المنزل غ.ض ثلاثة أيام، ولكن كان هناك أمرٌ غريب يحصل. فثمة رجل غريب (ع.) كان يزورهم كل يوم عند الساعة السادسة أو السابعة صباحا، فكانوا يوقظونني لأراه بحجة أنه (عيب) يجب أن أقوم لشرب القهوة، (علمتُ لاحقاً أنه كان يأتي لأخذ الغلة).
في اليوم الثالث، قال لي (ا.ش) أنه متوجه إلى منزل عمته ليعطيها بعض الأغراض وطلب مني أن أذهب لرؤية العمل. ثم جاء ع. واصطحبني إلى «المشروع» chez Maurice. وعندما دخلت في البداية، لم أشعر بشيء غريب. فقد شاهدت مطبخاً وشعرتُ براحة نفسية إذ اعتقدتُ أنني سآخذ الطلبات من النزلاء. بعدها طلب ع. من أحدهم إرشادي إلى غرفة لأرتاح فيها. كانت الساعة قرابة الحادية عشرة صباحاً.
وعند الساعة الثانية من بعد الظهر، أيقظوني وطلبوا مني ارتداء ملابس فاضحة. هنا استغربت ورفضتُ ارتداءها لكنهم أجبروني على ارتدائها والجلوس في الصالة إلى جانب بقية البنات. حاولتُ أن أستفسر من فتاة عن طبيعة العمل، فأخبرت إحدى الحارسات (ع): (في وحدة عم تطوّل لسانها). عندها تعرضتُ للضرب.
وقال لي إنني سأعمل لديه لمدة شهرين وان الشاب الذي أحضرني إلى لبنان قبض ثمني ورحل. وعلمتُ لاحقاً أن (ا.ش) قام باستدراج فتيات أخريات غيري». وأضافت:«حاولتُ أن أقنع (ع) أنه ليس بإمكاني العمل، رجوته أن يدعني أرحل، فتعرّضتُ للضرب المبرح لأيام عدة حتى رضخت. بعد شهر ونصف الشهر من العمل، نقلني الى الـsilver. وبعد انقضاء الشهرين لم أكن أجرؤ على قول لا. فغيري من البنات مضى على وجودهن سنتان إلى أربع سنوات».
الريجيم المميت
«نغم» (30 سنة) وصلت منذ أسبوعين الى لبنان وهي منذ ذلك الحين تعيش على خيارة واحدة في اليوم. فضرورات العمل فرضت عليها هذا النوع من «الريجيم» لإرضاء الزبائن. وقد روت لنا:«تعرفتُ على شخص يدعى (أ. ش.) عن طريق صديقة لي في سورية اتصلت بي في إحدى المرات وقالت إن لديها صديقاً يريد أن يفتح مطعماً في جونية. وعرضت علي العمل لديه مقابل 1000 دولار لأتمكن من جمع المال وتالياً اللحاق مع أولادي بزوجي.
والمفروض أن الفتاة تعرف (أ.ش) عن طريق قرابة عائلية. فقلت لها إنه لا يمكنني أن أؤكد أو أنفي قبل التعرف بالشخص. عندما التقيت به في سورية، قال لي إن لديه مطعماً يدعى جوني بار قام بافتتاحه قبل شهر وأن فنانين مشهورين يأتون إليه، فقلت له إنني أريد أن أجرب العمل أنا ورفيقاتي مدة أسبوعين ومن ثم أقرر. فقال أنه سيدفع لي 350 دولاراً مقابل العمل لهذه المدة.
جاء هو والبنات على نحو شرعي إلى لبنان، أما أنا فأدخلني على نحو غير شرعي لأنني سبق وخالفت شروط الإقامة في زيارة سابقة للبنان، ركبت في سيارة تقل شخصين هما (غ. ض) و(ع) اللذين كان يفترض أن يقلّاني إلى المطعم. وحين وصلتُ إلى الفندق حيث كان هناك أعداد هائلة من البنات مع حقائبهن، استمع إلى قصتي. من بعدها، أطلعني على حقيقة العمل، فرفضتُ وقلت له إن بإمكاني أن أتصل بأحد الأشخاص ليؤمن له المبلغ الذي دفعه تكلفة وصولي إلى لبنان. فقال (لا بدكن تشتغلوا)، وبعد الضرب والإكراه، أجبروني على العمل».
الضحيّة الجلادة
مضى على وجود سمر (وهي إحدى الحارسات الجدد) في لبنان عشر سنوات وهي تمارس الدعارة، وعمرها لا يتجاوز الخمسة وعشرين عاماً. وقد روت قصتها وقالت: «كنت في الخامسة عشرة من عمري عندما تطلقتُ. أهلي نبذوني واعتبروا أنني سأجلب العار لهم لأنني مطلقة. تركتُ المنزل وسكنت في فندق ولم أكن أملك المال، فتعرفت على فتاة تعمل بالدعارة وقالت إنها ستعرفني إلى أشخاص سيساعدونني على تأمين طعامي وعيشتي مقابل هذا الأمر.
من ثم، انتقلت إلى لبنان حيث تعرفت على ع. وخلال عشر سنوات، لم يتم توقيفي سوى مرة واحدة فقط، حيث بقيت موقوفة مدة 24 ساعة ثم أطلقوا سراحنا، وبعد معاناتي من التهابات حادة في الدم تقرر توقيفي عن العمل وجعلي حارسةً على الفتيات. ولكنني حارسة درجة ثانية أبقى محبوسة معهن وأتعرض للجلد والضرب إذا لم أقم بواجبي بمراقبتهن».
احسنت هؤلاء الوحوش لايستحقون الحياة والموت في حقهم قليل وعذاب الأخره أشد من ذلك يا سفله كيف لا تخاف بكم الأرض كيف تتحمل هذه الأرض وجود هذه القذارة تمشي عليها لا والله اللهم اشف صدور المظلومين بنتقامك وبطشك بكل من ساهم وعاون واشترك وتسبب في هذا الجرم العظيم
أقيموا شرع الله وأنزلوا أشد العقوبات على القائمين بهذه المشينات أقلها الأعدام في الساحات العامه أمام الناس ( إن مثل هذه الأعمال تخرب الديار وتفني الأعمار)