شن تنظيم «داعش» هجوماً على قوات البشمركة الكردية في شمال البلاد أمس الثلثاء (3 مايو/ أيار 2016) قتل خلاله جندي أميركي من قوات التحالف الدولي التي تقاتل المتطرفين بقيادة الولايات المتحدة، بحسب بيان رسمي صادر عن قوات التحالف.
والجندي الذي أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه أميركي الجنسية، هو ثالث جندي يعلن مقتله بنيران معادية في العراق منذ استيلاء تنظيم «داعش» على مساحات شاسعة من العراق في منتصف 2014.
وأوضح بيان لقوات التحالف التي تقاتل تنظيم «داعش»: «قتل جندي من التحالف اليوم الثلثاء (أمس) في شمال العراق نتيجة نيران معادية».
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» بيتر كوك إن الوفاة حصلت خلال هجوم تنظيم «داعش» على مواقع البشمركة قرب مدينة الموصل التي يسيطر عليها المتطرفون.
وذكر مصدر في وزارة الدفاع الأميركية من واشنطن أن الجندي الأميركي هو من القوات البحرية الخاصة، مؤكداً مقتله في هجوم «منسق» شنه تنظيم «داعش».
وصرح المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة «فرانس برس» أن الهجوم «كان منسقاً استخدمت فيه القنابل والعديد من العبوات الناسفة المصنعة يدوياً».
وفي أول رد فعل على النبأ، قال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر للصحافيين في مقر القيادة الأميركية في شتوتغارت إنه يعتقد أن «النبأ صحيح. نتوجه بصلواتنا وفكرنا إلى عائلة» الجندي.
وأضاف المتحدث باسم «البنتاغون»: «كما قال وزير الدفاع في ألمانيا اليوم (أمس)، هذا النبأ الحزين هو تذكير بالخطر الذي يواجهه رجالنا ونساؤنا كل يوم في القتال الدائر لتدمير داعش والقضاء على التهديد الذي يمثله هذا التنظيم على الولايات المتحدة والعالم». وأضاف «تحالفنا سيشرف هذه التضحية من خلال إنزال هزيمة دائمة بداعش».
وذكر مسئول عسكري في التحالف مشترطاً عدم ذكر اسمه أن الجندي قتل عند الساعة 9:30 (06,30 تغ) صباح أمس الثلثاء، بنيران مباشرة من قوة معادية تسللت خلف خطوط قوات البشمركة. هذا، وشن تنظيم «داعش» فجر أمس هجوماً كبيراً من أربعة محاور في شمال العراق في محاولة «لإفشال خطة تحرير الموصل» حسبما أفاد المتحدث باسم قوات البشمركة جبار ياور.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، أن تنظيم «داعش» تسلل إلى بلدة تلسقف المسيحية مستخدماً مجموعة من الانتحاريين وأن قوات البشمركة تخوض معارك داخل الأحياء مع المتسللين».
وأعلن كارتر مؤخراً خلال زيارة لبغداد عن نشر نحو 200 عسكري إضافي وطائرات هجومية لدعم القوات العراقية في معركة استعادة الموصل التي يحتلها التنظيم المتطرف.
وقال المسئول العسكري إن الجندي الذي قتل أمس كان يعمل على تقديم الاستشارة والمساعدة وكان على بعد ثلاثة إلى خمسة كليومترات عن الخطوط الأمامية. هذا، وأعلن مصدر في قوات البيشمركة أمس (الثلثاء) استعادة بلدة تلسقف من سيطرة تنظيم «داعش» وتوقف المعارك بين الجانبين. وقال المصدر، الذي لم يتم الكشف عن هويته، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن» قوات البشمركة تمكنت من استرجاع بلدة تلسقف التي دخلتها عناصر تنظيم داعش فجر اليوم (أمس) بعد تكبيده 110 قتلى دون الإشارة إلى الخسائر التي وقعت بين صفوف قوات البيشمركة».
