حقق أتلتيكو مدريد الإسباني ثأراً طال انتظاره على مضيفه بايرن ميونيخ الألماني وبلغ نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة في تاريخه برغم خسارته 1-2 أمس الثلثاء على ملعب «اليانز إرينا» في إياب الدور نصف النهائي.
وكان أتلتيكو حسم لقاء الذهاب على أرضه 1 - صفر بهدف رائع من ساول نونغيز، فتأهل بفضل الهدف الذي سجله خارج ملعبه عبر الفرنسي أنطوان غريزمان في مباراة أهدر خلالها بايرن ركلة جزاء كانت كفيلة بتغيير مجرى الأمور لو نجح توماس مولر في ترجمتها خلال الشوط الأول من المباراة التي حبست فيها الأنفاس حتى صافرة النهاية، خصوصاً بعدما أهدر أتلتيكو ركلة جزاء أيضاً في الدقيقة 84 عبر فرناندو توريس.
ونجح أتلتيكو في رد اعتباره من النادي البافاري الذي حرمه من اللقب القاري العام 1974 بالفوز عليه 4-صفر في لقاء معاد بعدما تعادلا في الأول 1-1 بعد التمديد، حين كان النادي الإسباني في طريقه للتتويج قبل أن يدرك هانتس-يورغ شفارتسنبك التعادل في الدقيقة الأخيرة (120).
ووضع أتلتيكو حداً لمسعى مواطنه المدرب جوسيب غوارديولا بفك عقدة الدور نصف النهائي مع الفريق البافاري وبلوغ المباراة النهائي على أمل توديع الفريق الألماني بالثلاثية قبل الرحيل إلى مانشستر سيتي.
وأجرى غوارديولا ثلاثة تعديلات على التشكيلة التي خاضت لقاء الذهاب، إذ أشرك توماس مولر منذ البداية على حساب الإسباني تياغو الكانتارا بعد موجة الانتقادات التي طالته بسبب خياره بإبقاء النجم الدولي على مقاعد البدلاء في لقاء «فيسنتي كالديرون».
كما شارك المدافع العائد من الإصابة جيروم بواتنغ منذ البداية بعد أن سجل عودته إلى الفريق السبت ضد بوروسيا مونشنغلادباخ.
ولعب الجناح الفرنسي فرانك ريبيري منذ البداية أيضاً على حساب مواطنه كينغزلي كومان، فيما أجرى المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني تعديلاً وحيداً على تشكيلة أتلتيكو بإشراك قلب الدفاع الأوروغوياني دييغو غودين الذي غاب عن لقاء الذهاب بسبب الإصابة، على حساب المونتينيغري ستيفان سافيتش.
وكما كان متوقعاً، كان بايرن الطرف الأفضل في بداية اللقاء حيث سعى للوصول إلى الشباك باكراً من أجل إطلاق المواجهة من نقطة الصفر، لكن أتلتيكو عرف كالعادة كيف يغلق منطقته والاعتماد على المرتدات التي كادت أن تثمر عن هدف في الدقيقة 15 لولا مانويل نوير الذي تدخل ببراعة للوقوف بوجه تسديدة صاروخية بعيدة من القائد غابي.
ورد النادي البافاري بتسديدة بعيدة من التشيلي ارتورو فيدال، لكن الحارس السلوفيني يان أوبلاك كان متيقظاً (17)، ثم كان قريباً جداً من الوصول إلى الشباك عندما لعب بواتنغ كرة طولية إلى داخل المنطقة لمولر الذي حضرها باللمسة الأولى إلى البولندي روبرت ليفاندوفسكي، فسددها الأخير من زاوية صعبة لكن أوبلاك كان له بالمرصاد (21).
وواصل بايرن أفضليته وفرصه واختبر ريبيري حظه من خارج المنطقة بتسديدة قوية صدها أوبلاك ثم أفلت الكرة من يده فسقطت أمام ليفاندوفسكي الذي حاول متابعها في الشباك، لكنه أطاح بها في المدرجات بعدما أقفل الحارس السلوفيني الزاوية عليه (24)، ثم اتبعها القائد فيليب لام بتسديدة صاروخية من خارج المنطقة علت العارضة بقليل (27).
وأثمر ضغط بايرن عن هدف التقدم الذي جاء من ركلة حرة نفذها الإسباني تشابي الونسو فتحولت من الأوروغوياني خوسيه خيمينيز وخدعت زميله أوبلاك (31) الذي اهتزت شباكه للمرة الأولى في 632 دقيقة.
ولم يكن أتلتيكو يلتقط أنفاسه حتى عوقب بركلة جزاء تسبب بها خيمينيز بالذات بعدما أسقط الإسباني خافي مارتينيز داخل المنطقة، فانبرى لها مولر الذي اصطدم بتألق أوبلاك، ثم سقطت الكرة أمام تشابي الونسو الذي حاول متابعتها في الشباك لكن الحارس السلوفيني تألق مجدداً وأنقذ الضيوف (34).
وحاول بايرن جاهداً تعويض ركلة الجزاء في الدقائق المتبقية من الشوط الأول دون أن ينجح في اختراق تكتل دفاع الفريق الإسباني ثم واصل محاولاته مع بداية الشوط الثاني لكن الهدف جاء من الجهة المقابلة ومن أول فرصة لرجال سيميوني، وكان عبر غريزمان الذي انفرد بالمرمى بعدما كسر مصيدة التسلل بعدما تبادل الكرة مع فرناندو توريس ثم تقدم قبل أن يسددها أرضية على يسار مانويل نوير (54)، مسجلاً هدفه التاسع في دوري الأبطال ليكون أفضل هداف في تاريخ مشاركات «لوس روخيبلانكوس» في المسابقة القارية الأم.
كما رفع رصيده إلى 31 هدفاً هذا الموسم في جميع المسابقات.
وكان بايرن قريباً من استعادة التقدم وإنعاش آماله بالتأهل إلى النهائي للمرة الحادية عشرة في تاريخه عبر ليفاندوفسكي الذي وصلته الكرة داخل المنطقة من فيدال لكن أوبلاك واصل تألقه وأنقذ فريقه (70).
ثم اشتعلت المواجهة في ربع الساعة الأخير عندما تقدم النادي البافاري مجدداً بعدما لعب النمسوي دافيد الابا كرة عرضية من الجهة اليسرى إلى القائم البعيد حيث فيدال الذي حضرها برأسه إلى ليفاندوفسكي الذي حولها برأسه أيضاً داخل الشباك (74)، مسجلاً هدفه التاسع في المسابقة هذا الموسم.
وحصل أتلتيكو على فرصة توجيه الضربة القاضية لمضيفه عندما منحه الحكم ركلة جزاء سخية إثر سقوط توريس على حافة المنطقة بعد خطأ من مواطنه مارتينيز لكن مهاجم تشلسي الإنجليزي السابق فشل في ترجمتها بعدما اصطدم بتألق نوير (84)، ما فتح الباب أمام بايرن لمواصلة اندفاعه نحو مرمى ضيفه الذي كادت أن تهتز شباكه بهدف قاتل بعدما تحولت تسديدة الابا لكن أوبلاك تألق مجدداً وأنقذ فريقه (88).
العدد 4988 - الثلثاء 03 مايو 2016م الموافق 26 رجب 1437هـ
هذه الدنيا
البقاء على القمه هو التحدي واثبتت الايام ان الكره مدوره