مثّلت القمة الخليجية المغربية التي انعقدت في 20 أبريل/ نيسان 2016 في الرياض مناسبةً أخرى تتجلّى فيها مستويات التقارب في وجهات النظر بشأن أبرز القضايا العربية والإسلامية التي تشغل قادة دول الخليج العربيّ مع أخيهم جلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية في هذا الظرف التاريخي العصيب الذي تمرّ به المنطقة العربية عموماً، من المغرب إلى الخليج. كما تمثّل القمّة والزيارات التي تلتها إلى بعض الدول الخليجية، ومنها البحرين، فرصة أخرى للتأكيد على العمق الاستراتيجي الذي يربط المغاربة بالأشقاء الخليجيين على مرّ التاريخ، سواءً على المستوى السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الأمني، خاصةً مع تعاظم قوة بعض الجماعات المتطرفة في الساحل والصحراء مَغرِباً، أو محاولة بعض القوى الإقليمية مَشرِقاً فرض سياسة توسعيّة تخدم أجندات أجنبيّة لا عربية.
لقد جاءت هذه القمة المغربية الخليجية، الأولى من نوعها، في فترة دقيقة تتّسم بتفكّك الأمة العربية وتصدّعها، حيث يكاد لا يُذكَر دورٌ مهمٌّ لجامعة الدول العربية في أمّهات القضايا التي تشغل المنطقة العربية، ومنطقة الشرق الأوسط خصوصاً وهي تعيش مرحلة صعبة للغاية ومعقدة، مرحلة هي بمثابة زلزال بدأ بتفكيك العراق ثم سورية، وصولاً إلى التقارب الأميركي – الإيراني، حتّى شبّه الكثير من المحلّلين هذه الفترة من تاريخ الأمّة العربيّة بفترة نهاية القرن التاسع عشر؛ حيث تم توظيف الورقة القومية والثورة العربية، على وجاهة مقاصدها، لتفكيك الإمبراطورية العثمانية وتوزيع تركة الرجل المريض، يتمّ كذلك اليوم استعمال ثورات الربيع العربي والورقة الطائفية لضرب أمن الدول العربية واستقرارها وإعادة تجزئتها.
وقد بدأ التقسيم يقترب أكثر فأكثر من منطقة المغرب العربي حيث أصبح واقعاً فعليّاً في ليبيا، ويواجه المغرب منذ عقود مخططاً لفصل الصحراء المغربية عنه، ازداد اليوم بعد الضجة التي أحدثتها تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقد أكد العاهل المغربي في خطاب القمة المغربية الخليجية على أخطار التقسيم التي تتهدّد المنطقة العربية قائلاً: «إنّ المنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة وتقسيم الدول كما هو الشأن في سورية والعراق وليبيا مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي».
في هذا الإطار الحارق، تتنزّل زيارة العاهل المغربي إلى الخليج العربي لعقد أوّل قمّة مغربية خليجية في تاريخ العلاقة بين جناحي الأمة العربية. نموذج العلاقة المغربية الخليجية من أنجح العلاقات البينية العربية في الوقت الراهن؛ إذْ هي علاقةٌ لم تُمْلِها الحاجة السياسية أو الاقتصادية بقدر ما هي علاقة متجذرة في التاريخ، قديمه وحديثه، ولا ينسى المغاربة لأهل الخليج دعمهم لاستقلال المغرب من الاستعمار الفرنسي أو موقفهم مع حدث «المسيرة الخضراء» سنة 1975 واستكمال الوحدة الترابية للمغرب.
كما لا ينسى أهل الخليج دعم المملكة المغربية لسياسة الأشقاء الخليجيين الخارجية، ولا سيما في التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب؛ فلقد كانت المغرب من أولى الدول التي أعلنت دعمها لهذا المشروع الوقائي من خطر التمدد الإرهابي، فضلاً عن وقوف المغرب مع السعودية التي قادت عاصفة الحزم من أجل دعم الشرعية في اليمن سياسياً ومعلوماتياً ولوجستيكياً وعسكرياً، كموقف مبدئي ولا مشروط.
إنّ زيارات الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية التي أعقبت القمة الخليجية لدولة الإمارات العربية ومملكة البحرين ودولة قطر، لتؤكد نجاح هذه القمة واستكمالاً لأبعادها الاقتصادية. كما تؤكّد أنّ التباعد الجغرافي بين مغرب الوطن العربي ومشرقه لا يمثّل عائقاً أمام التقارب السياسيّ والاقتصاديّ والثقافيّ بين أهل الخليج العربي وأهل المغرب العربيّ.
كما أنّ هذه الزيارات وما حُفَّ به العاهل المغربي من حفاوة استقبال أينما حلّ، ولا سيما في البحرين، يبرز قيمة العلاقة الأخوية بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل المغربي. وقد يكون من باب الاعتراف بهذه العلاقات الطيّبة بين قادة هذه البلدان تسمية بعض الشوارع أو الساحات أو المراكز العلمية أو الثقافية في المملكة المغربيّة بأسماء قادة دول مجلس التعاون، وفي دول الخليج العربي باسم العاهل المغربي محمد السادس تخليداً لهذه العلاقات الأخوية الطيّبة.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"العدد 4989 - الأربعاء 04 مايو 2016م الموافق 27 رجب 1437هـ
يا اخ بودبوس هل نسيت ام تناسيت حق تقريرالمصير للشعب الصحراوي
كما أنّ هذه الزيارات وما حُفَّ به العاهل المغربي من حفاوة استقبال أينما حلّ، ولا سيما في البحرين، يبرز قيمة العلاقة الأخوية بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل المغربي. وقد يكون من باب الاعتراف بهذه العلاقات الطيّبة بين قادة هذه البلدان تسمية بعض الشوارع أو الساحات أو المراكز العلمية أو الثقافية في المملكة المغربيّة بأسماء قادة دول مجلس التعاون، وفي دول الخليج العربي باسم العاهل المغربي محمد السادس تخليداً لهذه العلاقات الأخوية الطيّبة.
المغرب الشقيق هو واحة الاستقرار و الاعتدال الوحيدة في المغرب العربي لذلك يريد الأمريكان زعزعت استقرار المغرب من خلال قضية ما يسمى بالصحراء و التي هي في الأصل جزء أصيل من أراضي المملكة المغربية و لكن للأسف بعد من يعدون اشقاء هم من يدعمون عدم الاستقرار