هذا، وأعلن مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين العراقية أمس مقتل 11 من عناصر تنظيم «داعش» وعنصري أمن عراقيين وإصابة ستة آخرين خلال اشتباكات في بيجي. وقال المصدر إن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب وبإسنادٍ من قبل طيران الجيش والقوة الجوية العراقية أحبطت محاولة تعرض ثانية لتنظيم داعش على منطقة الطاقة الحرارية شمال بيجي، وقتلت 11 داعشياً من بينهم من ذوي جنسيات عربية ودمرت ثلاثة عجلات فيما قتل عنصران من القوات الأمنية وأصيب ستة آخرون بجروح وهو الهجوم الثاني من نوعه خلال 24 ساعة».
من جانب آخر، دعا اجتماع أمني عراقي برئاسة رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أمس إلى أهمية التزام المتظاهرين بالأماكن المخصصة للتظاهر وحماية مؤسسات الدولة.
وجرى خلال الاجتماع، الذي حضره مسئولون للمجلس الوزاري للأمن الوطني، مناقشة الوضع الأمني خصوصاً في بغداد والإجراءات المتخذة لحماية مؤسسات الدولة وأهمية التزام المتظاهرين بالأماكن المخصصة للتظاهر.
ومن المنتظر أن تشهد بغداد يوم الجمعة المقبل مظاهرات لأتباع رجل الدين مقتدى الصدر للمطالبة باستكمال إنجاز التشكيلة الوزارية ومحاربة الفساد واتخاذ خطوات جدية لإصلاح العملية السياسية.
من جانبه، دعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس الأمم المتحدة إلى أن تلعب دوراً لتقريب وجهات النظر للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد حالياً.
وناقش الجبوري، خلال اجتماعه أمس مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش «تطورات المشهد العراقي وسبل الخروج من الأزمة الحالية التي يشهدها العراق».
وأكد المسئول الأممي أن «الأمم المتحدة داعمة للقانون واحترام الدستور وأنها في الوقت ذاته تؤكد رفضها التجاوز على المؤسسة الدستورية وموظفيها والنواب المنتخبين لما في ذلك من إساءة إلى هيبة الدولة والدستور والقانون».
هذا، وبحث رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أمس مع الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي أوضاع النازحين والسجون والحرب على «داعش» وحماية المدنيين.
وأكد العبادي، خلال الاجتماع «حرص الحكومة على الالتزام بحقوق الإنسان وتوفير الحماية للمدنيين في الحرب التي تخوضها قواتنا ضد الإرهاب والتوجيهات التي صدرت للقوات الأمنية والعسكرية بالالتزام بحقوق الإنسان وهذا ما ظهر واضحاً من خلال استقبال الأهالي لأبطالنا عند تحرير المناطق من الإرهاب».
رغم ذلك، قالت منظمة العفو الدولية أمس إن العراق يحتجز أكثر من ألف معتقل بعضهم في سن الخامسة عشرة دون توجيه اتهامات «في ظروف لا إنسانية ومهينة» بمراكز احتجاز مؤقتة في محافظة الأنبار بغرب البلاد.
وقالت المنظمة التي يوجد مقرها في لندن إن 683 رجلاً مكدسون في مخازن غير مستخدمة في عامرية الفلوجة إلى الغرب من بغداد مباشرة حولتها قوات مكافحة الإرهاب إلى منشأة للاستجواب والاحتجاز.
وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي «المعتقلون مكدسون في مساحة أقل من متر مربع لكل منهم ويجلسون في وضع القرفصاء ليل نهار ولا يستطيعون التمدد أو الاستلقاء للنوم ونادراً ما يسمح لهم بالخروج لاستنشاق الهواء النقي». وأضاف «كان مشهداً صادماً بحق. مئات البشر مكدسون مثل السردين في علبة ومحتجزون في ظروف مهينة لشهور بشكل متواصل».
العدد 4988 - الثلثاء 03 مايو 2016م الموافق 26 رجب 1437هـ