أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس (الثلثاء) أن في حوزته «اتفاقاً» في شأن حلب مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، معتبراً أن «عواقب» ستترتب على عدم التزام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالوقف الجديد لإطلاق النار الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو وخصوصاً في حلب، في وقتٍ أعلن فيه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أنه يأمل في إعلانٍ عن وقف الأعمال القتالية في حلب. جاء ذلك، فيما طلبت فرنسا وبريطانيا اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن الدولي حول حلب، وفق ما أعلن سفيراهما أمس.
وأسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسومة بين النظام والمعارضة خلال 12 يوماً عن مقتل أكثر من 270 مدنياً بينهم نحو 50 طفلاً، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
عواصم - وكالات
أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الثلثاء (3 مايو/ أيار 2016) أن في حوزته «اتفاقاً» في شأن حلب مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، معتبراً أن «عواقب» ستترتب على عدم التزام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالوقف الجديد لإطلاق النار الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو وخصوصاً في حلب بشمال سورية، في وقتٍ أعلن فيه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أنه يأمل في إعلانٍ عن وقف الأعمال القتالية في مدينة حلب.
وصرح كيري للصحافيين في مقر وزارة الخارجية «في حال لم يلتزم الأسد بذلك فستكون هناك بشكل واضح عواقب يمكن أن تكون إحداها الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار والعودة إلى الحرب في سورية».
وأضاف كيري العائد من جنيف حيث حاول أمس الأول (الاثنين) إنقاذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية الذي بدأ تنفيذه نظرياً في 27 فبراير/ شباط لكنه بات مهدداً في شكل خطير، «لا اعتقد أن روسيا تريد ذلك. لا أعتقد أن (نظام) الأسد يمكنه الإفادة من ذلك».
ومن دون أن يكون أكثر وضوحاً، أشار كيري إلى «عواقب أخرى تتم مناقشتها، لكن المستقبل هو الذي سيحددها».
وتابع الوزير الأميركي «حالياً نبذل جهوداً حثيثة في محاولة لتنفيذ هذا الأمر (وقف إطلاق النار) بهدف حماية حلب»، في إشارة إلى مشروع الهدنة الجديدة الذي يتم التفاوض في شأنه حالياً بين واشنطن وموسكو.
وأوضح كيري أن «فريقينا (الأميركي والروسي) سيحاولان إنهاء ما عملنا عليه في الساعات الـ48 الأخيرة بهدف محاولة إحياء وقف كامل» للأعمال القتالية.
وبعدما اتهمت واشنطن بأنها استثنت حلب من المحادثات بشأن وقف إطلاق النار، كرر الوزير الأميركي أن الولايات المتحدة «تعمل خصوصاً على إحياء (الهدنة) في حلب».
وعلق كيري على القصف الذي استهدف مؤسسات استشفائية في الأيام الأخيرة. وإذ جدد إدانته لغارات النظام السوري ندد أيضاً بـ «الهجوم على مستشفى اليوم (أمس) عبر صواريخ مصدرها على ما يبدو منطقة (تسيطر عليها) المعارضة».
وخلص وزير الخارجية «ندين كل هذه الهجمات، مهما كانت الجهة التي ترتكبها ونحض جميع الأطراف (...) على اتخاذ تدابير فورية لوقف العنف الذي يدمي هذا البلد إلى حد كبير».
جاء ذلك، فيما طلبت فرنسا وبريطانيا اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن الدولي حول حلب، وفق ما أعلن سفيراهما أمس.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع دي ميستورا، قال لافروف عن وقف إطلاق النار «آمل أن يتم الإعلان عن مثل هذا القرار في وقت قريب، ربما حتى في الساعات القليلة المقبلة».
وأضاف أن «المحادثات بين عسكريين روس وأميركيين في شأن إعلان وقف إطلاق النار في مدينة حلب تنتهي اليوم (أمس)»، مشيراً إلى أنه «سيتم خلال الأيام المقبلة في جنيف إنشاء مركز تنسيق روسي - أميركي للتدخل السريع في حال خُرقت الهدنة».
وقال دي ميستورا إن محادثات السلام لحل الصراع في سورية قد تستأنف قريباً إذا تمت توسعة نطاق الهدنة لتشمل مدينة حلب.
وقال إنه يعتقد أن هناك فرصة لإعادة تدشين اتفاق وقف الأعمال القتالية -الذي انهار بعد معارك عنيفة في حلب - عن طريق تعزيز وتمديد الهدنات المحلية.
