من المحتمل جدّاً أن ينتخب البريطانيون غداً (الخميس) «صادق خان» ليصبح أول عمدة مسلم لمدينة لندن، ورئيساً لمجلس لندن المُكوَّن من 25 عضواً منتخَباً، وهو بذلك يكون مسئولاً عن الإسكان، والتخطيط الاستراتيجي للمدينة، وتخطيط النقل، وتنظيم النقل العام للركاب، وإدارة الطرق السريعة في العاصمة ومحيطها، والدفاع المدني (إطفاء الحريق).
فوق كُلِّ ذلك، فإنّ لندن مدينة عالمية، يقطنها نحو 9 ملايين نسمة، وهي مركز عالمي للمال والصرافة، والفنون والتجارة والاستثمار والتعليم والترفيه، والأزياء، والرعاية الصحية، ووسائل الإعلام، والخدمات المهنية، والبحوث والتطوير، والآثار والسياحة، وشوارع التسوُّق الشهيرة... وشهرتها تغطّي في كثير من الأحيان على أسماء إنجلترا وبريطانيا والمملكة المتحدة، بل إنّ هناك الكثير ممّن يذهب إلى بريطانيا ولكن يختصر حديثه بالقول إنه ذاهب إلى لندن.
بمعنى آخر، فإنّ «عمدة لندن» يُمثِّلُ ثقافةَ وحضارةَ وتاريخَ وطموحاتِ واحدةٍ من أهم وأكبر مُدن العالم، وهي تحتضن أكثر من 40 جامعة ومؤسسة تعليمية عالمية، وهي رائدة في الإبداع والإعلام، وأثرها يمتدُّ إلى أكثر من محيطها، بل إنّ إعلامها يؤثّر حتى على الولايات المتحدة الأميركية بسبب قوة المؤسسات فيها.
صادق خان (46 عاماً)، يشغل حاليّاً منصب وزير العدل في حكومة الظِّل (حزب العمّال)، وكان قد عمل محامياً في مجال حقوق الإنسان، ووالده كان من الباكستانيين الذين هاجروا إلى لندن، وعمل سائق حافلة، وربّى 8 أطفال في شقة من شقق الإسكان... صادق خان يتقدّم حاليّاً بعشرين نقطة في الاستطلاعات على منافسه من حزب المحافظين، وإذا فاز غداً فسيكون في منصبه لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد عبر الانتخابات.
عندما يتسلّم خان رئاسة مجلس لندن فإنّه سيُوجِّهُ صفعةً قويّةً للمتطرّفين الذين سعوا إلى فصل المسلمين عن العالم وتحويلهم إلى قتَلة وسفّاكي دماء تحت عنوان الحرب بين دار الإسلام ودار الكفر، وهذه الصفعة التي من الممكن أن يوجِّهها خان ستمثّل الردّ الحضاري للمسلمين على من شوَّهوا اسم الإسلام والمسلمين.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4988 - الثلثاء 03 مايو 2016م الموافق 26 رجب 1437هـ
الله يوفقه
يارب يتوفق وبيض وجه الاسلام والمسلمين والانسانيه بشكل عام