العدد 4988 - الثلثاء 03 مايو 2016م الموافق 26 رجب 1437هـ

مقاتلون يشنون هجوماً على حلب ودبلوماسيون يكافحون لإحياء الهدنة في سوريا

شن مقاتلون معارضون هجوما على مدينة حلب المنقسمة في شمال سوريا يوم الثلثاء (3 مايو/ أيار 2016) وأطلقوا صواريخ على مستشفى في أحدث أعمال العنف التي يتأثر بها المدنيون فيما يواجه دبلوماسيون صعوبات لإحياء اتفاق متداع لوقف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن صواريخ أطلقها مقاتلو المعارضة قتلت 19 شخصا في أراض تسيطر عليها الحكومة بينهم عدد غير محدد سقط في مستشفى الضبيط.

وتحدث المرصد عن هجوم لمقاتلي المعارضة أدى لوقوع خسائر بشرية في الجانبين. وضرب مقاتلون معارضون موقع أسلحة حكوميا بصاروخ موجه.

وذكرت قناة الإخبارية الرسمية السورية أن ثلاث نساء قتلن في المستشفى بينما أصيب 17 شخصا. ووصف بيان صدر عن وزارة الإعلام في دمشق ما حدث بأنه جريمة ضد الإنسانية.

وجاء هجوم المعارضة بعد ضربات جوية للقوات الحكومية على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة بينها ضربة أصابت مستشفى الأسبوع الماضي قالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية إنها قتلت 55 مدنيا.

وشهدت حلب أسوأ تصعيد في القتال في الأيام الأخيرة الأمر الذي قوض أول اتفاق كبير برعاية الولايات المتحدة وروسيا لوقف إطلاق النار في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ خمسة أعوام. وظل هذا الاتفاق صامدا منذ بدء سريانه في فبراير شباط.

وفي مسعى لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار بدأ تطبيق هدنات محلية مؤقتة في منطقتين بسوريا لكن هذه الهدنات لم تشمل حلب التي كانت أكبر مدينة في سوريا قبل الحرب والتي تعد الآن أكبر مكسب استراتيجي في الحرب.

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا - الذي اجتمع مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الثلثاء - إنه يأمل أن تمتد الهدنة سريعا لتشمل حلب.

وقال "نأمل جميعا أن... نتمكن خلال ساعات قليلة من إعادة تدشين اتفاق وقف الأعمال القتالية. إذا استطعنا عمل ذلك سنعود إلى المسار الصحيح".

وذكر أنه إذا امتدت الهدنة لتشمل حلب فإن محادثات السلام قد تستأنف.

وقال لافروف "يضع مسؤولون عسكريون روس وأمريكيون اللمسات النهائية على عملية الاتفاق على وقف إطلاق النار في حلب... آمل أن يتسنى الإعلان عن هذا القرار في المستقبل القريب... ربما حتى في الساعات القادمة".

 كيري يحذر الأسد من "التداعيات"

في تصريحات حادة بواشنطن حذر كيري الأسد من "التداعيات" إذا لم يلتزم بوقف إطلاق النار ولم يمض قدما في انتقال سياسي يهدف لإنهاء الحرب السورية.

وقال كيري للصحفيين بعد يوم من الاجتماعات في جنيف "إذا لم يلتزم الأسد بذلك فستكون هناك بالطبع تداعيات ربما يكون إحداها الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار ثم العودة للحرب".

وأضاف كيري "لا أعتقد أن روسيا تريد ذلك. ولا أعتقد أن الأسد سيستفيد من ذلك. ربما تكون هناك عواقب أخرى قيد الدراسة".

ولم يتضح ما يعنيه كيري بالعواقب. وحذر مسؤولون في حكومة الرئيس باراك أوباما في السابق من عواقب لأفعال الأسد في الحرب الأهلية. لكن منتقدين يقولون إن واشنطن أخفقت في اتخاذ ردود أقوى.

وقال كيري إن القتال في حلب قد يتصاعد إذا لم يمتد وقف إطلاق النار ليشمل المدينة.

ويهدد القتال في حلب بهدم أول محادثات سلام تشمل الأطراف المتحاربة والتي من المقرر أن تستأنف في موعد غير محدد بعد أن انهارت في أبريل نيسان عندما انسحب وفد المعارضة.

وأعلنت واشنطن وموسكو عن تأسيس مركز مشترك جديد في جنيف لمراقبة وقف إطلاق النار وسيعمل فيه ضباط أمريكيون وروس على مدار الساعة.

وتعمل الحكومتان لمد الهدنات المحلية لتشمل حلب لكنهما لم تتمكنا حتى الآن من عمل ذلك رغم أن الجانبين عبرا عن تفاؤلهما بإمكانية تحقيق ذلك.

مكافأة كبرى

لا تزال حلب أكبر مكافأة تسعى لها القوات الموالية للأسد التي تأمل في السيطرة الكاملة عليها ويضم ريف حلب المجاور آخر قطاع من الحدود السورية التركية ولا يزال تحت سيطرة تنظيم داعش.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 279 مدنيا قتلوا في حلب جراء القصف الجوي الحكومي منذ يوم 22 أبريل نيسان 155 منهم في مناطق خاضعة للمعارضة و124 في أحياء تسيطر عليها الحكومة.

وقال المرصد إن الهجوم البري ركز على منطقة جامعة الزهراء بالمدينة حيث سيطرت جماعات المعارضة على عدد قليل من الأبنية قبل أن يتوقف تقدمها نتيجة وصول تعزيزات للجيش.

وقال مصدر بالجيش السوري إن سيارة ملغومة استخدمت في هجوم بمنطقة قريبة لكنه فشل.

وأضاف المصدر "علما بأنه كانت الأمور بتسير باتجاه أن تشمل حلب الهدنة ولكن يبدو هناك من لا يرغب في ذلك."

وذكر بيان للجيش السوري يوم الثلاثاء أن هجوم المعارضة على المستشفى جاء "في الوقت الذي تبذل فيه جهود دولية ومحلية لتثبيت نظام وقف الأعمال القتالية وتطبيق نظام تهدئة في حلب".

وفي بيان اتهمت جماعة نور الدين زنكي المعارضة الحكومة بشن أول هجوم بري يوم الثلاثاء قائلة إنها هاجمت غرب حلب. وقالت الجماعة إنه تم التصدي للهجوم بنجاح وأعقبه هجوم مضاد سيطر مقاتلو المعارضة خلاله على عدد من المواقع.

وأدت الحرب الأهلية في سوريا إلى مقتل مئات الآلاف وشردت الملايين وأحدثت أسوأ أزمة لاجئين في العالم ووفرت أيضا قاعدة لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين شنوا هجمات في أكثر من مكان.

وتعثرت كل الجهود الدبلوماسية الرامية لحل الأزمة بسبب الخلاف على مصير الأسد الذي يرفض مطالب المعارضة بالرحيل عن السلطة.

وتقول قوى غربية وإقليمية علاوة على واشنطن إن الأسد يجب أن يترك السلطة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:10 ص

      على الداعمين للثوار تزويدهم بشتا انواع السلاح
      با اسرع وقت ممكن لردع عدوان هذا الطاغي وملشياته

    • زائر 1 | 5:39 ص

      اشووف محد علق

      يقولون ليكم مقاتلون معارضون شنو هجوم بالصواريخ على مستشفى !!!

اقرأ ايضاً