وقال دي ميستورا: «لدي شعور وأمل بأننا نستطيع إعادة تدشين ذلك». وكان يشير إلى الهدنة الجزئية التي لعبت روسيا والولايات المتحدة دور الوساطة فيها قبل نحو شهرين.
وتابع قوله «نأمل جميعاً أن ... نتمكن خلال ساعات قليلة من إعادة تدشين اتفاق وقف الأعمال القتالية. إذا استطعنا عمل ذلك سنعود إلى المسار الصحيح».
وقال دي ميستورا «سيكون مايو شهراً مهما بالنسبة لسورية. إذا كان هناك تأكيد قاطع - كما نأمل جميعاً - بأنه حتى حلب ستعود إلى نظام وقف إطلاق النار فنستطيع أن نتصور إمكانية استئناف المحادثات في الوقت ذاته».
وأسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسومة بين النظام والمعارضة خلال 12 يوماً عن مقتل أكثر من 270 مدنياً بينهم نحو 50 طفلاً، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
في برلين، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن بلادها ستستضيف اليوم (الأربعاء) اجتماعاً يضم دي ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب ووزيري الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت والألماني فرانك فالتر شتينماير.
وقالت الخارجية في بيانٍ «ستركز النقاشات على كيفية إيجاد الظروف المؤاتية لاستمرار مفاوضات السلام في جنيف وتهدئة العنف وتحسين الوضع الإنساني في سورية».
من جانبه، قال البيت الأبيض أمس (الثلثاء) إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء استمرار تصاعد العنف داخل وحول حلب في سورية وتبذل جهوداً كبيرة من خلال القنوات الدبلوماسية من أجل دفع الطرفين للعودة للالتزام باتفاق وقف الاقتتال في سورية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن الحكومة والمعارضة المسلحة في سورية ساهما في تدهور الوضع الأمني حول حلب وإن واشنطن ستعود إليهما «وتحثهما على الالتزام بتعهداتهما السابقة» بوقف الاقتتال.
ميدانياً، قصفت الفصائل المقاتلة المعارضة منذ ليل أمس الأول (الإثنين) بشكل كثيف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب، وبينها الموكاكبو والمشارقة والاشرفية وشارع النيل والسريان.
وأسفر القصف عن مقتل 16 مدنياً على الأقل، بينهم ثلاث نساء جراء قذيفة صاروخية استهدفت مستشفى الضبيط للتوليد في حي المحافظة أمس، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
وقال مصور لوكالة «فرانس برس» في الأحياء الغربية إن «واجهة المستشفى تضررت تماماً وتم إخراج جميع العاملين فيها والمرضى».
وأضاف «انه اليوم الأعنف» الذي تشهده الأحياء الغربية منذ بداية التصعيد العسكري.
وتحدث المرصد السوري عن 19 قتيلاً وحوالى 80 جريحاً في الأحياء الغربية.
وأصيبت ستة مستشفيات على الأقل في القصف في الجهتين الشرقية والغربية للمدينة خلال الأيام الأخيرة.
ميدانياً أيضاً، قتل 19 مدنياً على الأقل جراء ضربات جوية مكثفة نفذتها طائرات حربية لم تعرف هويتها واستهدفت مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش» في سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.
إلى ذلك، طالب مجلس الأمن الدولي أمس (الثلثاء) جميع الأطراف المتحاربة بحماية المستشفيات والعيادات الطبية وذلك في قرار تبناه بالإجماع وأشار إلى الزيادة المقلقة للهجمات على العاملين الطبيين في مناطق النزاع في أنحاء العالم.
من جانبه، أعلن الجيش السوري في بيان أن «المجموعات الإرهابية المسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى قامت بهجومٍ واسع من عدة محاور في حلب»، وأن «قواتنا المسلحة تقوم حالياً بصد الهجوم والرد المناسب على مصادر النيران».
هذا، ودعت فرنسا وبريطانيا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في مدينة حلب السورية، بحسب ما أفاد سفيرا البلدين أمس. ويتوقع أن يعقد الاجتماع خلال الأيام المقبلة.
من جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن «مصدراً مسئولاً في وزارة الخارجية السورية أدان تصريحات رئيسة وزراء النرويج حول اعتزام حكومة بلادها إرسال 60 جندياً لتدريب مقاتلين سوريين بزعم محاربة تنظيم داعش».
العدد 4988 - الثلثاء 03 مايو 2016م الموافق 26 رجب 1437هـ