التزمت اثنتا عشرة دولة تشارك في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، أمس الأربعاء (4 مايو/ أيار 2016) تعزيز مشاركتها القتالية بعد دعوات متكررة لواشنطن في هذا السياق.
وقال وزراء دفاع أستراليا وكندا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا ونيوزيلندا والنرويج وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيانٍ مشترك بعد اجتماع في قاعدة عسكرية أميركية بمدينة شتوتغارت بجنوب غرب ألمانيا «نجدد دعمنا الكامل لتسريع وتعزيز نجاح شركائنا على الأرض ولنشر قدرات إضافية على المدى القصير».
وهذه الدول هي المساهم الأكبر عسكرياً في التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة في خريف 2014 ضد التنظيم المتطرف.
وأضاف الوزراء أن تعزيز الإمكانات الذي لم ترشح أي معلومات حوله، يهدف خصوصاً «إلى تسريع انهيار سيطرة تنظيم (داعش) على الموصل والرقة».
وتابعوا «عبر التحرك على هذا النحو، نستطيع توسيع نطاق التحرك لمصلحة شركائنا على الأرض والاقتراب من هزيمة دائمة» للتنظيم المتطرف.
وجاء اجتماع شتوتغارت بمبادرة من وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الذي أمل بأن يشارك الحلف الأطلسي في هذا الجهد القتالي.
وأشار إلى مساعدة تتخذ شكل «تنسيق لوجستي» بين الدول الأعضاء في الحلف والتي تشارك في شكل فردي في التحالف ضد المتطرفين. ولفت أيضاً إلى قضية «طائرات أواكس التابعة للحلف الأطلسي».
وفي خطوة أولى، وافق الحلف مبدئياً الخميس على نشر طائرات أواكس للاستطلاع التابعة له فوق الولايات المتحدة بحيث يتاح للجيش الأميركي استخدام طائراته في عمليات في الأجواء العراقية والسورية.
لكن مصدراً دبلوماسياً قال إن واشنطن تريد المضي أبعد من ذلك بحيث تحلق طائرات الاستطلاع التابعة للحلف في الأجواء السورية والعراقية.
وقد يتم التقدم بطلب رسمي في هذا الصدد خلال اجتماع وزراء خارجية دول الحلف في 19 و20 مايو/ أيار في بروكسل، بحسب المصدر.
من جانبه، أعرب وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أمس عن ثقته بأن الدول المشاركة في القتال ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق ستدفع بمزيد من الإمكانات العسكرية إلى ميدان المعركة.
وعقب اجتماع لوزراء دفاع الدول المشاركة في التحالف ضد التنظيم المتطرف، قال كارتر إن «هناك إدراكاً مشتركاً أن علينا جميعاً أن نكون مستعدين لتقديم المزيد»، مؤكداً أنه «واثق بأن اجتماع اليوم (أمس) سيثمر التزامات عسكرية إضافية».
وبحث وزراء الدفاع في اجتماعهم في مقر القيادة الأميركية الأوروبية في شتوتغارت مساهمات بلدانهم الاقتصادية والعسكرية في الحملة ضد التنظيم المتطرف.
وصرح كارتر للصحافيين «الانتصار يتطلب المزيد. سننتصر ولكن علينا جميعاً أن نقدم المزيد».
وأضاف «هذا القتال لم ينته بعد، وينطوي على مخاطر كبيرة».
إلا أنه تدارك أن «السماح لداعش بالحصول على ملاذ آمن يحمل مخاطر أكبر بكثير. ولتسريع إلحاق هزيمة دائمة بداعش، على الجميع بذل مزيد من الجهود».
وتأتي دعوة كارتر لتصعيد القتال ضد التنظيم المتطرف بعد أسبوع من دعوة الرئيس باراك أوباما الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لزيادة إنفاقها الدفاعي.
كما تحدث كارتر عن العسكري الأميركي الذي قتل في العراق أمس الأول (الثلثاء) خلال هجوم شنه تنظيم «داعش» على موقع لقوات البشمركة الكردية بشمال مدينة الموصل.
وقال «يجب أن يكون البلد بأكمله ممتناً لهذا الشاب ولعائلته على هذه التضحية».
وأضاف «للأسف فإن الخسائر تحدث (...) ولكن ذلك ضروري لحماية بلادنا، وألا نفعل شيئاً ينطوي على مخاطر أكبر».
العدد 4989 - الأربعاء 04 مايو 2016م الموافق 27 رجب 1437هـ